يستقبل اليمنيون، في الشمال والجنوب، العيد الـ54 لثورة 14 أكتوبر بمزيد من الانقسامات والاختلافات؛ باستثناء توافقهم على أن ثورة 14 أكتوبر، كما 26 سبتمبر، ملكهم جميعاً ولكلٍ منهم الحق في إحيائه بالشكل الذي يشاء وبالطريقة التي يحب.
قبل الحرب التي شنها «التحالف» بقيادة السعودية في 27 مارس 2015م؛ كانت الجهات الرسمية ممثلة بالحكومة، هي من تعد وتحضّر لمثل هكذا مناسبات، فيما كان دور المواطنين يقتصر على إحيائها من خلال حضور الفعاليات أو التمتع بالإجازة التي يقرّها قانون الخدمة المدنية؛ بينما اليوم، باتت الأحزاب والكيانات والمنظمات، والمواطن أيضاً، الكل بات يعد للمناسبة ويستقبلها قبل وصولها بفترة ليست بالوجيزة. فعلى الرغم من الدعوات المتكررة من قبل أبناء الجنوب بـ«فك الإرتباط»، والممارسات بحق الشماليين وترحيلهم بشكل جماعي ومنظم، إلا أن الشمال يستقبل ثورة 14 أكتوبر كما كان يستقبلها من قبل، دونما اعتبار للشروخ التي خلّفتها الحرب.

المغلس: نفس المشروع بأدوات جديدة 
في حديثه لـ«العربي»، قال عضو المكتب السياسي لـ«أنصارالله» سليم المغلس، إن «أنصارالله وبقية أبناء الشعب يدركون أهمية أحياء ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ضد المستعمر الأجنبي، ليستذكر الجميع مراحل النضال التي سطّرها الآباء والأجداد في مواجهة الاحتلال البريطاني ومشروعه التقسيمي للبلد ونهب الثروة وإهانة الكرامة وسلب الحرية»، داعياً «لنستلهم جميعاً من ثورة أكتوبر ونعيد هذا المجد الذي سطره الجيل السابق».
وقال المغلس «ما أشبه اليوم بالبارحة، المشروع هو نفسه، فتجد الاحتلال الإماراتي يسعى لإحياء وإبراز الهويات المناطقية التي اعتمد عليها الاحتلال البريطاني آنذاك ومحاولة عزل كل منطقة عن الأخرى، ونجد بروز مسميات وحديث عن الهوية الحضرمية أو السقطرية أو المهرية وغير ذلك»، معتبراً أن «المشروع هو ذات المشروع، ومن يرسم المشروع هي نفس الأطراف الدولية، بريطانيا وأمريكا، ولكن بأدوات وواجهة إماراتية سعودية».
ونوّه عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، إلى أن «الاحتفالات الجماهيرية لإجياء الذكرى، كمهرجان محافظة تعز، إضافةً إلى الفعالية الرسمية في صنعاء».
كما أشار إلى أن «وجود تفاعل شعبي ونخبوي وحزبي كبير، بحيث لا تقتصر الفعاليات على المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ، بل هناك الكثير من الأحزاب والقوى السياسية والفعاليات المجتمعية التي تحيي هذه المناسبة بالمهرجانات والندوات وغير ذلك من الأنشطة».
وأكّد أنه «لا يوجد ما يؤثر على زخم الاحتفال بالذكرى، بل هناك تفاعل غير مسبوق، خصوصاً بعد ثلاثة أعوام من الاحتلال، وبعد أن عرف أخواننا في المحافظات الجنوبية المحتلة قيمة الوطن والحرية والاستقلال».

معزب: دلالات كثيرة
من جانبة، أكد عضو البرلمان في صنعاء، وعضو اللجنة الدائمة بحزب «المؤتمر الشعبي العام»، عبد الرحمن صالح معزب، لـ«العربي»، أن «الاحتفال بذكرى ثورة الـ 14 أكتوبر ليس بجديد، وإن كان يحمل أكثر من دلالة في ظل ما يعانيه الجنوب من عمل ممنهج برعاية دول التحالف»، واصفاً الانتهاكات التي تطال أبناء المحافظات الشمالية بـ«الأعمال غير المقبولة والممولة من أطراف خارجية».
ولفت معزب إلى أن «تلك الممارسات غير الصائبة محاولة بائسة لتدمير الوحدة الاجتماعية للشعب اليمني»، معتبراً أن «ضريبة الفوضى التى يعيشها الجنوب ستكون باهظة على الجميع».

الصماد: السلام خيار وحيد
وهنأ رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد، أبناء الشعب اليمني بمناسبة ثورة 14 أكتوبر، لافتاً إلى أنها «عبّرت عن إرادة وطنية يمنية جامعة في التحرر والكرامة واستعادة الوحدة الوطنية اليمنية».
وأشار الصماد، بخطاب نقلته وكالة «سبأ» التابعة لـ«حكومة الإنقاذ»، إلى أن «أبناء الشعب اليمني في جنوب الوطن سطروا في ثورة 14 أكتوبر ملحمة الثورة والتحرر من نير الاستعمار البريطاني».
وقال إن «خيار السلام هو الخيار الوحيد لشعبنا وما زلنا نطالب بالتئام فرقاء العمل السياسي والحزبي على طاولة حوار واحدة للخروج بحلول شاملة منصفة لكل الأطراف دون إملاءات أو اشتراطات مسبقة»، داعياً جميع الفرقاء السياسيين «لبدء صفحةً جديدةً في التعاطي مع قضايانا ومشاكلنا عبر الحوار والتفاهم الجاد بعيداً عن أي تدخلات أو ضغوط أو إملاءات من أعداء وطننا وشعبنا».
وأكّد رئيس «المجلس السيساسي الأعلى» أن «الوطن يتسع للجميع، ونحن جميعاً مسؤولون عن الوطن وعلى الحفاظ عليه والدفاع عنه والنهوض به».