كل ما يجري من حولك

اليمن على أبواب العام الرابع للعدوان: اللقمة التي لم تستطع السعودية هضمها.. (تقرير)

418

موقع متابعات | تقارير | وكالة تسنيم للأنباء:

دخل العدوان السعودي على اليمن عامه الرابع، ولم تستطع فيه الرياض من تحقيق الكثير من الأهداف التي رسمتها لهذه الحرب؛ في الوقت الذي لا ينفكّ فيه ولي العهد السّعودي عن إطلاق مزاعم حول تفوّق بلاده العسكري، بيد أنّه لم يستطع ترجمة هذا التّفوّق الى نصر خلال الفترة المنصرمة من العدوان.

تفاخر بن سلمان في هجومه على أفقر بلد عربي

هدف بن سلمان، الذي يتولّى أيضا وزارة الدّفاع في السّعودية، في بداية الحرب العدوانيّة على اليمن الى إلحاق هزيمة سريعة باليمن والسّيطرة الكاملة عليه مستندا إلى حقيقة أن اليمن هو أفقر بلد عربي ولا يملك جيشا رسميًّا للبلاد وحتّى أن تسليحات هذا البلد التي يملكها منذ الأنظمة السّابقة هي أنظمة عسكرية قديمة نسبيًّا.

السّعودية تطلب المساعدة في تنفيذ المجازر ضد اليمنيين

على مدى فصول الربيع الثلاثة المنصرمة بدأت الدول الأعضاء الخمسة في مجلس التّعاون الخليجي وهي السّعوديّة، الامارات العربية المتحدة، قطر، الكويت والبحرين حربها ضد اليمن كما نجحت في استقطاب العديد من الدّول من أجل إشراكها في هذه الحرب كالمغرب، مصر، الأردن والسّودان كما لم تترك وسيلة أيضا من أجل طلب المساعدة حتّى من باكستان والصّومال من أجل إشراكهم في هذه الحرب لكن البرلمان الباكستاني عارض الحرب على اليمن كما عارض إرسال قوات باكستانية الى اليمن.

السّعودية تنظّم صفوف تحالفاتها على وقع أموال الرّشوة

السّعودية وفي سبيل استدعاء مختلف الدّول وحتى الغربية منها للمشاركة في عدوانها على اليمن، عمدت الى دفع الرشاوي الضخمة الى هذه الدّول لكي يرافقوها في حربها، وعلى هذا الأساس كانت زيارات محمد بن سلمان الأخيرة الى لندن وواشنطن والتي هدفت إلى إشراكهما بشكل مباشر في الحرب اليمنية في محاولة للتغطية على فشله في الحرب كما لم ينسى أن يطلق اتهاماته على غير صعيد باتّجاه أطراف إقليميّة لتبرير هزائمه.

ما هو سبب عدم استطاعة السعودية الخروج من المستنقع اليمني؟

مع الأخذ بعين الاعتبار تفاخر ولي العهد السّعودي بالتجهيزات العسكرية المتطورة التي تملكها بلاده في تصريحاته الأخيرة العدائية ضد إيران والتي اعتبر خلالها أن السّعودية هي إحدى القوى العسكرية الأقوى في المنطقة، يطرح السؤال نفسه بأنّه على الرغم من الهجمات البرية، الجويّة والبحرية التي ينفّذها تحالف العدوان السّعودي والحصار الكامل الذي يفرضه على اليمن، لماذا عجزت الرّياض عن تحقيق أهدافها؟

السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هوي لماذا عجزت السّعودية من تحقيق أي إنجاز يُذكر في مواجهة مجموعات مسلحة لم تتلقى التدريبات العسكرية الكاملة؟

العسكر السّعودي لا يستطيع تبرير الحرب على اليمن وبالتالي التضحية

في إجابة على هذه التساؤلات، يُمكن القول أنه وبخلاف مزاعم محمد بن سلمان فإن التجهيزات العسكرية المتطورة لا يُمكن أن تكون بمفردها عاملا لحسم الانتصار، بل إن القوات المدربة الحاضرة للتضحية بأرواحها هو عنصر آخر ومهم من اجل تحقيق الانتصار في الحرب؛ وعلى هذا الأساس يُمكن القول إن عدم استطاعة قسم لا بأس به من قوات الجيش السّعودي لتبرير الحرب على اليمن قد أدى بشكل طبيعي إلى فقدانهم أي معنويات قد تبرر لهم التّضحية بأنفسهم في الحرب اليمنية.

ما هو مستوى “تضحيات” الجيش السّعودي؟

بالنّظر الى فيديوهات المعارك الحدودية التي تخوضها اللجان الشعبية اليمنية وحتّى داخل الأراضي السّعودية، يُمكن القول إن مستوى التّضحيات السّعودية قد انخفض الى مؤشّر سلبي بالكامل خصوصا مع مشاهد هروب القوات السّعودية وتركها للتجهيزات العسكرية المتطورة التي يتباهى بها محمد بن سلمان.

