اعتقادي الشخصي هو أن هناك دليلًا قويًّا جدًا أننا ربما لا لسنا الوحيدين هنا. *لويز إليزوندو، المدير السابق لبرنامج البنتاجون السري للتحقيق في مشاهدات الأجسام الطائرة غير المعروفة (UFO sightings).

مع التوسع المطرد في معرفتنا بالكون والفضاء، ومع الاكتشافات التي تحققها وكالة الفضاء الأمريكية بشأن الكواكب التي تشبه الأرض، أصبحت الأسئلة الخاصة بإمكانية وجود كائنات حية ذكية تجاورنا الكون ليست مجرد خيال طفولي غير مدعوم بالدليل، على العكس فإن الأدلة الإحصائية كذلك تدعم فرضيات تؤكد بدورها وجود عدد كبير من الكواكب التي يمكن أن تدعم الحياة في هذا الكون الواسع. وقد انتقل أخيرًا هذا القلق الوجودي من عقول الأطفال والأشخاص المهووسين بالغرائب إلى عقول العلماء والمتخصصين.

 

«الأجسام الطائرة».. أدلة جديدة

في مقابلته مع صحيفة «CNN»، قال «إليزوندو» إن البرنامج قد كشف عن الكثير من الأدلة التي تثبت وجود أجسام طائرة غريبة بينما كانت تحلق في أماكن قريبة من الطائرات التابعة للجيش الأمريكي. ويؤكد: «هذه الأجسام الطائرة – سنسميها كذلك – تظهر خواصَّ غير معروفة في نطاق الولايات المتحدة، أو أي نطاق تقني أجنبي نعرفه». واختص البرنامج الذي ترأسه إليزوندو ببحث هذه المشاهدات التي تمت بالعين المجردة، أو بأدوات أخرى مثل الرادار، وكذلك التأكد مما إذا كانت تعتبر تهديدًا محتملًا للأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية.

وكان «إليزوندو» قد استقال من البرنامج، وبرر قراره بـ«السرية المفرطة» التي أحاطت البرنامج، والمعارضة الداخلية له، بعد الدعم المالي الذي قدمه البنتاجون وانتهى عام 2012. البرنامج، بحسب تصريحاته، قد وجد أدلة حقيقية على أجسام طائرة لا تمتلك أي خدمات جوية عسكرية أو مدنية معروفة، ولا تمتلك أي وسائل دفع معروفة، بينما تمتلك قدرات غير طبيعية على المناورة، تفوق تحمل قدرات أي كائنات بشرية أو بيولوجية أخرى.

إحدى تلك المشاهدات كانت لقائد طيار في الجيش الأمريكي يدعى «دافيد فرافور»، وقد حكى عن رؤيته لجسم غريب يشبه قطعة حلوى الـ«تيك تاك» بطول 40 قدمًا، يقوم بمناورات سريعة، ويغير من مساراته بشكل متسارع، وكان ذلك عام 2004.

آمن «إليزوندو» بضرورة توجيه المزيد من التركيز من جانب الحكومة الأمريكية تجاه هذا الأمر، وكتب ذلك في خطاب استقالته المسبب. وعقب الاستقالة، تعاون مع اثنين من المسئولين الرسميين السابقين في وزارة الدفاع الأمريكية، هما «كريستوفر ميلون» و«هارولد بيثوف»، وأنشأوا مشروعًا مختصًا بالتحقيق في التقنيات العلمية الغريبة.

 

هل تثبت هذه المشاهدات وجود الكائنات الفضائية؟

تحمل المشاهدات الكثيرة التي تم بحثها خلال البرنامج السري الكثير من الألغاز والظواهر غير القابلة للتفسير في حدود معرفتنا الحالية بقوانين الفيزياء. إحدى المواجهات التي تم رصدها كانت بين طائرة أمريكية وجسم غريب أبيض اللون بيضاوي الشكل، يماثل في حجمه طائرة تجارية عادية.

