كل ما يجري من حولك

بعد الفتنة بين المسيحيين والشيعة في لبنان.. فتش عن سفير السعودية «وليد اليعقوب»

366
متابعات| شفقنا:

على مدار ثلاث سنوات كاملة، ظل فيها منصب سفير السعودية فى لبنان شاغرًا، وقع كم من الأهوال السياسية بين البلدين، ووصلت التوترات إلى مداها، قبل أن تبدأ المملكة منذ أسابيع جولة صراع جديدة على النفوذ داخل الساحة اللبنانية بمُمثل لها جديد وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017؛ ليصبح سفيرًا جديدًا للسعودية في بلاد الأرز.

لا ينفصل تعيين وليد اليعقوب سفيرًا جديدًا للمملكة في لبنان عن استكمال خطة ولي العهد السعودي، ومستشاره للشؤون الخليجية ثامر السبهان في التصعيد دومًا ضد حزب الله إلى حدّ وصفه بـ«حزب الشيطان».

يرسم التقرير التالي أدوار السفير السعودي الجديد فى لبنان، وما هى المهام الموكلة إليها، وهل تُشكل الانتخابات النيابية المُقبلة ساحة صراع جديدة مع القوى المناوئة للمملكة، وخياراتها المستقبلية في ظل كم الخسائر السياسية داخل الساحة اللبنانية جراء احتجاز رئيس الوزراء اللبنانى قبل شهور، والإفراج عنه بوساطة غربية.

سفير جديد للسعودية في بلاد الأرز.. تلميذ «السبهان» يسير على نهجه
في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2018، تسلم وزير الخارجية اللبنانى أوراق اعتماده سفير المملكة العربية السعودية في بلاد الأرز، بعد توترات مكتومة خرجت للعلن مع السلطة اللبنانية، وسط تحديات كبيرة تنتظر المسؤول السعودي الذي تطأ أقدامه بيروت في ظل رغبة سعودية على مواصلة معركتها على النفوذ أمام حزب الله المدعوم إيرانيًا، بعدما فقدت المملكة كثيرًا من أوراق الضغط التي منحتها حضورًا كبيرًا خلال ولاية الملك الراحل عبد الله.

كان هذا المندوب هو السفير السعودي الجديد في لبنان، وليد اليعقوب، الذي سلم أوراق اعتماده للرئيس اللبناني، ميشال عون؛ ليصبح رسميًا سفيرًا جديدًا لبلاده لدى لبنان، ذلك بعد أيام قليلة من موافقة بلاده على تعيين فوزي كبارة سفيرًا لبنانيًا في الرياض. لم يكن السفير السعودي الجديد في لبنان من المجموعات الشابة التي أوفدت للدراسة في الخارج؛ فقد تنقل اليعقوب بين المدارس السعودية، قبل أن يتخرج من الثانوية العامة؛ ليلتحق بجامعة الملك سعود في الرياض، متحصلًا على بكالوريوس العلوم السياسية عام 1998، وقد تم تعيينه في وزارة الخارجية على الفور كدبلوماسي مبتدئ، ملتحقًا بمعهد الدراسات الدبلوماسية العليا، ومتحصلًا على الدبلوم العالي منه.

لاحقًا؛ انتقل  اليعقوب مستشارًا في السفارة السعودية في لبنان لمدة أربع سنوات من عام 2010 إلى عام 2014، إبان فترة وجود السفير السعودي السابق علي عواض العسيري، قبل أن ينتقل للعمل في السفارة السعودية في باريس، حتى تعيينه سفيرًا في لبنان بتزكية من مُعلمه ثامر السبهان، الذي ذاعت سيرته في الأوساط اللبنانية كافة.

