كل ما يجري من حولك

ما وراءَ اختطاف الطفلة بثينة؟!

463

 

د. أحمد عبدالله الصعدي

في عمليةٍ أمنيةٍ تواطأت فيها منظماتٌ من تلك التي تسمّي نفسَها “منظمات مجتمع مدني” أَوْ “منظمات إنْسَانية” وأشخاص اعتادوا المتاجرة بشرفهم وكرامتهم لدى بني سعود، تم تهريب الطفلة بثينة الناجية من مجزرة عطان المعروفة إلى الرياض؛ لتعتبرَ قيادة العدوان المهزومة في كُلّ الجبهات اختطافَ هذه الطفلة نجاحاً كبيراً.

لا تستطيع مملكةُ عيال سعود غسْلَ يدها من جريمة مشهودة اعترفت باقترافها تحت ضغط الوقائع، وأكدت منظمة العفو الدولية أنها تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن القنبلة التي أبادت أسرة الطفلة بثينة أمريكية الصنع وهكذا لا يستطيع العدوان تقديم رواية أُخْرَى لتلك الجريمة ((لأن النفي تغطية تلف الوجه بالرجلين)) كما يقول البردوني.

لهذا فإن المغزى الحقيقي لتهريب الطفلة وإيصالها إلى الرياض يكمن في محاولة عيال سعود أن يقولوا للعالم: أنظر، ها نحن نذبح اليمنيين ونحاصرهم ونُمِيتُهم جوعاً، ورغم ذلك ينظرون إلينا بوصفنا الأبَ الحنون والأم الرؤومَ، وكلما زدناهم قتلاً ازدادوا حبًّا لنا وتعلقاً بنا.

والحقيقة أنه يوجد بين اليمنيين مَن أفسد المال السعودي خلال العقود الماضية ضمائرهم وتحولوا إلى كائناتٍ استهلاكية تبيع نفسها قبل أن تبيع الآخرين.

وقد تمكن المالُ السعودي من إفساد قطاع كبير ومتنوع -من مسؤولين كبار في الدولة إلى النخب السياسية والإعلامية والاجتماعية المختلفة-، هذا الصنف من اليمنيين هم مَن يصدُقُ عليهم قولُ البردوني: ((لأنَّ القُبحَ داخلَهم فأحلى ما يرَون الشين، أغطوا عورة فيهم؟ أليسوا عورة الوضعين؟! ومسؤولين موطنهم من الشدقين للفرجين)).

لكن العدوانَ الهمجي المستمر منذ 26 مارس 2015 كشف أن الشعب اليمني في معظمه مسلحٌ بالإيمان والعزة والكرامة والشرف، ومستعد لبذلِ كُلّ شيء؛ دفاعاً عن هذه القيم التي تفقد قيمتَها إذا سقط وطنُه تحت أقدام المحتل.

هذا القطاع الأوسع من الشعب اليمني لم يستطع المالُ السعودي شراءَه، مهما كانت ظروفه الاقتصاديةُ والمعيشية، وقد عبر البردوني العظيم عن هذا الشموخ والعزة في الإنْسَان اليمني واحتقاره لغطرسة براميل النفط بقوله: ((صار أغنى صرنا نرى باحتقار.. ثروة المعتدي كسروال ……))

You might also like