اشتدت المواجهات العسكرية في مديرية صرواح شرق محافظة مأرب، بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، و«أنصار الله» والقوات المتحالفة معها، خلال أيام العيد، استخدم فيها طيران «التحالف» مختلف أنواع الأسلحة، محاولاً تهيئة الساحة لقوات هادي للتقدّم، إلا أن التقدّم في جبهات كصرواح لا يتّسم بالثبات.
منذ العشرين من شهر يونيو، استهدف طيران «التحالف» عدداً من مناطق مديرية صرواح، بأكثر من 200 غارة جوية عنيفة، بالتزامن مع زحف مكثف للقوات الموالية لهادي، وتركزت تلك الغارات على مناطق المخدرة والربيعة والنجد وجبل هيلان والمشجح ومنطقة آل مسعد والضيق والمحجزة والنصيب الأحمر والاشقري ووادي الربيعة والخط العام بصرواح، استخدم فيها طيران «التحالف» القنايل العنقودية والفوسفورية مخلفاً أضرار كبيرة بممتلكات المواطنين.

زحف مكثّف
على مدى اليومين الماضيين، أعلنت القوات الموالية لهادي، تقدّمها في عدد من التباب المطلة على جبل المرفد الاستراتيجي بصرواح، الذي تبلغ مساحته 7 كيلومترات، وأشارت إلى أنها بصدد استكمال السيطرة على الجبل الذي قد يغيّر المعادلة العسكرية في صرواح، إلا أن محاولات التقدّم التي قامت بها تلك القوات جبل مرثد والتبة السوداء وتبة الشهداء بصرواح، لم تصمد طويلاً. فصباح الأربعاء، حاولت تلك القوات الزحف على جبل المرثد الواقع شرق صرواح، واستكمال السيطرة على المواقع التي لم تسيطر عليها خلال الأيام الماضية، ولكنها فشلت في الحفاظ على ما تحقق من تقدّم.

وقال مصدر عسكري إن محاولة الزحف الجديدة على المرثد من قبل القوات الموالية لهادي، قوبلت بتصدي حركة «أنصار الله»، التي قال إنها استعادت 4 مواقع مهمة في وادي مخدرة مطلة على التبة السوداء وتبة الشهداء، كانت القوات الموالية لهادي قد سيطرت عليها في اليومين الماضيين.

لاتقدّم ولاسيطرة
العقيد عزيز راشد، مساعد الناطق الرسمي باسم الجيش في صنعاء، أكّد لـ«العربي»، أنه «لا يوجد أي تقدّم أو سيطرة على جبل المرثد، ولكن عقب الخسائر التي تلقاها المهاجمون، وعدوا السعودية باجتياح صرواح وبعض مناطق نهم، فأصيبوا بخيبة أمل، حيث قتل منهم العشرات، بينهم قيادات كتائب وقيادات سرايا»، معتبراً أن الهدف من «ادّعائهم السيطرة على جبل المرثد هو رفع المعنويات فقط».

كرّ وفرّ
معركة صرواح التي بدأت مطلع العام 2015، يقوم الهجوم والدفاع فيها على الكر والفر، فبقدر ما تتعرّض له «أنصار الله» من هجمات من قبل الطيران أو قوات هادي، تشن هجمات مماثلة. خلال اليومين الماضيين شنّ مقاتلو «أنصار الله» هجوماً عنيفاً على مواقع عسكرية تابعة لقوات هادي، في مناطق القتب والتبة الحمراء الواقعتين في مديرية نهم شرق صنعاء، وفي منطقة المخدرة ومعسكر كوفل وتبة المطار بصرواح.

جريمة!

صباح يوم العيد، أعلنت القوات الموالية لهادي، تنفيذ عملية نوعية في صرواح شارك فيها قرابة 40 من قوات «الكوماندوز». وأعلنت أن هدف العملية اغتيال أو اختطاف الشيخ مبارك المشن الزايدي، عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، الذي لم يُعرف بعد إن كان موجوداً في منطقة الهجوم في حينه أم لا. إلا أن العملية انتهت بمقتل ثمانية مواطنين، بينهم امرأتان وأربعة أطفال، وإصابة أربعة آخرين بجروح، بالإضافة إلى تدمير ثلاثة منازل مجاورة للمنزل المستهدف في قرية آل مسعد، والذي تبيّن لاحقاً أنه يعود لمواطن يدعى، مبارك مسعد الزايدي، وهو غير الشخصية المستهدفة، ولا يربطه بها سوى التشابه بالاسم.