لا تبدو أفكار اليعقوب تجاه لبنان تتباين عن ثامر السبهان، مستشار المملكة لشئون الخليج، ومهندس احتجاز «الحريري»، والذي ذاع عنه تعجرفه مع رموز القوى السياسية اللبنانية، كحال مخاطبته لرئيس الوزراء اللبنانى بـ«سعد» دون ألقاب، فضلًا عن دفعه لبلاده للتصعيد السياسي بشكل غير متوقع؛ فكلاهما ينتميان إلى مدينة حائل، شمال المملكة العربية السعودية، وتجمعهما صلة نسب، فضلًا عن تلقي اليعقوب تدريبه الدبلوماسي الخاص على يد السبهان، وتصنيفه دومًا من جنب وسائل الإعلام على أنه «مساعد الوزير الشخصي»، كما كان أحد معاوني «السبهان» في إدارة الملف اللبناني، وإجبار رئيس الوزراء سعد الحريري على الاستقالة، بعد استدراجه إلى الرياض وفرض الإقامة الجبرية عليه.

كانت آلية «السبهان» تتركز بشكل رئيس على الحلول الأمنية كخيارات لها الأولوية، دون اعتبار لمسألة التفاوض؛ فهو يرى تحقق مسألة الوصاية السعودية على لبنان مسألة حتمية، وأن هندسة سياسة المملكة الجديدة لا تعتمد على مسألة التوازنات، أو المواءمات مع التيارات السياسية؛ فينبغى لها جميعها أن تكون خاضعة لرغبة المملكة، وتمتثل لأوامر السعودية، دون أي اعتبارات لنفوذ «حزب الله»، ووجود ممثليه داخل الحكومة في مناصب وزارية.

اختيار اليعقوب للعمل كسفير لبلاده في لبنان بعد التوترات الملحوظة بين البلدين، يؤشر على استمرار سياسات  ثامر السبهان التي تبتعد عن الحلول السياسية، وتميل للصدام بشكل مباشر، والحلول الأمنية كخيار أوحد لأية تسوية، أو أزمة عالقة، دون النظر لمآلات هذه السياسات في العام الأخير التي جعلت السعودية تخسر الكثير من أوراق النفوذ لديها في لبنان.

خسائر المملكة في لبنان.. «السنة» و«آل الحريري»
لا يستطيع مندوب المملكة الجديد في لبنان العمل على تشكيل أوراق ضغط سعودي، دون العودة للوراء لخطوات للنظر في الخسائر الفادحة التي تكبدتها المملكة حيال سياسات ولي العهد محمد بن سلمان، والخطوات التصعيدية التي أخذها تجاه لبنان، دون النظر لعواقب هذه الخطوات التي أفقدت بلاده ثقلها على الساحة اللبنانية.

خسرت المملكة أوراقًا ضاغطة تشكلت على مدار عشرات السنوات بفعل تحركات دبلوماسييها، وأموالها التي استثمرتها في رموز لبنانية، كوكلاء للملكة فى حرب النفوذ تجاه حزب الله، قبل أن تخسر المملكة هذه الأوراق فى غضون ساعات، ويتبقى لها رهانات محدودة، لا تُشكل أوراق ضغط قوية.

فوفقًا لما ذكره أحد المهتمّين السعوديين بالشأن اللبناني، لجريدة «الأخبار» اللبنانية، المُقربة من حزب الله، إنه «لو دفعت إيران كل مالها وقوتها ونفوذها لتربح ما ربحته بعدما حصل مع الرئيس سعد الحريري، لما تمكّنت من ذلك».

تمثل أحد أهم الهزائم السعودية في الساحة اللبنانية في خسارتها الفادحة لجمهور «تيار المستقبل»، الطائفة السنية في لبنان، فلم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يتحرك جمهور تيار المستقبل لحصار السفارة السعودية في لبنان على خلفية الأزمة السعودية، وهو ما لم يقم به جمهور حزب الله وقوى «8 آذار» في عزّ الاشتباك الداخلي اللبناني وتصعيد حزب الله ضد السعودية. هذا الجمهور الذي سعت الآلة السعودية عبر ضخ ملايين الدولارات في منابر إعلامية تتبعه، أو دعمًا لتياره، ليكون سندًا شعبيًا لسياسات المملكة، ودفعه لمواجهة شعبية مع التيارات المناوئة لمملكة، وجد نفسه متماهيًا مع جمهور حزب الله فى مهاجمة المملكة تجاه احتجاز رمز السنة في لبنان سعد الحريري.

