كل ما يجري من حولك

الجنوب يضيق بالسلفيين… وصنعاء ترحب بهم!

799

متابعات | تقارير | العربي:

عيش المنتمون إلى التيار السلفي في مدينة عدن، جنوباً، حالة غير مسبوقة من الرعب، بعد اغتيال عدد من رموز هذا التيار خلال الأشهر الماضية، والذين كان آخرهم: فهد اليونسي، إمام وخطيب مسجد الصحابة في مديرية المنصورة.

وعلى الرغم من الحديث الدائم لأمن عدن عن الإنجازات التي تحققت في مجال الحرب على الإرهاب، والتي حدَّت بشكل كبير من عمليات الاغتيال ضد منتسبين إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية، فإن عمليات الاغتيال التي تطال رموز التيار السلفي لم تتوقف.

عمليات

وبدأت عمليات الاغتيال للدعاة السلفيين مطلع العام 2016م، بُعيد تشكيل فصائل مسلحة محسوبة على دولة الإمارات، وفيما يلي أبرز العمليات:

في 31 يناير 2016م اغتال مسلحون مجهولون إمام وخطيب مسجد ابن القيم، سمحان الراوي، أحد قيادات «المقاومة» وعضو المجلس المحلي في مديرية البريقة.

في 23 يوليو 2016م اغتال مسلحون عبد الرحمن العدني، أبرز شيوخ الدعوة السلفية، وإمام ورئيس مركز دار الحديث في منطقة الفيوش بلحج جنوبي اليمن. وحينها أعلن عن انقلاب سيارة منفذي الجريمة واعتقالهم، لكن لم تعلن نتائج التحقيق معهم، بعد نقلهم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

في 15 أغسطس 2016م تم اغتيال خطيب مسجد الرضا في عدن، صالح سالم بن حليس، على يد مسلحين مجهولين.

في 10 أكتوبر 2017م، اغتال مجهولون إمام وخطيب جامع الشيخ زايد، ياسين العدني، بعبوة ناسفة زُرعت بسيارته في مديرية الشيخ عثمان بعدن.

في 18 أكتوبر 2017م، أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال عضو الهيئة الإدارية لجمعية «الحكمة اليمانية»، الشيخ فهد اليونسي، إمام مسجد الصحابة في مديرية المنصورة بعدن.

بن بريك

ومع أن الجهة التي تقف وراء عمليات اغتيال الرموز السلفية في عدن لا تزال مجهولة حتى اللحظة، خصوصاً في ظل غياب أي تحقيق رسمي لسلطات عدن، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى وزير الدولة السابق في حكومة هادي، ورجل الإمارات الأول في الجنوب، هاني بن بريك.

ويجتهد كثير من المتابعين في إيراد قرائن تؤكد تورط بن بريك في عمليات كهذه.

في السياق، يقول الصحافي الجنوبي عبد الرقيب الهدياني: «اغتيل الشيخ صالح حليس، وهو خطيب مسجد الرضا بالمنصورة، وبعد مقتله مباشرة تم الاستيلاء على منبره من قبل أتباع هاني بن بريك، وتم سجن إمام وخطيب مسجد أبو بكر الصديق، وجيء بالمدرعات لتحمي الإمام الجديد الذي هو من أتباع بن بريك».

وأضاف الهدياني، في منشور على صفحته في موقع التواصل «فيسبوك»: «اليوم اغتيل الشيخ فهد إمام وخطيب مسجد الصحابة.. انتظروا من سوف يستولي على مسجده لتعرفوا من المستفيد من تصفيته».

وتابع: «مكتب الأوقاف بعدن والذي يقوده محمد الوالي (المعين من هاني بن بريك) لم يصدر أي بيان يستنكر فيه قتل أئمة وخطباء المساجد… باعتبار الأوقاف جهة مشرفة على المساجد، بل يسارع الوالي لفرض أئمة وخطباء من نفس لونه الفكري كبدلاء للأئمة القتلى».

ويستشهد متابعون آخرون بتغريدات كتبها بن بريك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وتضمنت تحريضاً على خطباء وأئمة سلفيين ومن حزب «الإصلاح» في عدن، إضافة إلى محسوبين على جمعيات خيرية أدرجت دول الخليج بعضها ضمن قائمة الإرهاب.

