لعبة استبدال البيادق!.. معلومات سبقت أحداث صنعاء وعدن حول رؤية أماراتية تجمع تيار صالح و “الانتقالي” وتقصي أنصارالله و”الإصلاح”
موقع متابعات | تقارير | صحيفة الأخبار اللبنانية:
في خضم الأحداث الدائرة في عدن، يعلو يوماً بعد يوم صوت «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم إماراتياً. هذا التشكيل الذي تمكنت قواته من السيطرة على المدينة، تطمح أبو ظبي إلى حجز موقع له في الخارطة السياسية اليمنية مستقبلاً، ضمن صيغة مقترحة تعمل عليها برضىً سعودي. صيغة يبدو أن أكبر الخاسرين من جراء السعي المتواصل إليها لن يكون إلا حزب «الإصلاح»، فرع «الإخوان» في اليمن
إلى اليوم، ليس هناك ما يعزز وجهة النظر القائلة إن ثمة خلافاً عمودياً يتهدد الشريكين الخليجيين في الحرب على اليمن. تتجاهل بعض القراءات الأخذ بعين الاعتبار العوامل الداخلية في جنوب اليمن. وفي الجنوب، كما في أزمة صنعاء الأخيرة، ثمة تداخل كبير بين ما هو داخلي وخارجي.
يتصدر الأحداث كيان «المجلس الانتقالي الجنوبي»، بزعامة مجموعة من رجال الإمارات، على رأسهم اللواء عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق المقال من قبل الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي. هذه القوة الصاعدة منذ أقل من عام، والتي تحاصر قصر الرئاسة في عدن وتطالب بإقالة حكومة أحمد بن دغر، وبسطت سيطرتها على أهم المعسكرات والنقاط في المدينة، تحظى اليوم بتأييد لا بأس به في محافظات اليمن الشرقية والجنوبية، وبإسناد من مجموعة ميليشيات منظمة ومسلحة إماراتياً.
يمثل «الانتقالي» تياراً مِمّا كان يعرف بـ«الحراك الجنوبي» المطالب بحل القضية الجنوبية. وعلى الرغم من أن أصحاب مشروع «الانتقالي» هم حفنة من الموظفين الإداريين والأمنيين السابقين والحاليين في إدارة هادي المركزية، فإن هؤلاء يرفعون شعارات دولة الجنوب الافتراضية، ويحملون لواء «الاستقلال» عن الدولة التي كانوا موظفين في دوائرها قبل أشهر فقط. لكن لماذا خرج هؤلاء بأسلحتهم يوم الأحد؟ لمطلب وحيد: استقالة حكومة بن دغر، وليس الانفصال أو «الاستقلال» من بين مطالب «الانتقالي» المعلنة ولا المضمرة في المجالس الخاصة، يؤكد ذلك حصر الاشتباكات في عدن فقط، حيث تتمركز الإدارات، دون باقي المحافظات الجنوبية.
يحظى «المجلس الانتقالي» بتركيبة لا تشبه الحركات السياسية التقليدية، إذ إنه لا يقدم نفسه كحزب لديه رؤية أو برنامج، إنما تنظيم «سلطوي»، منذ اللحظة الأولى لتشكله، مع تشكيلة من الأذرع العسكرية. فالتسمية هي «المجلس الانتقالي الجنوبي»، والمقصود بها مجلس يمهد لاستقلال المحافظات الشرقية والجنوبية، ويدير مرحلة «فك الارتباط» مع الشمال. شعار لا يرتبط ببرنامج عمل المجلس العسكري ولا السياسي، لكن يمنحه ذلك تعاطفاً شعبياً واستقطاباً لأبناء هذه المحافظات، الذين يعتمل لديهم موقف سلبي تجاه «حزب الإصلاح» الإخواني وتيار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهو شعور بالغبن تراكم منذ حرب 1994.
التشكيلات العسكرية الجنوبية، المدعومة من الإمارات، والمتحالفة مع «الانتقالي» أو المحسوبة عليه، لا تقاتل هي الأخرى وفق أجندة «التحرير والاستقلال»، بل يتعدى نطاق عملها الميداني جغرافياً الجنوب اليمني إلى حيث تقود إشارة الضباط الإماراتيين والسعوديين، سواء في جبهات الشمال (البقع)، أو الغرب: معارك الساحل في المخا والخوخة وغيرهما. وحيث هناك جبهات يشارك فيها جنوبيون، تظهر المصالح الخليجية: السعودية تريد حماية حدودها من «أنصار الله»، والإمارات تلهث خلف السيطرة على الموانئ والجزر، والمقاتلون الجنوبيون على الجبهتين «وقود» لهذه المصالح.