أردوغان وحلم عودة الحياة الى “العثمانية”
متابعات| شفقنا:
من الصعب جدا رصد الكم الهائل من السياسات والمواقف المتناقضة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، الذي فتح حدود بلاده على مصرعيها امام عشرات الالاف من الارهابيين والمتطرفين والمجرمين من مختلف انحاء العالم ، وشحنهم الى سوريا تحت ذريعه نصرة “الثورة السوريه”.
اردوغان لم يكتف بفتح حدود بلاده امام الجماعات التكفيرية فحسب بل حول تركيا الى جسر لنقل الاسلحه والعتاد ، المدفوع الثمن سعوديا وقطريا واماراتيا ، الى هذه الجماعات ، لتقتل وتفتك وتتوغل في الدم السوري منذ اكثر من ستة اعوام.
اردوغان كان يتصور انه سيحصل في المقابل على حصة كبيرة من الكعكة السورية لاسيما اقتطاع حلب وابتلاعها تحت يافطة “منطقة امنه” او “منطقة محررة” او .. ، الا انه وبعد مرور اكثر من ستة اعوام ، لم يحصل سوى على النفط السوري الرخيص الذي اشتراه بثمن بخس من “داعش” والجماعات التكفيرية الاخرى ، بينما وضع في المقابل تركيا على كف عفريت.
سياسة اردوغان التي كانت جزءا من سياسات المحور الامريكي الصهيوني العربي الرجعي ، والتي استهدفت اضعاف ومن ثم حذف الجيش السوري من الوجود ، لاسيما على الحدود التركية السورية ، اسفرت عن ظهور قوة كردية فرضت نفسها على مناطق شاسعة من الحدود السورية مع تركيا ، بعد ان طردت “داعش” والجماعات التكفيرية التي كانت تدعمها تركيا.
اردوغان الذي وقع في شر اعماله ، اصبح مضطرا ان يرسل جيشه غازيا سوريا ، بعد ان فشل مرتزقته من التكفيريين في تحقيق حلمه في شمال سوريا ، والمضحك المبكي انه اطلق على عدوانه السافر على سوريا عملية “غصن الزيتون” ، بينما تقتلع صواريخ طائراته وقذائف دباباته البشر والشجر والحجر من الارض، ولكن من بعيد ، دون ان يتجرا جنرالاته لحد الان على مواجهة بنات عفرين رغم ان العملية ستدخل بعد ايام قليلة شهرها الثاني.
الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش التركي ومرتزقته من “داعش” و”النصرة” والجماعات التكفيرية الاخرى المنضوية تحت مسمى “الجيش الحر” ، دفعت اردوغان الى ارسال قوات النخبة في جيشه مع عشرات الدبابات والمدرعات ، الامر الذي ادى الى ارتفاع الاصوات المنددة بالهجوم التركي على عفرين ، في داخل تركيا نفسها ، فقد اعتقلت قوات الامن التركية الى الان اكثر من 700 شخص لرفضهم الهجوم على عفرين.
حسنا فعلت “وحدات حماية الشعب الكردية عندما اعلنت عن رغبتها بدخول الجيش السوري إلى عفرين، لصد العدوان التركي الذي بدا في 20 كانون الثاني الماضي ، وحسنا فعلت الحكومة السورية عندما قامت بارسال الدعم الإنساني والمواد الإغاثية إلى عفرين ،وادخال وسائل إعلام سورية إلى المدينة لتقوم بالتغطية، وتبني خطابا داعما للكرد في وجه العىوان التركي.
الحل الامثل لمواجهة الهجوم التركي على عفرين يكمن في التعاون والتنسيق بين الجيش السوري ووحدات وحماية الشعب الكرديه ، بعد ان تكشفت حقيقة الاطماع التركية في الاراضي السورية وان اردوغان لن يكتفي لا بعفرين ولا بمنبج الا بعد ان يبتلع مساحات واسعة من الاراضي السورية ، التي يرى فيها اراض تعود الى الدولة العثمانية ، التي يعتبر اردوغان نفسه وريثها الشرعي.
على اكراد سوريا ان يراهنوا على الجيش السوري واخوتهم في الوطن ، فهو الرهان الصحيح الوحيد من اجل الحصول على حقوقهم المشروعه في وطن يسوده العدل والمساواة والمواطنة الحقيقية ، وكل رهان على الاجنبي كامريكا وغيرها هو رهان خاسر وان التجربة التاريخية لاشقائهم في البلدان الاخرى هي اكبر برهان على ذلك.
اما اردوغان الذي يعيش احلام اعادة الحياة الى جثة “الدولة العثمانية” المتهرئة ، فان نتائج احلامه هذه سترتد عليه وبالا ، فالسحر الذي اراد به تدمير سوريا لا محالة سينقلب عليه ، فمن المؤكد ان المجاميع التكفيرية التي استجلبها من مختلف انحاء العالم وقام بتدريبها وتسليحها ، لا يمكن ان تغاىر تركيا هكذا مع انتهاء مهمتها ، فمثل هذه المجاميع التي وجدت حواضن لها بين الاتراك ، ستبث سمومها في الجسد التركي شاء اردوغان ام أبى.