كل ما يجري من حولك

“بن سلمان” وحرب السنوات الثلاث على اليمن وحقيقة ما وصفه به كولن باول!

564

متابعات:

في حديث شهير قال رئيس الأركان الفرنسي السابق “بيير دوفيلييه”.. إن أقوى جيش في العالم لا يستطيع تدمير أيديولوجية متينة يستعدّ مُعتنقوها للموت من أجلها. لا أدري في أي وقت ستتوصّل المملكة الى هذه القناعة”، فيما قال الجنرال الامريكي باتن الذي ساهم بغزو #المانيا : خوض الحروب يحتاج الى أسلحة ولكن الفوز فيها يحتاج الى عقول !!؟؟ .

خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعاصمة الفرنسية باريس، أعاد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تصريحاته الهزيلة بخصوص الحرب على اليمن مرة اخرى تلك التي كان قد وعد بها ووالده المصاب بالزهايمر العضال الحليف الأمريكي قبل بدأ العدوان على بلاد سبأ في 25 مارس 2015، مدعياً مرة اخرى إن التحالف الذي تقوده بلاده في عدوانها على اليمن، قادر على اجتياح العاصمة صنعاء “غدًا”، وإنهاء “الصراع” خلال أسبوع، إلا أنه يخشى سقوط ضحايا مدنيين!!.

مسلسل الفشل السعودي وحلفائها في العدوان على اليمن خلال أكثر من 3 سنوات مضت ليس محصوراً بجبهات القتال فقط، بل يمتد الى العمق السعودي ما أخذ يزعزع إستقرار نظام آل سعود ويدك مضاجعهم في وسط قصورهم المجللة في الرياض وجدة وغيرها من الأماكن الاخرى في داخل المملكة، الى جانب زعزعة تواجد القوات السعودية والإماراتية في المحافظات الشرقية والجنوبية ما أنهك الاقتصاد السعودي والإماراتي وقواتهما العسكرية وحشود المرتزقة اليمنيين والأجانب وعلى رأسهم القوات السودانية ملحقة بهم خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد، رغم كل الاسلحة والتقنيات الحديثة والمتطورة التي تمتلكها السعودية وتزودها بها أمريكا وبريطانيا وفرنسا اسبانيا وحتى البرازيل والاموال التي تنفقها والدعم المالي الاماراتي لها واستقدامها المرتزقة الاجانب، حيث بالاضافة الى عدم تحقيقها الاهداف، فإنها تضطر الى الدفاع عنها من هجمات القوات اليمنية داخل اراضي المملكة، وتتلقى مواقعها الحساسة العسكرية والقصور الملكية ووزارة الدفاع وشركة آرامكو وغيرها، صواريخ باليستية يمنية بشكل شبه يومي تكبدها خسائر كبيرة.

وزير الخارجية الامريكية الأسبق كولن باول قال في حديثه مع قناة “فوكس” الأمريكية بتاريخ 28 مايو/آيار 2015،  “أخطأنا بترك السعودية تهاجم اليمن وكان علينا ألاّ نصدق وعودهم، فقد أكد لنا سلمان وابنه ان الحرب على اليمن لن تستمر 10 ايام وان الجيش السعودي قادر على دخول صنعاء بعد اليوم السابع من بدأ الهجوم”؛ موضحاً أن “النتيجة كانت كارثية، فبعد شهر ونصف من القصف سمعنا صراخ حلفائنا السعوديين يطلبون النجدة، لأن اليمنيين خلقوا مفاجأة لم يتصورها أحد بالداخل اليمني وعلى الحدود دخلوا مدن سعودية وقتلوا الجنود السعوديين وصادروا اسلحتهم رغم اننا قدمنا دعماً عسكرياً ولوجستياً كبيراً لهم.. إننا اخطأنا برهاننا على جيش ضعيف ووزير دفاع ليس لديه فكرة عن كلمة حرب”.

تطورات ميدانية وانجازات كبيرة حققها أنصار الله والجيش اليمني خلال السنوات الماضية ضد قوى العدوان رغم قلة عتاده، لكنه تمكن من كسب المعركة وزعزعة أمن المملكة واستقرارها واثبت أن الإرادة اليمنية قادرة على تحقيق المزيد بإيمانها وعزمها الراسخ ومعادلته الذهبية الجيش، الثوار والقبائل مدشناً عاماً فاجأ به كل المراقبين للوضع الميداني باستهدافه اليومي للعمق السعودي بطائراته المسيرة القاصفة وصواريخه الباليستية تنفيذاً للوعود التي أطلقها زعيمه عبد الملك الحوثي، ما أربك حسابات الرياض وحلفائها الاقليميين والغربيين ودفع بلندن وباريس ان تصيحا على ضرورة وقف الحرب والتوجه نحو طاولة المفاوضات مع الحوثيين وهو ما أكده الكثير من المراقبين من قبل حيث لم يجدوا حتى الآن الأذن الصاغية في البلاط السعودي والقصور الاماراتية.