هل لا زالت السّعودية بقواتها تلك قادرة على ترجيح كفة ميزان الحرب لصالحها؟

في مقابل الهزائم الميدانية للقوات السّعودية خلال السّنوات الثلاثة الماضية وعلى الرغم من الاعتداءات الواسعة لسلاح الطيران السّعودي بحق الشّعب اليمني وارتكاب المجازر بحق هذا الشّعب، نرى أن اللجان الشّعبية اليمنية قد استطاعت مقاومة هذا العدوان والصمود والنهوض بإيمانهم بأنه بإمكانهم الوقوف في وجه هذه الاعتداءات وبالتالي رفضوا الاستسلام.

وفي هذا الإطار، نرى أن الفشل السّعودي في هذا العدوان الواسع يتزايد بشكل كبير خصوصا عندما نفّذت حركة أنصار الله ضربة صاروخيّة باليستية ضد الرياض، الأمر الذي استدعى الملك السّعودي اليائس من تحقيق الانتصار في اليمن إلى إجراء تغييرات عسكرية مفاجئة في صفوف قادته العسكريين خصوصا بين الذي شاركوا في إدارة الحرب على اليمن.

الأزمة القطرية وتضعضع التّحالف ضد اليمن

قادت السّعودية منذ العام 2015 تحالفا ضد اليمن وشنّت عملية عسكرية عُرفت ب “عاصفة الحزم”. ومنذ البداية كان واضحا أن التحالف الذي شكّلته السّعودية على عجل كان تحالفا متزلزلا حيث كانت بعض الدّول من مجلس تعاون دول الخليج الفارسي هم من يوفرون تكاليف هذه الحرب، وبعد مضي فترة وانعدام المعرفة بأفق هذه الحرب بات مصير هذا التحالف غير معلوم وباتت تُسمع الخلافات بين اعضاءه. وبعد حوالي السّنة من الخلافات السّعودية، الإمارات، مصر والبحرين مع قطر كان واضحا الخلافات بين تحالف العدوان الذي اخرج قطر في نهاية المطاف من صفوفه.

كما أن معارضة مصر للمشاركة العسكرية في الحرب على اليمن قد أدت في فترة من الفترات الى توتر في العلاقات بين القاهرة والرياض، ومن ناحية أخرى ظهرت السّعودية عاجزة عن استقطاب القوات الباكستانية للمشاركة في الحرب اليمنية خصوصا بعد تصويت البرلمان الباكستاني سلبا ضد المشاركة العسكرية في اليمن.

الخلافات بين أعضاء تحالف العدوان امتدت هذه المرة أيضا الى المكونين الأساسيين لهذا التحالف، أي الامارات والسّعودية؛ وهذه الخلافات ظهرت وتظهر من خلال طريقة إدارة الحرب وتقسيم الغنائم وغيرها من الأمور التي أدت الى اشتباكات في أكثر من مكان بين أنصار هذين البلدين في الجنوب اليمني كانعكاس واضح للخلافات بين صفوف التحالف العسكري ضد اليمن.

وبعد مضي ثلاثة سنوات من الحرب اليمنية وإنفاق السّعودية والامارات لمليارات الدّولارات في هذه الحرب، فقد باتت هاتين الدّولتين عاجزتين عن التركيز على أهداف الحرب وأصبحت تصب جهودها على عمليات دعم المجموعات المتحالفة معها في شمال وجنوب اليمن. وبعبارة أخرى، فالسّعودية كانت تحاول السيطرة على مناطق شمال اليمن وخاصة صنعاء بينما تعمد الامارات للسيطرة على المحافظات اليمنية الجنوبية وسواحل هذا البلد؛ ومع تغيّر الاهتمام السّعودي نحو المحافظات اليمنية الجنوبية تبرز بين الحين والآخر الخلافات السعودية الإماراتية الى العلن.

ومن المتوقّع أن تتصاعد هذه الخلافات ميدانيًّا بين السّعودية والامارات إذا ما استمر هذين البلدين بالسياسة التي يتبعانها اليوم.

الجوع، القحط، التهجير والأوبئة تلقي بظلالها على الشّعب اليمني

العدوان السّعودي على اليمن كان له عبئا ماليًّا كبيرا؛ وفي سياق آخر أدى هذا العدوان أيضا الى ارتكاب مجازر بحق الشّعب اليمني البريء والأعزل. بحيث أن الأرقام والإحصائيات الرسميّة الصّادرة عن الأمم المتحدة قد أشارت إلى أن عدد اليمنيين الذين فقدوا أرواحهم نتيجة العدوان السّعودي قد تجاوز رقم الأربعة عشر ألفا أغلبهم من المدنيين وخاصّة الأطفال والنّساء.

كذلك يعاني أكثر من 7 ملايين يمني من خطر المجاعة ما يضع مصير هؤلاء اليمنيين على المحك في بلد كان يعاني حتّى ما قبل العدوان السّعودي من مشاكل اقتصادية كبيرة نشرت الفقر في أرجاء هذا البلد.

كل هذه الأزمة في اليمن والنتائج المترتبة على معيشة الشعب البريء يعود الى قرار غير محسوب من الريّاض ومتاجرة بدم الشعب اليمن منذ إطلاق عمليّة عاصفة الحزم.

You might also like