كل ما يجري من حولك

العميد حطيط: امريكا تطالب محور المقاومة بمفاوضتها؛ واستمرار المهمة حتى الوصول الى الحدود هو الرد الوحيد لسوريا وحلفائها

463

العميد حطيط لـ"الوقت": امريكا تطالب محور المقاومة بمفاوضتها؛ واستمرار المهمة حتى الوصول الى الحدود هو الرد الوحيد لسوريا وحلفائها

متابعات| الوقت التحليلي:

بعد الضربة الامريكية التي استهدفت مطار الشعيرات في محافظة حمص السورية، تعود امريكا من جديد لتوجه ضربة اخرى تمثّل بالاعتداء على الجيش السوري وحلفائه، لكن هذه المرة في الجنوب على الحدود العراقية-الاردنية- السورية. للوقوف عند تفاصيل ما حدث، ولمعرفة سبب لجوء أمريكا الى خطوة كهذه، والعواقب التي ستحمّلها لواشنطن، كان لموقع الوقت الاخباري مقابلة مع الخبير الاستراتيجي، العميد المتقاعد امين حطيط، جاء في تفاصيله:

الوقت: من خلال متابعتكم للاوضاع في سوريا وخصوصا في الجنوب، ما السبب الذي دفع الجيش السوري وحلفائه للتوجه الى معبر التنف؟ وما هي اهمية هذه المنطقة؟

حطيط: “بعد سقوط الخطط المتتالية التي اعتمدتها الولايات المتحدة الامريكية في عدوانها منذ ست سنوات الى اليوم، تركزت جهود الامريكيين على الخطة الاخيرة التي يمكن عنونتها بخطة فصل العراق عن سوريا وقطع طريق محور المقاومة بين الشرق والغرب، بين ايران وسوريا ولبنان، وهذه الخطة تقتضي الامساك بالمعابر البرية بين العراق وسوريا والسيطرة على المنطقة الحدودية بحيث تمتنع سوريا عن حرية الانتقال نحو الشرق. استطاعت امريكا ان تنفذ جزء من الخطة عبر قوات سوريا الديمقراطية التي امسكت بالمنطقة شمال دير الزور وصولا الى الحسكة، وان المنطقة الممتدة من دير الزور الى نقطة المثلث، التقاء الحدود الاردنية السورية العراقية في البادية، هي المنطقة الرئيسية التي تسعى اليها امريكا. ولذلك انشأت مجموعات ارهابية تحت تسميات شتى من مغاوير الثورة وجيش سوريا الجديد والى ما هنالك من اجل ان تكون هي الواجهة لتنفيد هذه المهمة وتُقدم الاردن مدعومة بقوات امريكية وبريطانية للقيام بالعملية العسكرية بذاتها. سوريا تنبهت لهذه الخطة ورأت ان السيطرة على المنطقة الممتدة من التنف الى دير الزور تؤدي الى اسقاط الخطة الامريكية، فاندفعت هي وحلفاؤها باتجاه التنف واستطاعت ان تصل الى مسافة 35 كلم من المعبر. الولايات المتحدة الامريكية خشيت على خطتها من السقوط، فوجهت انذارا الى سوريا عبر روسيا للتوقف وعدم الاستمرار في التقدم نحو التنف، سوريا رفضت هذا الانذار واستمرت بالتقدم، فأوعزت امريكا للاردن بتوجيه ضربة جوية تحت رعاية وإمرة امريكية للقوات السورية المندفعة باتجاه التنف بغية وقف هذا التقدم وتوفير الفرص لنجاح الخطة الامريكية، بالتالي فالمسألة لا تنحصر ان هناك نقطة او مركز عسكري يُبتغى السيطرة عليه، المسألة تتصل بالعملية العدوانية برمّتها وبنتائج العدوان برمّته. فإذا استطاعت سوريا الوصول الى الحدود يُسقط العدوان الامريكي، اما اذا نجحت امريكا في السيطرة، يعني انها حققت جائزة ترضية في المنطقة.”

الوقت: برأيكم ما هي الرسالة التي ارادت أمريكا ايصالها الى محور المقاومة عبر هذه الضربة؟

حطيط: “الرسالة الامريكية كان مفادها انه على محور المقاومة ان يفاوضها ويعترف لها بمصالح في المنطقة، ولا يتقدم خلافا للخطوط الحمر التي ترسمها، لهذا السبب ارسلت امريكا الرسالة الدبلوماسية ثم الرسالة النارية في الميدان، لكن محور المقاومة كما يبدو لم يلتزم بالخطوط الحمر الامريكية وهو مصر على السيطرة على الحدود العراقية السورية، وان وصوله الى الحدود يعني سقوط المشروع الامريكي.”

الوقت: بعد هذه الضربة في أي اتجاه يمكن ان تتغير الاوضاع في الميدان؟ وكيف سيكون رد الجيش السوري وحلفاؤه على هذا العدوان؟

حطيط: “ليس امام الجيش السوري وحلفاؤه الا ردا واحدا، وهو استمرار المهمة حتى الوصول الى الحدود كائنا ما كانت التضحيات، خاصة ان امريكا ليس من مصلحتها ان تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري، لان كل هذا العمل هو خلاف للقانون الدولي العام، وهو عدوان موصوف لا تستطيع امريكا ان تستمر به، رغم عنجهيتها وغطرستها وحماقاتها.”

الوقت: التحالف الدولي اعلن مرار وتكرارا ان هدفه هو مواجهة الارهاب على الاراضي السورية، ما تعليقكم على ذلك خصوصا بعد ضرب مطار الشعيرات والضربة الاخيرة على معبر التنف؟

حطيط: “نحن نعتقد ان التحالف الدولي يدعي كذبا انه يريد محاربة الارهاب، فالارهاب اصلا هو صنيعة امريكية تستثمره من اجل تحقيق اغراض استراتيجية، وكل ما يقوله التحالف الدولي او امريكا او سواها من نية لمحاربة الارهاب هو كذب ونفاق لا يمكن ان يؤخذ به، ولهذا السبب نحن نعتبر ان موقف امريكا الحقيقي هو دعم الارهاب وليس محاربته، والدليل على ذلك انها تحارب من يحارب الارهاب ولا تحارب الارهاب ابدا، وان تجربة امريكا في العراق في دعمها لداعش ضد الحشد الشعبي وموقفها السلبي منه هو مثل آخر على هذا الموضوع.”

You might also like