أختتم العدوان الثلاثي السعودي الاماراتي الغربي على اليمن عامه الثالث وسط ترافق الهزيمة والانكسارات على الجبهتين العسكرية والسياسية، وحتى ضخ مئات مليارات الدولارات لتمويله والاستيلاء بطرق شتى على مقدرات اليمن والقضاء على مقاومة الشعب اليمني لن تجديهم نفعاً – حسب وكالة “رويترز” التي بينت أن الرياض وأبو ظبي وحلفائهما فشلوا ومُنو بانتكاسة أعجزتهم عن تحقيق أدنى أهداف من حربهم العدوانية على اليمن، حيث لم تتمكن آلاف الضربات الجوية والبرية والبحرية لقواتهم من تحقيق النصر على حركة أنصار الله والجيش اليمني رغم الدعم المخابراتي الأميركي – الغربي – الاسرائيلي – العربي والإمداد المستمر بالمعلومات والأسلحة.

وسائل اعلام وأجهزة أستخبارات غربية أكدت أن التحالف السعودي تكبد خسائر ضخمة وإدانة متزايدة بسبب الحرب على اليمن- وفق صحيفة «التايمز» البريطانية، كاشفة عن زيادة شهرية للإنفاق العسكري السعودي بشكل كبير وسط  تغيب التقديرات الرسمية لحجم التكلفة الحقيقية للحرب التي يشنها «التحالف العربي» بقيادة الرياض، فيما كانت مجلة «فوربس» الأمريكية، قد اعلنت وبعد 6 أشهر من اندلاع العدوان على اليمن، إن تكلفة الأشهر الستة بلغت نحو 725 مليار دولار، أي أن التكلفة الشهرية تصل لـ 120 مليار دولار؛ فيما جاء في دراسة نشرتها مؤخراً جامعة «هارفارد» الأمريكية، أشارت فيها إلى أن تكلفة الحرب تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد.

خبراء اقتصاديون وعسكريون غربيون يرون في الارتفاع الكبير لتكلفة الحرب السعودية على اليمن والفشل الميداني من أهم عوامل زعزعة الحالة النفسية لحكام الرياض، مشيرين إلى أن تكلفة العدوان على اليمن الذي راح ضحيته عشرات آلاف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، تجاوزت التريليون و500 مليار دولار دون أن تحقق الرياض أي إنجازات عسكرية حقيقية ما سيجعلها تقف على حافة الإفلاس الحقيقي في القريب العاجل.

شركة « آي إتش إس» للأبحاث والتحليلات الاقتصادية قالت: إن مشتريات السعودية من السلاح قفزت بمعدل كبير؛ لتصبح المملكة المستورد الأول للسلاح على وجه الأرض في 2015، بقيمة 65 مليار دولار. وبالنسبة لصفقات السعودية في العام 2016، أعلنت الحكومة الكندية، توقيع صفقة بقيمة 15 مليار دولار، تتضمن بيعها لـ 500 مدرعة تعدّ الأقوى في العالم، قبل أن تقول ألمانيا إنها سلمت المملكة الدفعة الأولى «15 زورقاً» من زوارق دورية يبلغ إجمالي عددها 48 زورقاً، في صفقة بلغت قيمتها 1.60 مليار يورو.

أراد محمد بن سلمان أن يلعب ورقة النفاق والشقاق تهدف لإحداث انقسام في صفوف انصار الله كآخر ورقة له للخلاص من المستنقع اليمني – وفق ما أفصح عنه في مقابلته مع مجلة ذي أتلانتك الأمريكية وكذلك في حديثه لمجلة “التايم” الأمريكية كاشفاً بعض التفاصيل عن تلك الخطة، وقال “نعمل على تقسيم “الحوثيين” استخباراتياً من خلال البحث عما إذا كان هناك فرص لفصل قيادات الصف الثاني والثالث للـ”حوثيين” عن قيادات الصف الأول” – وهو ما أعتبره مراقبون إقراراً بفشل تحالف العدوان الذي تقوده بلاده في اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام؛ حيث جاء الرد من رئيس المجلس الأعلى صالح الصماد ساخراً من ولي العهد السعودي حول سعيه بالقول إن “عليه انتظار المستحيل”.

*حسن العمري

You might also like