رصدت طائرتان من طراز «F/A-18F» هذا الجسم، وبدأتا في مطاردته قرابة ساحل «سان دييجو» عام 2004. كذلك تم رصد أجسام تتسارع بشكل غير ممكن خلال التكنولوجيا المعروفة حاليًا، أو أجسام تحوم في اتجاهات مختلفة بدون أي آليات معروفة للرفع والتغلب على الجاذبية.

ترى «سارة سيجر»، عالمة الفيزياء الفلكية في معهد «M.I.T» أن كل هذه المشاهدات لا يمكن اعتبارها دليلًا على وجود تكنولوجيا غير أرضية، وتؤمن سارة أن جهلنا بأصل هذه الأجسام لا يعني أنها جاءت من كوكب آخر أو مجرة أخرى. تقول سارة: «عندما يدّعي الناس رؤية ظاهرة غير اعتيادية، فإن هذا الأمر يستحق أحيانًا أن يتم التحقيق فيه. ما لا يفهمه الناس أحيانًا بشأن العلم، هو أننا غالبًا ما نجد ظواهر تظل عصية على الفهم».

متخصص آخر في تكنولوجيا الفضاء يتبنى الفرضية نفسها، «جيمس أوبيرج»، مهندس مركبات فضاء سابق في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» دائمًا ما عارض كل الفرضيات المتعلقة بشواهد الأجسام الغريبة، وقضى الكثير من الوقت في تفنيد بعض الادعاءات الخاصة بهذه الشواهد.

يقول أوبيرج: «هناك الكثير من الغرائبية، وهناك بعض السمات الإدراكية البشرية التي يمكن أن تفسرها. كثير من الناس يشغلون المجال الجوي، ولا يريدون لأحد أن يعرف عن هذا الأمر. هم سعداء بتخفيهم، وبكونهم غير مدركين وسط التحركات الجوية التقليدية». وهو يرى – وغيره الكثيرون – أن هناك الكثير من التفسيرات لهذا النوع من المشاهدات غير احتمالية كونها من مصادر غير أرضية.

 

الفضائيون والولايات المتحدة.. تاريخ من الاهتمام الرسمي

تمتلك الولايات المتحدة تاريخًا كبيرًا فيما يتعلق بالتحقيقات بشأن الأجسام الطائرة الغريبة، يعود الأمر إلى العام 1947، عندما بدأت القوات الجوية في الجيش الأمريكي إجراء سلسلة من الدراسات بهدف الوصول إلى الحقيقة وراء هذا النوع من المشاهدات. تناولت هذه الدراسات كمًا هائلًا من الحوادث الغريبة، وصل عددها إلى 12 ألف حادثة، قبل أن تنهى تلك الدراسات في عام 1969.

 

مشروع آخر كان قد بدأ بالتوازي مع هذه الدراسات، وهو «مشروع الكتاب الأزرق»، الذي بدأ عام 1952، وأعلن نتائجه التي تضمنت نتيجة مفادها أن معظم الحوادث التي تناولها المشروع كانت تشمل نجومًا، وسحبًا، وطائرات تجارية وطائرات تجسس، بينما بقيت 701 حالة دون تفسير على الإطلاق.

 

كان الهدف المعلن لـ«مشروع الكتاب الأزرق» يتمثل في تحديد ما إذا كانت هذه المشاهدات تمثل أي خطر على الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية أولًا، وتقديم تحليل وتدقيق علمي لهذه المشاهدات ثانيًا، ورغم فشل المشروع في تفسير 701 من الحالات، إلا أن الحكومة الأمريكية قد قررت إيقاف كل الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع في عام 1970، ليخرج «روبرت سيمانز»، سكرتير القوات الجوية في ذلك الوقت، معللًا سبب القرار قائلًا في مذكرة دبلوماسية: «لم يعد المشروع مبررًا من ناحية الأمن القومي أو من الناحية العلمية».