آل الحريرى، هم أيضًا، أحد الأوراق التي خسرها آل سعود في لبنان، فلم يعدوا الوسطاء الموثوق فيهم من جانب المملكة؛ فالعائلة التي ذاع دعم المملكة لها ماديًا، وتقديم تسهيلات مفتوحة لها في استثماراتها داخل المملكة وخارجها كورقة رابحة لتحقيق أهداف السعودية دوما فى لبنان، لم تعد كما كانت في السابق بعد واقعة اعتقال الحريري، واكتشاف أن سياسة ولي العهد لا تسير على نفس نهج أعمامه، وما ترتب عليه من توجس العائلة من التماهي المُطلق مع ولي العهد، فقد توجهت العائلة بعد حادثة الحريري لفتح قنوات اتصالات مع الغرب كحاضنة جديدة لها.

يظهر تبدل ولاءات آل الحريري تجاه آل سعود فى الميل نحو القوى الغربية كداعم لشرعية حكمهم، وكبديل – ولو بشكل مؤقت – لحليفهم التاريخي من آل سعود، الذي انقلب عليهم فى ظل السياسات الإقليمية الجديدة لولي العهد السعودي الشاب.

يظهر هذا التبدل، كذلك، في التصريحات الأخيرة لسعد الحريري لجريدة «وول ستريت جورنال» عن حزب الله، إذ وصفه بأنه «عامل استقرار، وورقة مهمة في المستقبل السياسي لبلاده».

ووفقًا لمصدر بارز في تيار المستقبل، فإن «سنّة لبنان لا يملكون خيارات كثيرة في غياب التأثير السعودي، بانتظار نفوذٍ مصري قد لا يأتي، لا يستطيع السّنة الغرق في أحضان الغرب، فعندها سيتحوّلون ورقة للمساومة بين الغرب وإيران في لبنان».

تزامن تباعد تحركات الحريري مع السعودية مع صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكان أكثر المواقف الدالة على هذا التباعد رفض زعيم «تيار المستقبل»، سعد الحريري، التعليق مباشرًة على القرار السعودي بتصنيف حزب الله «منظمة إرهابية»، مكتفيًا بالقول: «لا دخل لي بالموافقة أو عدمها». كما عبر الحريري عن رغبته في استمرار الحوار مع الحزب».

كانت إحدى الخطوات التي ساهمت في هذه الفجوة إعلان المملكة فى فبراير (شباط) لعام 2016 إلغاء مساعدات مالية بقيمة 4 مليارات دولار كانت مخصصة لتدريب وتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن. وبررت السعودية قرارها بأنه «جاء ردًا على سيطرة حزب الله على لبنان، وعدم إدانة الأخيرة للاعتداءات التي استهدفت السفارة السعودية في طهران».

وفقًا للدكتور ليلى نقولا الرحباني، أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية في مداخلة على تلفزيون «بي بي سي» فـ«السعودية تضر نفسها عندما تعادي الجيش اللبناني»، موضحة أن «ما تقوم به السعودية يضعف حلفاءها قبل أن يضعف حزب الله».

«أسافين» الانتخابات النيابية.. رهان «اليعقوب» لحصار «حزب الله»
لا يملك السفير السعودي الجديد أوراقًا رابحة تجعله يقلب موازين القوى داخل الساحة اللبنانية، خصوصًا بعدما فقدت المملكة أغلب عناصر قوتها التي تحققت لها تاريخيًا على مدار السنوات السابقة، وذلك في أعقاب احتجاز رئيس الوزراء اللبناني الحالي، وتبعات ذلك على انقسام مكوّنات «14 آذار»، التي كانت تراهن عليه دومًا في خلق توازن حيال نفوذ حزب الله في الساحة اللبنانية.

