كل ما يجري من حولك

ترامب لا يفهم إلا لغة القوة .. إسألوا كيم جونغ اون

313

متابعات| شفقنا:

العديد من قادة العالم ينظرون الى الرئيس الامريكي دونالد ترامب بانه شخص متهور وارعن وخفيف العقل وقد يرتكب حماقة في اي لحظة فهو لا يتورع عن اصدار اوامره باستخدام القوة ضد كل بلد يحترم سيادته ، لذلك نرى هؤلاء القادة وخاصة قادة بعض الدول العربية ، يحاولون استرضاء ترامب وعدم اغضابه من خلال زقه بمئات المليارات من الدولارات كاستثمارات في امريكا او على شكل صفقات لشراء الاسلحة الامريكية.

آخر مواقف هؤلاء القادة العرب ازاء سلوكيات ترامب ، كان صمتهم المخزي من قضية منح ترامب القدس الشريف للصهاينة واعتبارها عاصمة لهم ، فرغم كل البيانات التي جاءت على استحياء ، الا انهم لم يتجرؤا ان يقولوا لترامب ما يستحقه ، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك عندما خفضوا مستوى مشاركتهم في اجتماع منظمة التعاون الاسلامي التي عقدت في تركيا من اجل نصرة القدس الى اقل من مستوى وزير خارجية ، فقط لارضاء ترامب.

الملفت ان الرد على قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة ل”اسرائيل” جاء من بلد صغير بمساحته ، الا انه كبير جدا بارادته وقراره السياسي وصلابته ، فقال عن ترامب ما لايمكن ان يفكر فيه القادة العرب حتى في منامهم خوفا من ترامب ، وهذا البلد هو كوريا الشمالية التي شنت هجوما لاذعا على ترامب ووصفته مجددا “بالمختل عقليا”.

واضاف بيان خارجية كوريا الشمالية :”كون الخرف المختل عقليا دعا علنا الى دمار كامل لدولة ذات سيادة في مجلس الامن. فإن تلك الخطوة لا تبعث على الدهشة ، وتظهر بوضوح للعالم بأسره من هي الدولة التي تدمر السلم العالمي والامن”.

كوريا الشمالية تعلمت ومنذ زمن بعيد اللغة الوحيدة التي تفهما امريكا ، وهي لغة القوة ،  فاي لغة اخرى لا مكان لها في القاموس الامريكي ، فرجل مخبول مثل ترامب لا يمكن ردعه بشعارات السلام ، او بالقوانين والمعاهدات الدولية ، فهو يعلن دون خجل تاييده للحركات العنصرية في امريكا ، ويعلن صراحة عدائه للمسلمين ، وخرج من العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية ،  ويهدد ليل نهار باستخدام القوة العسكرية ضد اي بلد يرى فيه عائقا امام اطماعه ، لانه يمتلك القوة التي تدفعه لهذه السلوكيات.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ، رغم كل نقاط ضعفه ، استوعب الدروس التي مرت بها العديد من الدول التي اعتدت عليها امريكا عسكريا ، والدول التي احتلتها امريكا واسقطت انظمتها ، والدول التي مازالت تعيش تحت ضغط التهديدات الامريكية بالغزو العسكري ، فوصل الى نتيجة ، كان قد وصل اليها ابوه وجده من قبل ، وهي بناء ترسانة نووية ، لردع امريكا وقبر اطماعها والى الابد.

على سبيل المثال لا الحصر ، نشير الى مثال واحد لاذلال كوريا الشمالية لامريكا ورئيسها ترامب ، ففي يوم الثلاثاء 13 كانون الاول / ديسمبر ، اعلن وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون في خطاب ألقاه امام مركز أبحاث في واشنطن ، ان بلاده مستعدة للتفاوض مع بيونغ يانغ متى شاءت ودون اي شروط مسبقة ، ولكن في المقابل وفي نفس هذا اليوم اي يوم الثلاثاء ، كان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون يحث على تطوير المزيد من الأسلحة النووية وقلد بنفسه أوسمة لعلماء ومسؤولين ساهموا في تطوير الصاروخ (هواسونج-15) الباليستي العابر للقارات والذي يصل مداه الى الارضي الامريكية.

الصفعة التي وجهها كيم جونغ اون لتيلرسون جعلت البيت الابيض الامريكي ، حيث يقبع ترامب ، يستشعر الاذلال فما كان من المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الابيض الا ان يعلن في اليوم التالي اي يوم الاربعاء انه : “في ضوء تجربة كوريا الشمالية الصاروخية الأخيرة، من الواضح إن الوقت ليس مناسبا لإجراء مفاوضات معها ” ، داعيا بيونغ يانغ الى تغيير سلوكها قبل البدء بالمفاوضات.

محاولة المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي للظهور بمظهر من يقرر مصير المفاوضات ، لا يمكن ان تخفي ورطة امريكا في التعامل مع الزعيم الكوري الشمالي ، فمن باب لا يمكن لامريكا اركاع جونغ اون بالقوة ، فهو يمتلك اسبابها ، ومن باب اخر لا يمكنها الظهور بمظهر العاجز الذي يستجدي المفاوضات مع جونغ ان ، وهو ما يبرر التناقض الفاضح في تصريحات المسؤولين الامريكيين ازاء كوريا الشمالية ، التي تتحدث وبطلاقة باللغة التي يفهما ترامب جيدا ، لذلك كثيرا ما يترك ترامب رعونته ويتحول الى انسان “حكيم ” عندما يتحدث عن كيفية التعامل مع كوريا الشمالية ، واذا ما شكك شخص ما بهذه الحقيقة عليه ان يسأل كيم جونغ اون.

*جمال كامل      

 

 

You might also like