 

Embed from Getty Imagesيرى البعض أن هناك الكثير من التناقض في التعامل الرسمي من قبل الحكومة الأمريكية مع هذا الملف، فبينما فشلت الدراسات الرسمية في تفسير الكثير من المشاهدات والظواهر، قررت الحكومة إغلاق هذه الدراسات، كذلك يصرح البنتاجون أن الحكومة الأمريكية لن تتوقف عن التحقيق في أي ادعاء يشكل تهديدًا محتملًا لأمن الولايات المتحدة الأمريكية. ترجح بعض الأصوات أن يكون هذا القرار بإيقاف كل البرامج المتعلقة بهذه المشاهدات قرارًا صوريًا فقط، يهدف إلى التغطية على النشاطات الحكومية في هذا الشأن لأسباب مجهولة.

 

حادثة روزويل.. أثر الادعاءات الكاذبة

في عام 1947 ارتطم جسم طائر غريب بأرض مدينة «روزويل» بولاية «نيو مكسيكو». يروي الشهود أن جسمًا دائريًا نزل من السماء، وكأنه طبق طائر، وتحطم كليًا ليترك مساحات كبيرة من الأرض مليئة بالحطام، الذي سرعان ما سيطرت عليه وصادرته الحكومة الأمريكية وقتها.

 

يروي كذلك الشهود وأقاربهم، الكثير منهم، رؤية فضائيين داخل الحطام المهشم لذلك الطبق الطائر، لكن القوات الجوية قد تحفظت عليهم ونقلتهم إلى مواقع سرية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. أعلن الجيش الأمريكي أن ثمة «طبقًا طائرًا» قد تحطم في روزويل، ثم سرعان ما تم تغيير القصة، ليعلن الجيش أنه في حقيقة الأمر كان التحطم لمنطاد جوي كان يتم استخدامه تجريبيًا لدراسة الطقس.

 

تركت حادثة روزويل الرأي العام الأمريكي منقسمًا على نفسه، بين مجموعات ترى أن الولايات المتحدة قد حصلت بالفعل على دليل وجود الكائنات الفضائية، لكنها تقرر الحفاظ على سرية المعلومات لعدم إثارة ذعر العامة، ومجموعات أخرى من الرافضين لفكرة وجود الكائنات الفضائية، يرون قصة الجيش الأمريكي قابلة للتصديق بدرجة أكبر من احتمالية زيارة الكائنات الفضائية لمدينة صغيرة في الولايات المتحدة. أحد هؤلاء المهتمين بهذه الحادثة والذي لم يفقد شغفه بها مطلقًا، كان مصور الفيديو «آدم ديو»، الذي يعيش في مدينة شيكاغو الأمريكية.

 

أصبحت مدينة روزويل ملاذًا لكل المهتمين بزيارة الفضائيين للأرض.

 

تلقى آدم في عام 2012 مكالمة من صديق وشريك عمل قديم، «جوزيف بيزون»، يخبره فيها أنه قد وجد شيئًا يجب عليه رؤيته في أسرع وقت. ذهب «ديو» في اليوم نفسه إلى صديقه ليطلعه على مجموعة من الصور التي وجدتها أخته قبل 14 عامًا في بقايا ممتلكات سيدة توفيت حديثًا. مجموعة الصور كانت تحتوي صورًا ملونة للرئيس الأمريكي الراحل «أيزنهاور»، إضافة إلى صور لشخصيات أمريكية مشهورة وبعض المدن الأوروبية.

 

لاحظ بيزون أن الصور الملتقطة لأيزنهاور كانت شديدة القرب؛ واستنتج أن الذي التقط هذه الصور كان شخصًا مهمًا، وكذلك الصور التي حملت تقنية ألوان ثورية أنتجت بواسطة شركة «كوداك» في منتصف القرن العشرين، لكن آخر صورتين في المجموعة كانتا مختلفتين بدرجة أكبر.