من جديد تبدأ المملكة مساعيها عبر مندوبها الجديد في بلاد الأرز لهندسة الوضع السياسي عبر التدخل في الانتخابات النيابية المُقبلة التي تجدها السعودية فرصة مواتية لإعادة النفوذ السعودي الغائب أمام الحضور الواسع لحزب الله، خصمها المُباشر.

لا تقف رهانات مندوب المملكة الجديد في هذا النزاع الجديد عند خياراته القديمة في تيار المستقبل، الذي لطالما كان رهان السعودية المُفضل في نزاعات انتخابية قديمة، بل انتقلت إلى كُل الفرقاء الفاعلين، ودقّ الأسافين بين حزب الله وحلفائه أو أصدقائه.

يظهر ذلك استقبال اليعقوب رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف، التي أوضحت تسريبات الاجتماع الضغوط السعودية على تيار «الكتلة الشعبية» لدفعها نحو قطع علاقات الكتلة مع حزب الله، مقابل توسط الرياض لدى تيار المستقبل للقبول بتسميتها مرشحَين اثنين من الكتلة الشعبية على لائحته، وإعطائه حقيبة وزارية في حكومة ما بعد الانتخابات.

لا تنفصل لقاءات السفير السعودي الجديد والتسريبات التي تخرج من اجتماعاته عن تعويله على شريحتين أساسيتين، القوى المسيحية التي تستميلها لمعارضة لحزب الله وللعهد، والقاعدة السنيّة التي لا تزال تملك عددًا من مفاتيحها أكثر مما تملكه عائلة الحريري.

امتدت مهام السفير السعودي الجديد كذلك إلي استدعاء أقطاب «14 آذار» السابقين، مثل سمير جعجع والرئيس السابق أمين الجميل، وترتيب لقاءات مع سياسيين لبنانيين، في محاولةٍ منه لوضع رؤية سعودية جديدة للواقع اللبناني، فضلًا عن معاودة الضغوط السعودية على تيار المستقبل للسير في ترتيب الأمور مع القوات اللبنانية على حساب التحالف مع التيار الوطني الحرّ.

وحسب مصدر لبناني محسوب على تكتل «14 آذار» لـ«ساسة بوست» فإن المملكة تسعى من خلال سفيرها الجديد لإعادة توحيد تكتل «14 آذار» من جديد، وترميم الشروخ الكُبرى في أعقاب واقعة احتجاز الحريري، موضحًا أن من بين هذه الخطوات تقديم دعم مالي كبير نظير الاستعداد للانتخابات، فضلًا عن التنسيق لزيارة مرتقبة من جانب المستشار في الديوان الملكي «نزار العلولا»، وإجراء مقابلات مع رؤساء أحزاب وتيارات في فريق «14 آذار» وشخصيات مستقلّة، ورئيس «الحزب التقدّمي الاشتراكي» النائب، وليد جنبلاط، ودعوتهم لزيارة إلى الرياض.

ويُكمل المصدر اللبناني أن المساعي السعودية تضغط من أجل التنسيق بين كتلة «14 آذار» مع القوات اللبنانية؛ وخوض معركة الانتخابات النيابية كجبهة واحدة متماسكة ضد حزب الله.

ويُشكل حزب القوات اللبنانية أحد الخيارات التى يراهن عليها السفير السعودي الجديد، في ظل الدعم السياسي والإعلامي من جانب الحزب تجاه المملكة، والترويج لسياسة السعودية داخل لبنان، كحال نشر أخبار على موقعه دومًا، مثل نقله معلومات في أحد التقارير التي تُشير إلى أن «زوار السعودية من القيادات اللبنانية، حملوا معهم تأكيدات على أن الرياض التي دعمت التسوية الرئاسية التي أفضت إلى انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية، لا يمكن أن تعارض إجراء انتخابات نيابية يعبر من خلالها اللبنانيون عن رأيهم بكل حرية وتجرد، وبالتالي فإن المسؤولين السعوديين لا يريدون أن يتدخلوا في الشؤون اللبنانية، لا في الانتخابات ولا في غيرها».

