رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ: تحسّن العلاقات السريّة والعلنيّة بين إسرائيل ودولٍ عربيّةٍ وحزب الله هو التهديد المركزيّ والأوّل
متابعات| رأي اليوم| زهير أندراوس:
أكّد رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوت، على أنّ حزب الله هو التهديد المركزي الأول على إسرائيل، وهو الأمر الذي كان معروفًا منذ بداية العام عندما نشرت إسرائيل تقديرها الإستراتيجيّ الذي أكّدت فيه على أنّ حزب الله هو العدو الأوّل، تليه الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وفي المرتبة الثالثة حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في فلسطين.
وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أنّه لدى المخابرات الإسرائيليّة معلومات جيدة جدًا ولديها معطيات عن انتشار حزب الله في 200 قرية وبلدة بجنوب لبنان، مشيرًا إلى أنّ الحزب بنى قوة من القدرات ترتكز على عشرات آلاف الصواريخ والقدرات المتقدمة، والسلاح المتطور الذي يصل بعضه من إيران والبعض الآخر من الجيش السوري، وجزء منه هو سلاح روسي متطور، كما قال إنّه بحسب الاستخبارات العسكريّة والأخرى، فإنّ إيران تقوم سنويًا بمنح حزب الله مبلغ 800 مليون دولار لبناء وتعظيم ترسانته العسكريّة، على حدّ تعبيره.
جديرٌ بالذكر أنّ كلام آيزنكوت جاء في مؤتمر هرتسيليا، حيث تطرق إلى مختلف المواضيع الأمنية في المنطقة، معتبرًا أنّ روسيا تتجاهل نقل سلاح من صنعها إلى حزب الله، عن طريق سوريّة.
وقال آيزنكوت أيضًا إنّ الجيش الإسرائيلي موجود بجهوزية عالية، ولديه قدرة إستخبارية جيدة لكن في الوقت عينه، شدّدّ الجنرال على أنّه من مصلحة في أن يستمر الهدوء على الجبهة الشماليّة.
وبحسب كلام آيزنكوت، فإنّ ثلث قوة حزب الله موجودة في سوريّة، وهو يكتسب تجربة حربية لا يمكن لإسرائيل أنْ تتجاهلها، على الرغم من الواقع الذي وصفناه ورغبتنا في إبعاد حزب الله عن جنوب الليطاني، كما هو مطلوب في القرار 1701، فإننا لدينا مصلحة في أنْ يستمر الهدوء لسنوات، قال قائد هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ.
علاوةً على ذلك، تطرق رئيس الأركان أيضًا إلى التهديد الإيرانيّ على إسرائيل، وبحسب أقواله، على الشرق الأوسط كلّه، ولفت إلى أنّ التقدم في هزيمة داعش والتهاون في الاهتمام بالتأثير الإيراني في الشرق الأوسط أخطأ الهدف، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه يوجد هنا مصلحة لإعادة إيران إلى داخل إيران وتقليص تأثيرها الإقليميّ، بحسب أقواله.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة العبريّة، رأى الجنرال آيزنكوت، أنّ الرؤية الإيرانية لإحراز سلاح نووي لا تزال في صلب طموح نظام آيات الله، معتبرًا أنّ المسعى العالميّ هو عدم السماح لإيران بأنْ تصبح كوريا شمالية ثانية، هذا هدف دول المنطقة ويوجد هنا دمج مصالح بيننا وبين “الدول السنية المعتدلة” والصين والولايات المتحدة، وروسيا أيضًا، على حدّ تعبيره، وشدّدّ على تحسّنٍ في العلاقات السرية والعلنية بين إسرائيل ودولٍ عربيّةٍ.
وأضاف الجنرال آيزنكوت: نحن نلاحظ المسعى الإيراني المتواصل في سوريّة وفي قطاع غزة ومساعي تأثير على الجهاد الإسلامي وعلى حماس، على رغم أنهما من الطائفة السنية وكذلك مساعي تأثير له في اليمن.
وتطرّق أيضًا الجنرال الإسرائيليّ إلى الصواريخ التي أطلقتها إيران على مقرات لـتنظيم “داعش” الإرهابيّ في دير الزور، يوم الأحد الماضي، حيث قال آيزنكوت: قبل عدّة أيّام تمّ إطلاق صواريخ من غرب إيران نحو أهداف في سوريّة، في دير الزور، الإنجاز العملاني هو أقل مما جرى الحديث عنه في وسائل الإعلام. وتابع قائلاً: عمليًا، كان أبعد من إصابات دقيقة ومن الإنجاز الذي يتفاخرون به، الصناعة العسكرية الإيرانية لا تؤثر على قدرة إيران فحسب، بل لها تأثير إقليميّ.
وفيما يتعلق بحماس قال الجنرال آيزنكوت إنّ المنظمة تتعلّم أسلوب عملها من حزب الله، وهي تتعلم كيفية الدخول إلى المناطق العمرانيّة وبناء هناك تشكيل من عشرات آلاف الصواريخ التي تشكل تهديدًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بحسب تعبيره.