 

أخيرًا.. هذا هو شكل الكائنات الفضائية

الصورتان كانتا لجسم صغير يشبه البشر، بني اللون، بذراعين ذابلتين، وأقدام واهنة مع جمجمة كبيرة أقرب للشكل المثلث منها للشكل البيضاوي المعتاد لدى البشر، ومحاجر ممتدة للعينين وفم صغير. أخذ «ديو» يحدق في الصورتين، متذكرًا الأوقات التي كان يحقق فيها منفردًا حول الأجسام الفضائية التي وصفها شهود حادثة روزويل، هناك قدر كبير من التشابه، تشابه أجبره على مواصلة التفكير في هاتين الصورتين وبدء رحلة تحقيق جديدة. وجد ديو أن مجموعة الصور تعود لسيدة تدعى «هيلدا بلير»، كانت تعيش في مدينة سيدونا التابعة لولاية أريزونا، فقط على بعد ولاية واحدة من روزويل، نيو ميكسيكو.

 

اتصل ديو فورًا بأحد أكثر الأشخاص اهتمامًا بالقضية التي أصبحت أقل توهجًا بمرور الوقت خصوصًا مع عدم وجود أي دليل مادي عليها، إنه «توم كاري»، رجل الأعمال المتقاعد صاحب الخلفية الأنثروبولوجية، والذي ألَّف كتبًا عن موضوع زيارة الفضائيين للأرض، رغم افتقاره للدليل الحاسم على وجودهم.

 

أرسل «ديو» نسخًا ضوئية للصورتين إلى «كاري» عبر البريد الإلكتروني، وبرؤية الصورة، تعرض كاري لثورة أفكار كانت تؤرقه منذ زمن بعيد. كان كاري قد سمع شهادة ابنة «دان دواير»، الطيار في قوة روزويل الجوية عام 1749، تحكي فيها أن والدها كان قد شاهد الفضائيين في موقع الحطام، وعندما أجبره أبناؤه على وصف الفضائي، وصفه بكلمتين: «ابن الأرض». أثارت هاتان الكلمتان عقل كاري سنوات، لم يستطع خلالها معرفة ما كان يقصده ذلك الطيار.

 

 

هناك معلومة تبدو جانبية هنا، وهي أن هناك حشرة لونها بني مائل إلى الاحمرار، تعيش في الجنوب الغربي للولايات المتحدة، تدعى «صرصور القدس»، تمتلك فجوة داكنة على رأسها، ويعرفها السكان المحليون باسم «حشرة البطاطس»، بينما تسمى في الإسبانية «el niño de la tierra ابن الأرض».

 

لا يزال «كاري» فاغرًا ثغره أمام شاشة الحاسب الآلي، يحدق نظره في هذا الجسم الغريب الذي يمتلك خطوطًا داكنة على رأسه، وأخرى على أماكن متفرقة من جسده. هل هذه هي إجابة السؤال الخاص بـ«ابن الأرض»؟ يقول كاري: «بالنسبة لي، كانت هذه مثل بصمة الإبهام، عندما رأيت الصورة، والعلامات الموجودة على الجسد الذي يرقد فوق اللوح، قفزت الفكرة في رأسي. هذا ما كان يتحدث عنه دان دواير. كذلك، يشبه الجسم إلى حد كبير ما وصفه لي شهود العيان».

 

فجأة يظهر الدليل الذي افتقده كاري سنوات. يتفق كاري وديو على إجراء تحقيق شامل في شكل وثائقي من شأنه أن يقلب العالم رأسًا على عقب. أخذا الصورتين إلى خبراء ألوان ورسوم متحركة، بينما قام رسام رقمي بصنع صورة ثلاثية الأبعاد لما يوجد في الصورتين.

