كشفت صحيفة «ذا غارديان» أن المملكة العربية السعودية تتعرض لـ «ضغوط متزايدة» من أجل رفع الحصار عن اليمن، دون قيد أو شرط، وسط تحذيرات من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية داخل اليمن، المضطربة أصلاً، وذلك في سياق يروج فيه الحديث عن مناقشة مسؤولين إماراتيين لإمكانية تعيين نائب للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ليصار بعدها إلى نقل العديد من صلاحيات الرئاسة إليه، وعن خضوع الأخير للإقامة الجبرية في العاصمة السعودية، الرياض.
وبالاستناد إلى إحصائيات منظمة الأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن مليون طفل معرضون للإصابة بمرض «الدفتيريا» (الشاهوق) على خلفية حظر دخول اللقاحات إلى البلاد، في ظل ظروف الحصار المفروض على البلاد، كما أن التدابير الأخيرة التي اتخذتها الرياض حيال اليمن، قد تؤدي إلى زيادة عدد الجوعى اليمنيين بما يزيد على ثلاثة ملايين شخص. كذلك أوردت «ذا غارديان» أرقام منظمة «أنقذوا الأطفال»، مشيرة إلى أن ما يزيد على 130 طفلاً يمنياً يلقون حتفهم بشكل يومي بسبب الجوع والمرض، فيما تجاوز إجمالي عدد وفيات الأطفال خلال العام 2017، 50 ألف طفل.
وبالإشارة إلى تشديد الحصار المفروض على اليمن من قبل «التحالف»، الذي تقوده الرياض، لفتت «ذا غارديان» إلى أن ذلك دفع إلى استنفار الأطقم الإغاثية الأممية العاملة على الحدود اليمنية، وإلى ارتفاع مفاجئ في أسعار الوقود في البلاد، وما يعنيه ذلك من انعكاسات على واقع التغذية الكهربائية، وشبكة إمدادات المياه.
وأوضحت «ذا غارديان» أن المواقف الأممية الأخيرة الداعية إلى رفع الحصار عن اليمن، المتزامنة مع إدانة البرلمان الأوروبي، ومجلس النواب الأمريكي للحرب في ذلك البلد، أعقبت مواقف الخارجية البريطانية التي شددت بدورها على ضرورة التزام كافة أفرقاء الصراع في البلاد بـ«ضمان الوصول الفوري للشحنات والإمدادات الإنسانية، بغية تجنب خطر المجاعة، والأمراض الذي يواجهه ملايين المدنيين»، و«إعادة فتح ميناء الحديدة»، الذي تمر عبره 80 في المئة من واردات اليمن، وإلى عدم التشدد في الرقابة على تهريب الأسلحة إلى اليمن على نحو يقيد وصول المساعدات الإنسانية. وفي هذا الإطار، لفتت الصحيفة البريطانية إلى حملة «ضغوط مكثفة خلف الكواليس»، تتولاها دول غربية من أجل إقناع السعودية بذلك، كاشفة عن تأجيل لقاء على هذا الصعيد، كان مقرراً عقده في لندن خلال الأسبوع الجاري، وكان من المفترض أن يضم المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وعمان، إلى جانب كل من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.
وفي سياق متصل، قال شاين ستيفينسون، مدير منظمة «أوكسفام» في اليمن للصحيفة: «إذا أخفق أولئك الذين بيدهم السلطة والقدرة في التحرك (من أجل اليمن)، فإن التاريخ سوف يحاسب تلك الدول على أنها إما متورطة، أو مسؤولة عن الحصيلة غير المبررة لآلاف القتلى في اليمن». وأردف ستيفينسون في حديثه إلى «ذا غارديان» بقوله إنه يتعين «فتح الحدود بشكل فوري»، و«السماح بتدفق المواد الإغاثية الضرورية بحرية»، فضلاً عن دعم التوصل إلى «اتفاق لوقف النار» في اليمن.