كل ما يجري من حولك

إنفجار عدن: مسمار أخير في نعش «الشرعية»

462
 متابعات| العربي:
أياً كانت النتائج التي سيفضي إليها الصراع في عدن بين قوات «الحزام الأمني» التابعة لـ «المجلس الإنتقالي» المدعوم من الإمارات من جهة، وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بألوية الحماية الرئاسية الموالية لـ«حزب الإصلاح» من الجهة الثانية، فإن الصراع كشف عن فقدان «التحالف» للبوصلة في اليم،ن كما أكد أن حرب الرياض وأبوظبي لا علاقة لها بالهدف المعلن «إعادة الشرعية».
الكاتب والباحث عبد الباري طاهر، قال لـ«العربي»: «هناك مساران لما ستفضي إليه الأحداث في عدن، الأول يتمثل في: خروج الصراع عن السيطرة وانتقاله من عدن إلى عدد من المحافظات الجنوبية، وفي هذه الحالة سيتحول إلى حرب أهلية مناطقية أسوأ من 13 يناير 1986م والتي لا تزال عالقة في أذهان الجنوبيين وجراحها لم تندمل إلى اليوم. فيما المسار الثاني يتمثل في: تدخل السعودية لوقف الصراع في عدن، وفي هذه الحالة سيتم التوافق على الإطاحة برئيس الحكومة بن دغر ووزير الداخلية أحمد الميسري، وتعزيز نفوذ المجلس الإنتقالي في عدن والجنوب وإشراكه في حكومة قادمة وإضعاف قوات الحماية الرئاسية تمهيداً لجولة صراع ثانية يجهز فيها المجلس الإنتقالي على ما تبقى من سلطة هادي ونفوذ حزب الإصلاح في الجنوب».
تدمير اليمن
لا مؤشرات حتى اللحظة بترجيح ميزان القوة لصالح أي من طرفي الصراع في عدن. فـ «المجلس الإنتقالي» لا يزال عاجزاً عن حسم الموقف لصالحه والسيطرة على الوضع، فيما قوات الحماية الرئاسية التابعة لهادي وحكومته أظهرت تماسكاً يشير إلى قدرتها على الدفاع عن نفوذها لأيام لن تكون قليلة. ومع قرار الرئيس هادي خوض المعركة ضد آخر مسمار في شرعيته. وتوجيهه مع مستشاريه للقوات التابعة له في عدن بـ«ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻱ ﺗﻤﺮﺩ ﺑﺤﺰﻡ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻭﺗﺤﺖ ﺃﻱ ﻏﻄﺎﺀ ﻛﺎﻥ»، فإن القادم برأي الكاتب والمحلل السياسي مصطفى راجح: «لجوء ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻠﺔ استدعاء ﺑﻦ ﺩﻏﺮ والزبيدي ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ للخروج بتسوية الخاسر فيها هادي وحكومته».
مصطفى راجح، حمل أبوظبي والرياض مسؤولية الصراع في عدن، وأكد لـ«العربي» أن: «اﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻻﺣﻘﺎً ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ، ﻭﻫﻤﺎ ﺃﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﺭﺳﻢ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺣﺪﻫﻤﺎ».
إنتزاع سقطرى
وبشأن أهداف الصراع الدائر في عدن، قال الكاتب محمد الغابري لـ«العربي»: «إن الإمارت ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ، ودورها في اليمن عدمي ﻫﺪﻓﻪ ﺍﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻋﺪﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﺎﻣﺔ»، مضيفاً أن ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ تسعى ﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﺳﻘﻄﺮﻯ من اليمن، ﻭﻫﻲ ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﻇﻞ نظام موحد وقوي، لذا ﻳﺘﻄﻠﺐ تحقيق هدفها ﺗﻤﺰﻳﻖ اليمن.
وأكد أن ﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻱ يخطئ ﺇﻥ ﻇﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺳﺘﻌﻴﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ (ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ)، ففي ﻇﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ الإمارات ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺳﻘﻄﺮﻯ، ولذلك ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ تفتيت اليمن إلى كيانات متصارعة، وحينها ستكون ﺳﻘﻄﺮﻯ ﻻ ﺗﺘﺒﻊ أﻱ منها ويسهل إلحاقها بأبوظبي.
المسؤول الأول
وبخلاف ذلك، رأى الناشط صالح الحنشي بأن «الشرعية هي المسؤول الأول والوحيد عن حالة الاحتقان في الجنوب، بمحاولاتها تجاهل الواقع الذي جاء كنتيجة للحرب وإخراج قوات الحوثيين وصالح من الجنوب واستفزازها لقواعد وأنصار المشروع الجنوبي»، مضيفاً أن «واقعاً جاء نتيجة حرب وصنعه الجنوبيون بالدماء، يستحيل أن يكون بمقدور أي طرف، وإن كان الشرعية نفسها، أن تمحوه بمداد قرارات من هادي المرتهن للجنرال علي محسن و محمد اليدومي اللذين يسعيان لإشعال فتنة في الجنوب ودفع أبنائه إلى صراع يخدم التحالف الدولي للإخوان المسلمين وقطر».
أغراض قذرة
أما الكاتب والصحافي خالد عبد الهادي، فقال لـ«العربي»: «في الإمكان خوض مزيد من الجدال حول عجز حكومة بن دغر وفسادها فضلاً عن عجز المنظومة السياسية ومؤسسة الرئاسة، لكن ما يصعب الجدال فيه أن المجلس الانتقالي انتهى – كما بدأ – إلى أداة وظيفية مكتراة لتحقيق أغراض قذرة للاعبين أكبر منه، وأن دعاويه التي تحرك تحت لافتتها هذه المرة لم تشغل هم قادته حين كانوا في موقع القرار».
You might also like