المُحدد الرئيس الذي تبدل بعد أزمة احتجاز الحريري هو التوجس الرسمي من جانب مٌمثلي الحكومة اللبنانية تجاه أي تحرك سعودي، وهو ما تجلى في تغريدات وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، عقب تحركات للسفير السعودي الجديد، إذ أوضح فيها باسيل: «بدأت التحركات الخارجية للتدخل في انتخاباتنا النيابية، لكن الأيام التي كان فيها السفراء يختارون نوابنا ولت»، متابعًا: «أُحذر من تدخل الخارج في شؤونا، وأنبه من أول الطريق كل العاملين في المجال الدبلوماسي أن يلزموا حدودهم والأصول الدبلوماسية والاتفاقات الدولية».

هل بدأت أدوار السفير السعودي الجديد بإشعال أزمة بين «باسيل» و«بري»؟
لم يكد يمُر على وجود الوليد اليعقوب داخل لبنان بضعة شهور، حتى تفجرت الأوضاع أمنيًا وسياسيًا، على خلفية تسريب مقطع فيديو لوزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، يصف فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«البلطجي»، وتوعده في الفيديو المُسرب له خلال لقاء انتخابي عقده في بلدة بترونية، شمال لبنان، قائلًا:«هو بلطجي، وليس رئيس مجلس النواب، والحل أن نكسر له رأسه، وليس أن يكسر رأسنا».

لا يجد الدبلوماسي السعودي فرصة أفضل من واقعة التسريب لهندسة الأوضاع داخليًا، وفقًا لما ترتئيه سياسات بلاده؛ فالمملكة تجد في وزير الخارجية اللبناني مانعًا أمام توسع نفوذها، خصوصًا بعدما أطلق تصريحات يتوعد من خلالها كُل من يعبث فى الأمن الداخلى اللبنانى، ويتدخل في الانتخابات النيابية المُقبلة، في إشارة غير مُباشرة للسفير السعودي الجديد بعد لقائه مع رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف، وبحث مسألة التحالفات الانتخابية.

لا تجد المملكة فرصة أفضل من هذه لحشد أنصارها حيال وزير الخارجية اللبناني المحسوب على حزب الله، ولطالما أطلق تصريحات تدافع عن بلاده تجاه سياسات المملكة، ويحذره الدولة الخليجية من التدخلات في سياسات وطنه؛ كونها شأنًا داخليًا.

تدخل ضمن مكاسب المملكة من وراء وقوع هذه الخلافات تضرر حزب الله؛ فاشتعال هذه الأزمة يقطع الطريق أمام دوره المسهل للعلاقات بين حلفائه، والتي قد تضطره أحيانًا للتنازل عن مكتسبات لإرضائهم، على اعتبار أن أولوياته تتجاوز الساحة اللبنانية.

ولم يكن حديث وزير الخارجية اللبنانية، حسبما أوضحت مصادر مُقربة منه، سوى محاولة لتكريس شعبيته المسيحية، وتحقيق مشروعية جديدة لمشروعه الانتخابي، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، ويُعتقد أن مصالح  السعودية تتمثل بشكل كبير في تسبب هذه التصريحات  لقطيعة بين التيارات السياسية التي اجتمعت سابقًا على مناوأة المملكة عندما جرى احتجاز الحريري.

وأدت ارتفاع وتيرة الأحداث على خلفية تسريب هذا الفيديو، إلى اعتزام جمهور «حركة أمل»، الحركة الشيعية المناصرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري،  تنظيم اعتصام احتجاجي ضد كلام باسيل في منطقة المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية.

وقطع أنصار حركة «أمل»، الشيعية والموالية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي رأسها، بعض الطرقات في العاصمة اللبنانية وأحرقوا الإطارات احتجاجًا على الفيديو المُسرب، بينما سعى رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، الذى يُعد وزير الخارجية صهره، واللذان ينتميان لـ«التيار الوطني الحر»، للتهدئة من خلال بيان ذكر فيه أن تصرف باسيل «خطأ»، وتصرفات «أنصار بري» بالخطأ الكبير أيضًا، داعيًا إلى التسامح والوحدة.

You might also like