ترى مصادر مقربة من الجناح الموالي للإمارات في مدينة عدن أنه، وفي مقابل «التأييد الكبير» الذي يحظى به «المجلس الإنتقالي الجنوبي»، والذي أظهرته الفعاليات التي نظمها المجلس مؤخراً في عدن، و«فشل» المناوئين له من أنصار الحكومة «الشرعية» في حشد مماثل في ساحة العروض بخور مكسر في ذكرى 7/7، فقد دأب التيار الموالي لـ«الشرعية»، مستعيناً بالآلة الإعلامية لـ«الإخوان المسلمين»، على «تعويض فشله الجماهيري عبر تضخيم وتهويل الأحداث التي تشهدها عدن وبقية المدن المحررة نكاية بالإمارات».
وتستشهد المصادر على ذلك بـ«قيام قناة الجزيرة القطرية بإفراد حيز واسع من تغطيتها لحادثة اقتحام البنك في عدن من قبل مسلحين مجهولين»، وكذلك بـ«حملة واسعة على شبكات التواصل الإجتماعي ومواقع إخبارية وقنوات فضائية حملت في مجملها الأجهزة الأمنية في عدن مسؤولية ما وصفته بالفشل الأمني». وترى المصادر أن «الحملة كان الهدف من ورائها تهيئة الشارع لقبول قرار يقضي بإقالة مدير أمن عدن، اللواء شلال علي شائع»، مشيرة إلى أن هادي «يسعى بكل قوة إلى إزاحة جميع حلفاء الإمارات من المناطق المحررة بغية تهيئة الأجواء لعودة الحكومة الشرعية ذات الغالبية الإخوانية إلى عدن، بعد أن فشلت الجهود السعودية الحثيثة في تقريب مواقف الطرفين».
وبحسب المصادر، فإن «هادي قد استخدم جميع أوراقه التي اعتقد بأنها يمكن أن تقلص من الدور الإماراتي في الجنوب، بدءاً من إقالة اللواء عيدروس الزبيدي، وليس انتهاء بإقالة المحافظين الثلاثة من أعضاء رئاسة المجلس الإنتقالي». لكن «التيار الإخواني في الحكومة الشرعية اعتبر إجراءات هادي ليست كافية؛ حيث أنها لم تغير موازين القوى على الأرض، فالوحدات القتالية المدربة التي تقع تحت إمرة مدير أمن عدن تشكّل خطورة بالغة وتهديداً حقيقياً عليه، إذا ما أصر التحالف على إخراج ألوية الحماية الرئاسية من عدن بالتزامن مع عودة وجوه ذلك التيار من المملكة إلى قصر معاشيق».
وتتحدث المصادر نفسها عن «معارضة الولايات المتحدة الأمريكية تغيير مدير أمن عدن، معتبرة أن إنجازاته في مجال مكافحة الإرهاب تستحق الإشادة والتشجيع والمكافأة»، مضيفة أن واشنطن «حذرت الحكومة من أن إجراءً مماثلاً قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الأمنية في عدن والمناطق القريبة، ويسهّل عودة نشاط الجماعات الإرهابية إلى المدينة والمناطق الساحلية القريبة من عدن، وما يشكله ذلك من تهديد لخطوط الملاحة الدولية وأمن المصالح الأمريكية في المنطقة».