الثورات اليمنية لا تخلوا من مشاركة كبيرة للمرأة اليمنية… 14 اكتوبر خير نموذج
متابعات | تقرير: فادية العبسي
دور المرأة اليمنية لم يقتصر على عدد من قضايا الحياة الاجتماعية، بل تعداه إلى أن يكون لها دور كبير في مختلف جوانب الحياة حتى في السياسية والتحرك العسكري والشعبي.
هذا الدور ليس من الآن بل كان منذ عدة عقود فثورة الرابع عشر من أكتوبر خير دليل، حيث شاركت المرأة إلى جانب أخيها الرجل في مقاومة الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، فكانت المساعد الأول للرجل والدافع الأساسي له للتحرك العسكري في وجه الاحتلال.
حيث شاركت نساء اليمن في المسيرات المناهضة للاحتلال البريطاني في عدن، عبر مسيرات نقابات العمال والموظفين الجنوبيين، وتعداه الى تقديم المساعدة المالية واللوجستية وتوفير الغذاء للاحرار المقاتلين لقوات الاحتلال.
كما أن دورها استمر حتى بعد نجاح ثورة 14 أكتوبر عبر تقلدها عدد من الوظائف الحكومية واستطاعت أن تثبت جدارتها في ادارة مؤسسات في الدولة، سواء كانت تربوية أو غيرها.
كما شاركت المرأة اليمنية في المؤسسة العسكرية عبر الشرطة النسائية في عدن لتأمين مرافق الدولة والتعامل مع النساء وافشال محاولات الغزاة في تحويل المرأة إلى سلعة رخيصة بيد الرجل لتحقيق رغباته.
المرأة في جبهة القتال :
حينما تواصلت مع عدد من المناضلات في جبهة الضالع علمت أنّهن ما زلن يحتفظن بأسلحتهن التي شاركن فيها إبان الكفاح المسلح، وأدهشني أكثر حينما أخبرنني أنّ ذلك السلاح يتمثل في ألغام وقنابل وبنادق ورشاشات وبازوكات فقط، ومرد احتفاظهن به – كما قلن – لاعتبارهن ذلك السلاح هو الشاهد المنصف على نضالهن الباسل ومبعث الفخر والاعتزاز لهن أمام أبنائهن وأحفادهن.
وعلاوة على ذلك فهو يرمز إلى مرحلة عزيزة في حياتهن شاركن فيها في تحرير الوطن، ومن خلال الشهادات التي حصلت عليها من كثيرٍ من المناضلات ومن قيادات الكفاح المسلح يمكنني إجمال أبرز ملامح النشاط العسكري للمرأة في جبهة الضالع على النحو الآتي :
– الاشتراك المباشر في العمليات العسكرية جنباً إلى جنب مع الثوار وباستخدام كافة أنواع الأسلحة، ومن تلك المعارك معركة حياز والهجوم على المظلوم ومعركة علي القراعي وعدد من الهجمات على المطرح وهو المعسكر الرئيس للقوات البريطانية في الضالع.
– القيام بتنفيذ عمليات عسكرية كاملة تمثلت في التقطع لسيارات الجيش البريطاني وإطلاق النار عليها، وقد أفادتني المناضلة علياء المنصوب بقولها (كنا ننفذ الهجوم ونخفي السلاح داخل الزرع ونتظاهر بأننا نقوم بأعمال زراعية وعندما تسعى القوات العسكرية البريطانية للتفتيش عن المهاجمين كانوا يتركوننا لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ من يقوم بتلك الهجمات رجال ولم يشكوا أبداً من أنّ المهاجمات نساء).
– نقل الأسلحة الثقيلة إلى مواقع قريبة من الأهداف المحددة لهجمات الثوار وإخفائها وكان يتم إدخال الأسلحة بين الأعلاف والحطب الذي كانت تحمله النساء على رؤوسهن ومن مسافات طويلة امتدت عشرات الكيلو مترات، بالذات بعد قصف القرى وتشريد سكانها مما تطلب نقل السلاح من قعطبة مباشرة إلى مواقع داخل الضالع.
– رصد القوات البريطانية وتحديد تجمعاتها ومعرفة وجهات سيرها وجمع كافة المعلومات عن تحركاتها ونقله إلى قيادات الجبهة.
– القيام بعمليات استطلاع ومراقبة مستمرة للطرق والوديان والشعاب التي يمر منها الثوار حتى لا يتعرضوا لكمائن معادية.
– نقل وتوزيع الأسلحة على الأفراد والمجموعات في الداخل، الموزعين على القرى والجبال وفي أحياء المدينة.
– حماية وتسهيل انسحاب الثوار وتأمين طرق عودتهم إلى مراكز تجمعهم وضمان سلامتهم.
– حمل الجرحى حتى لا يعيق الانشغال بهم المقاتلين فيمكِّن القوات المعادية من اللحاق بهم.
– مواجهة حملات المداهمة والتفتيش عن الثوار وعن الأسلحة والمنشورات في بيوت الثوار وأنصار الثورة وأعمال الاستفزاز.
– مواجهة أعمال القصف الجوي والبري، للقرى الآهلة بالسكان والتشريد والطرد الجماعي وإحراق الزرع والضرع في موجات العقاب الجماعي الاستعماري.