كل ما يجري من حولك

الردود الاعلامية العربية والدولية ازاء التغييرات العسكرية السعودية.. التركيز على الفشل في حرب اليمن

512

موقع متابعات | تقارير | وكالات:

في معرض التقصي عن ردود الفعل الاعلامية بصعيديه العربي والدولي الناجمة عن التغييرات في المناصب العسكرية العليا بالسعودية سرعان ما تأكد بانها ناجمة عن الاخفاقات التي مني بها التحالف السعودي في حربه ضد اليمن وامتعاض ولي العهد الكبير جراء ذلك.

تناولت شبكة “ان بي سي” الأمريكية في تقرير لها، نشر أمس الثلاثاء، أسباب التغييرات التي أجرتها  السعودية الخاصة بإقالة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش وقادة الدفاع الجوي والقوتين الجوية والبرية.

ونقلت الشبكة عن الحكومة السعودية القول ” إن هذه التعيينات جزء من حركة تبديل روتينية ضمن خطة تطوير وزارة الدفاع. كما أن بعض كبار الضباط الذين بلغوا سن التقاعد تركوا الخدمة، وآخرين تم ترقيتهم أو نقلهم إلى مواقع جديدة”.

لكن بعض المحللين، بحسب الشبكة الأمريكية، يرون أن التغييرات العسكرية جاءت نتيجة للإحباط من الحرب التي دامت ثلاث سنوات في اليمن ضد أنصار الله.

وقال سيمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بمعهد واشنطن، لشبكة ان بي سي الأمريكية، أن الجواب “هو الحرب في اليمن”، ولكن ما إذا كان هذا يعني أن هناك تغييرا في سياسة اليمن أو ما إذا كانوا سيصرون على نفس النهج، “لا أعرف”.

وفي سياق متصل، تطرقت صحيفة “رأي اليوم” الى تلك التغييرات، مبينة في افتتاحية لها، انه “كان لافِتًا أن المراسيم التي أصْدرها العاهل السعودي وتضمّنت هذهِ التغييرات في قِمّة قيادة الجيش، جاءت بِناءً على طَلبٍ من وزير الدفاع، أي نَجله الأمير محمد بن سلمان، الرَّجل الذي أطلق عاصفة الحزم في اليَمن لـحَربٍ وقائيّة حسب تَعبيره، وذلك بعد أسابيع مَعدودة من تولّيه الوزارة الأهم في الدَّولة، وكان في حينِها وليًّا لوليّ العَهد”.

وأضافت راي اليوم : لقد كان لافِتًا في هذهِ المَراسيم، ان عزل رئيس هيئة الأركان الفريق الأوّل الركن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الله البنيان، و كذلك إنهاء خَدمات قائد قوّات الدِّفاع الجوي، الفريق ركن محمد بن عوض بن منصور بن سحيم، وقائِد القوّات البريّة الفريق ركن الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود رغم أن الأخير عُيّن في هذا المَنصب قبل عام تقريبًا، ممّا يعني أن الثلاثة يتحمّلون مَسؤوليّة الإخفاقات في مَيادين الحَرب في اليَمن، وجرى تقديمهم ككبش فِداء”.

وتساءلت الصحيفة التي يديرها الاعلامي الشهير “عبد الباري عطوان”، عمّا إذا كانت هذه التّغييرات سَتُحدِث تحوّلاً في مَيادين القِتال في اليمن، وخاصَّة على جَبهة الحُدود السعوديّة اليمنيّة المُلتَهبة؟ وهل سَتُخفّف من حِدّة الانتقادات الدوليّة لحَجم الخسائِر البشريّة والماديّة، من جرّاء القَصف الجويّ والحِصار الخانِق وما تُسبّبه من مُعاناةٍ وفَقر وجُوع لأكثر من 23 مِليون يمني؟.

من جانبها نوهت الـ بي بي سي العربية نقلا عن صحيفة الـ تايمز اللندنية، إلى أن هذه التطورات تسبق زيارة مرتقبة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى بريطانيا، حيث يتوقع أن تخرج احتجاجات بسبب الحرب في اليمن.

وتنقل الصحيفة عن مراسلها  “ريتشارد سبنسر” أن الجيش السعودي “متورط” في حرب داخل اليمن تبين أنها “لا تحظى بشعبية في الداخل ولوثت صورة ولي العهد محمد بن سلمان في الخارج”.

ويضيف سبنسر، “إن إقالة القادة العسكريين قد يهدف إلى تعزيز موقف الأمير محمد في الداخل بعدما أمر باعتقال مجموعة من الأمراء بتهم الفساد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي”.

وختم بالإشارة إلى أن آلاف المدنيين ماتوا منذ أن بدأت السعودية تدخلها عسكريا في اليمن في مارس/آذار 2015، لافتا إلى أن بريطانيا وفرت للقوات الجوية السعودية تدريبا وإرشادات بخصوص تنفيذ الغارات.

بدورها، اكدت قناة الجزيرة القطرية، انه “لا يستبعد بعض المراقبين أن تكون لهذه التغييرات العسكرية علاقة بالأوضاع في اليمن بعد سنوات من التعثر والارتباك وعدم القدرة على الحسم، سواء في ظل عاصفة الحزم أو تحت يافطة إعادة الأمل، وقد باتت هذه الحرب المستعرة وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية كابوسا يطارد المسؤولين السعودية في أروقة الهيئات الأممية والمحافل الدولية”.

وفي السياق نفسه، ربطت وكالة “بلومبرج” الأمريكية للأنباء، بين التغييرات التي أجراها سلمان بن عبد العزيز في القيادات العسكرية والحرب الدائرة في اليمن، بـ “الرغبة في تعزيز نفوذ ولي العهد محمد بن سلمان”.

وفي تقرير تحت عنوان “بينما تتواصل حرب اليمن، ملك السعودية يستبدل القادة العسكريين”، اكدت بلومبرج ان “السعودية تستبدل العديد من كبار القادة العسكريين بينهم رئيس الأركان، وقادة القوات الأرضية والجوية، كما تمّ استبدال مجموعة من المسئولين المدنيين بينهم نواب وزراء، في أحدث تعديل في مراكز القوى التقليدية بالمملكة الغنية بالنفط”.

وأشارت الوكالة الامريكية إلى أنَّ القيادة السعودية لم تقدم أسبابًا لهذه التغييرات التي أُعلن عنها في سلسلة من المرسومات الملكية أقرها الملك سلمان الليلة الماضية.

هذا وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية “ان التغيير الواسع في هرم القيادة العسكرية السعودية يساهم في ترسيخ سلطة ولي العهد الامير محمد بن سلمان في وقت تسعى فيه المملكة للخروج من مستنقع النزاع اليمني”.

وأكد المصدر الفرنسي، ان “عملية اعادة تنظيم الجيش تتزامن مع تعثر الحملة العسكرية التي اطلقتها السعودية في اليمن منذ اذار/مارس 2015، الامر الذي يظهر حدود قوة السعودية التي تسعى الى منافسة ايران. وبعد ثلاث سنوات من الحرب التي كلفت الرياض مليارات الدولارات، لا يزال الجيش السعودي يواجه صعوبات”.

(تسنيم)

You might also like