 

كذلك فقد استشارا خبراء من شركة «كوداك» (Kodak) في مركزها الرئيس في نيويورك، وأثبتوا أن الصورتين حقيقيتان تمامًا، ولم يتم العبث بهما بأي طريقة، وقد التقطت الصورتان بين عامي 1945، و1950، وفي المنتصف من هذين التاريخين يقع تاريخ حادثة روزويل. وعندما بحثا تاريخ السيدة «هيلدا بلير»، وجدا أنها حازت رخصة طيران، كما عملت محامية، وقد وجدوا أدلة ترجح أن هذه السيدة كانت على علاقة مع زوجة أيزنهاور، الذي – بالمصادفة – قالت إحدى حفيداته أن جدها قد رأى الفضائيين بالفعل عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة.

 

 

 

استمر «ديو» و«كاري» في التحقيق، فذهبا بالصور إلى «ريتشارد دوبل»، المتخصص في علم الإنسان بجامعة تورنتو، الذي قال إن الجسم في الصور يمتلك نصف عدد الضلوع التي يمتلكها الإنسان، كما أنه لا يمتلك عظام ترقوة، ويرتبط ذراعاه بالضلوع العليا.

 

يقول دوبل: «كلما نظرت إليه بتمعن، أدركت أنه ليس من الأرض». بعد الكثير من الجهد، والكثير من الأدلة التي استطاع الرجلان جمعها، أصبح الوثائقي جاهزًا لتغيير نظرة العالم لهذا الموضوع. اتفق الرجلان مع الإعلامي «جامي موسان»، الصحافي الاستقصائي في مدينة «ميكسيكو سيتي»، على إقامة عرض تحت اسم «BeWitness» لكشف ما توصلا إليه.

 

أقيم العرض بالفعل، وبعد ثلاثة أيام، استخدمت مجموعة من الباحثين برنامجًا يسمى «SmartDeBlur Pro» لفك شفرة بعض الكلمات المكتوبة أسفل الصور ولم تكن واضحة من قبل، وبعد ساعات أصبحت الجملة واضحة لدرجة تسمح بقراءتها: «جثة محفوظة لطفل في عمر العامين». صعق ديو من هذا الكشف الذي تبين لاحقًا صدقه بشكل لا يحتمل أي شك، وتعجب كيف يصل أفراد في ثلاثة أيام لفك شفرة لم يستطع هو حلها في سنوات. الدليل المادي الوحيد على وجود الكائنات الفضائية لم يعد كذلك، ضربة قاسية لمؤيدي زيارة الكائنات الفضائية للأرض.

 

كيف يرى العلماء هذا الجدال؟

يرى نصف الأشخاص العاديين أن الكائنات الفضائية موجودة بالفعل في مكان ما، لكن لماذا نهتم بما يؤمن به الناس؟ أليس المهم في موضوع كهذا هو رأي العلم، والمتخصصين فيه؟ صحيح أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد أي دليل مادي على وجود أي كائنات ذكية حولنا في الكون، لكن مع مراقبتنا الدائمة للنجوم والمجرات القريبة فقط، يرى العلماء أنه على الأقل 50% من هذه النجوم تحتوي أنظمتها على كواكب.

 

يرى سيث شوستاك، عالم الفلك الخبير في معهد «SETI» أن هناك قرابة التريليون كوكب في مجرة درب اللبانة فقط، يقول سيث: «بالتأكيد بعضهم خضع للتغيرات التي خضعت لها الأرض، وتطورت عليه الحياة، ثم الحياة الواعية كما نسميها. إن كنا الكائنات الذكية الوحيدة في المجرة، فسنكون معجزة حقيقية».

