متابعات| العربي:

يواصل «المجلس الانتقالي الجنوبي»، المدعوم من دولة الإمارات، تحركاته في المحافظات الجنوبية، مُدشّناً في كل منها أعمال ما يسميها «جمعيته الوطنية» التي يفترض أن تتحول إلى «برلمان جنوبي» يضم 303 شخصيات. وترافق تلك التحركات نبرة تصعيدية ضد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، يقرأ من ورائها البعض إيعازاً إلى «الانتقالي» بإعلان «الحرب» على «الشرعية» التي باتت «كروتها» كافة محروقة، تمهيداً لوراثتها في أي مفاوضات مقبلة.
ضوء أخضر
في هذا السياق، تقول مصادر مقربة من «المجلس الانتقالي»، لـ«العربي»، إن الأخير يعوّل في تحركاته على عاملَين اثنين: أولهما استمرار الأزمة الخليجية التي خلفت وما تزال وستبقى تخّلف تداعيات على علاقة دول «التحالف» بـ«الشرعية» التي يحظى «الإخوان» بنصيب وازن منها، وهو ما يتيح لـ«الانتقالي» هامش تحرك يستطيع من خلاله إعلاء كلمته على حساب حكومة هادي.
والعامل الثاني، بحسب تلك المصادر، هو ما يعدّه المجلس «تغيراً في الموقف الإقليمي والدولي من القضية الجنوبية، التي من المتوقع أن يتم التعاطي معها بشكل جدي أفضل من السابق، عن طريق تبني دول التحالف لمبادرة جديدة، تحظى برعاية دولية تجاه الأوضاع في الجنوب، بما يضمن المصالح المشتركة لتلك الدول، باعتبار القضية الجنوبية قضية محورية وأساسية في الملف اليمني».
إشهار الفروع
وشكلت زيارة قيادة «الانتقالي» إلى مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، محطة بارزة في سلسلة الزيارات التي يقوم بها رئيس المجلس وأعضاؤه، بهدف تدشين أعمال المجلس في المحافظات. إذ استغل رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، وجوده في المكلا، من أجل البعث برسالة تطمينية إلى الشارع الحضرمي، تتعلق بمستقبل حضرموت في «الدولة الجنوبية الفدرالية القادمة»، حسبما يعتقد المجلس، فضلاً عن توجيهه رسائل إلى أطراف أخرى، وتحديداً في حكومة الرئيس هادي.
حضرموت… «دولة»
وفي كلمته التي ألقاها بمناسبة إشهار فرع «الانتقالي» في المكلا، سعى الزبيدي إلى التشديد على مكانة حضرموت، التي قال إنها «كانت دولة في الماضي وستبقى دولة في المستقبل»، على حد تعبيره. كما حاول «تسكين» المخاوف المتقادمة من إمكانية هضم حقوق المحافظة النفطية مرة أخرى، في إطار «الجنوب الجديد» الذي يدعو إليه الرجل، وهو ما استدعى منه مباركة مخرجات «مؤتمر حضرموت الجامع»، والتي وعد بأن المجلس سيحافظ عليها، باعتبارها تمثل خصوصية حضرموت التي «لا يستطيع أي أحد تجاهلها أياً كان».
رسالة إلى الأحمر
إلى جانب ذلك، بدا، أيضاً، أن الزبيدي تعمد الرد على تحركات نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، في وادي حضرموت، من دون أن يسميه، وذلك من خلال تأكيده «عزم قوات النخبة الحضرمية على فرض السيطرة الكاملة على تراب حضرموت، بما في ذلك مناطق الوادي والصحراء»، والتي دعا الزبيدي إلى إخراج «القوات الشمالية» منها، في إشارة إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى، مؤكداً، في الوقت نفسه، وقوفه إلى جانب قوات المنطقة العسكرية الثانية، بقيادة اللواء فرج سالمين البحسني، الذي يشغل منصب المحافظ أيضاً.
وعلى الرغم من وضع الزبيدي كلاً من الأحمر والبحسني في وضعية متضادة، إلا أن مصادر محلية كانت تحدثت، إلى «العربي»، عن أن اللقاءات التي أجراها، أخيراً، نائب الرئيس في منطقة الوديعة تمت بعلم من محافظ حضرموت وبالتنسيق معه، وأن البحسني طلب من الأحمر «الدعم المادي واللوجستي لمساندة الخطط الأمنية والعسكرية التي تعتزم قيادة المحافظة تنفيذها من أجل ضبط الأمن بمناطق الوادي».