الناشط الجنوبي، ياسر الصايلي، أكد أن مسلحين تابعين لبن بريك كانوا قد هاجموا نائب فهد اليونسي، في مسجد الصحابة أثناء سفر الأخير لأداء مناسك الحج، لفرض خطيب وإمام محسوب عليهم، قبل أن ينتفض سكان الحي ويطردوا هذا الإمام.

الإمارات

ويتساءل كثيرون عن مصلحة بن بريك في تصفية شخصيات دينية تنتمي إلى التيار السلفي الذي ينتمي إليه هو. في السياق، يقول محللون إن بن بريك مجرد أداة لتنفيذ سياسة إماراتية في جنوب اليمن. ويرى المحللون، في تصريح إلى «العربي»، أن الإمارات تسعى في تفرد المذهب الصوفي في الجنوب، وأن السلفيين الذين يحاربون المذهب يقفون حجر عثرة في طريقها.

ويستشهد المحللون بتعميم سابق لقوات النخبة الحضرمية، تضمن طلباً بسحب كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وابن عثيمين وعدد من مشايخ السعودية من المكتبات في محافظة حضرموت. ويذهب المحللون إلى أن هاني بن بريك اخترق السلفية وليس سلفياً، على حد زعمهم.

ما ذكره المحللون حول انتماء بن بريك ينسجم مع بيان سابق لعدد من مشايخ السلفية، كان قد حذر من بن بريك ودعا إلى مقاطعة محاضراته.

مأزق

وبعيداً من الجهة التي تقف وراء تصفية رموز التيار السلفي في الجنوب، يبدو أن المحسوبين عليه يعيشون مأزقاً حقيقياً، خصوصاً في ظل عجز حكومة هادي عن توفير الحماية لهم. الشكوك المتصاعدة حول وقوف جهات نافذة محسوبة على الإمارات وراء مثل هذه العمليات، دفع كثيرين إلى مطالبة من بقي من رموز هذا التيار في مدينة عدن إلى مغادرتها فوراً.

صنعاء ترحب

ولأن معظم المحافظات الجنوبية تقع تحت النفوذ الإماراتي، ولا مكان آمن فيها لمثل هؤلاء، فقد أعلنت صنعاء، عبر وكيل وزارة التربية، وعضو الهيئة العليا لحزب «الرشاد» السلفي، محمد طاهر أنعم، عن ترحيبها بالسلفيين الذين يخشون على حياتهم في عدن.

ودعا أنعم، في بيان حصل «العربي» على نسخة منه، السلفيين في جنوب اليمن، وفي محافظة تعز، للقدوم إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة السعودية والإمارات. وأضاف: «تعالوا إلى حيث الأمن والاستقرار في صنعاء وإب والحديدة وبقية المناطق اليمنية غير الخاضعة للاحتلال السعوإماراتي، ونحن نلتزم لكم بإذن الله بالتواصل مع القيادات الأمنية والسياسية لعدم الاعتراض لكم بأي شكل من الأشكال».

وأكد أن عشرات المساجد والمراكز والجمعيات السلفية في صنعاء وإب وذمار وغيرها تعيش أمناً واستقراراً، منها مراكز «الشيخ محمد الإمام» في معبر بذمار، و«محمد المهدي» في إب، وجمعية «الإحسان» في صنعاء وفروعها، وجمعية «الحكمة» في صنعاء وفروعها كذلك في اب والحديدة.

وتابع: «أنا زعيم وضمين على أنصار الله أن يوفروا الحماية الشخصية والأمنية لمن يريد من إخواننا العلماء السلفيين المهددين بأي شكل من الأشكال، وبدون أي شروط أو تدخلات في فكرهم وآرائهم».

وزاد: «أنا أشهد لله وللمؤمنين أنه وفي زيارتي لصعدة قبل سنة وتواصلي الشخصي بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لإطلاق بعض المشايخ السلفيين، مثل العلامة عبد المجيد الهتاري، والشيخ عبد الرحمن البريهي، قال لي شخصياً إنه من حقهم أن يدرسوا ويحاضروا بما يريدون وبدون أي تدخل في فكرهم أو رأيهم، إلا بضابطين: عدم تأييد العدوان على البلد، وعدم تأييد فكر داعش أو أعمالهم».

You might also like