 

 

تستمر«ناسا» في إعلان أخبار تشير إلى اكتشاف العلماء لكواكب عدة شبيهة للأرض، كما اكتشف الفلكيون منطقة «Goldilocks zone» التي يعتقدون أنها تملك الظروف المناسبة لتكوين المياه على الكواكب الموجودة في أنظمتها. في 2017 فقط، كانت هناك عدة اكتشافات من هذا النوع، لكن في الوقت نفسه، لم نمتلك التكنولوجيا التي تمكننا من زيارة هذه الكواكب واستكشافها بعد، لذلك سيكون علينا الانتظار للتأكد من هذه النظرية. في مجموعتنا الشمسية، يرى العلماء أن الكواكب الثلجية مثل نبتون وبلوتو قد تدعم الحياة تحت سطح الثلوج الموجودة عليها؛ وذلك بفضل الأقمار التي امتلكتها هذه الكواكب.

 

«هوكينج» و«ميتشو كاكو».. الفضائيون خطر حقيقي

في الوقت الذي أكدت فيه الكثير من الدراسات احتمالية وجود الحياة بالقرب منا، وداخل مجرتنا أو حتى مجموعتنا الشمسية، فإن دراسة أخرى، أقيمت في «جامعة شيربرووك» في كندا، قدمت دليلًا على أن الحياة قد تكون بدأت في الفضاء، الناس لا يقرأون هذه الدراسات، لكن ماذا عن العلماء الكبار؟ كيف يرون هذه الاحتمالية؟

 

يرى البروفيسور «ستيفن هوكنج» أننا لا يجب أن نحاول الاتصال بالكائنات الفضائية بأي وسيلة؛ لأن هذا التصرف قد يكون الخطر الذي سيهدد الحياة البشرية كما نعرفها. هكذا بوضوح، يعبر الفيزيائي الأشهر في العالم عن وجهة نظره المخيفة، قد تغزونا الكائنات الفضائية حال معرفتها بوجودنا هنا. يقول هوكنج: «في أحد الأيام، قد نستقبل إشارة من كوكب شبيه بالأرض، ويجب حينها أن نكون حذرين من الاستجابة لهذه الإشارة. مقابلة حضارة متقدمة قد يكون مثل مواجهة كولومبوس الأمريكيين الأصلين. لم يكن الأمر جيدًا».

 

 

يتفق الدكتور «ميتشو كاكو»، الفيزيائي الشهير، مع البروفيسور هوكينج في أن مواجهة كائنات ذكية أخرى لن تسير على ما يرام، ويعتبر الدكتور «كاكو» من العلماء الذين يؤكدون فكرة وجود الحضارات الذكية خارج الأرض، كما يتوقع أننا سنكشف وجودهم بعد آلاف السنين عن طريق استقبال موجات راديو. يرى الدكتور كاكو أن الفضائيين يشكلون تهديدًا حقيقيًا للبشر، وأنهم ربما ينهون وجودنا على الأرض، لكن ليس السبب أنهم متعطشون لإبادتنا واستعمار الكوكب كما يرى هوكنج، بل لأنهم سيعتبرون البشر كائنات أقل وليست ذات قيمة، بالضبط مثلما يرى البشر السناجب والغزلان.

 

إن كنت في الغابة، هل تسير هناك لتتحدث إلى الغزلان والسناجب؟ ربما تفعل ذلك بعض الوقت، لكنك ستمل في النهاية لأنهم لا يتحدثون إليك في المقابل، لأنهم لا يملكون شيئًا مهمًا ليخبروك به. هم لا يستطيعون أن ينتجوا أفكارًا مرتبطة بقيمنا وأفكارنا نحن البشر. ميتشو كاكو.

 

من هنا، فإن الفضائيين لن يكونوا مهتمين بالبشر في الأساس، لأنهم سيكونون متقدمين عنا بآلاف، وربما بملايين السنين؛ لذا فالتواصل معنا لن يكون شيئًا ذا أهمية بالنسبة لهم. يتفق «كاكو» مع «هوكنج» في أننا لا يجب أن نعلن عن وجودنا لمن هم في الفضاء؛ وذلك لحقيقة أننا لا نعلم شيئًا عن نواياهم.