كل ما يجري من حولك

«ذي إنترسبت»: ترامب يطوي صفحة «الخطاب الإنتخابي» مع الرياض

471
 متابعات| العربي:
إستغرب موقع «ذي إنترسبت» أن تشمل الجولة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المملكة العربية السعودية، معتبراً أن في الأمر ما يخالف خطاب الأخير حين كان مرشحاً للرئاسة، حين لم يكتف بـ«توجيه النقد» و«كيل الإتهامات» بشكل علني بحق الرياض وقتها، بل وصل الأمر إلى حد إطلاقه جملة «تهديدات» ضدها، على خلفية مزاعم بشأن دورها في الوقوف خلف منفذي هجمات سبتمبر، والطريقة «غير المنصفة» التي يتم تقاسم فيها الأعباء الدفاعية بين واشنطن والرياض. وإذا كان الرئيس القادم من عالم المال والأعمال، قد اعتبر خلال حملته الانتخابية أن المملكة «لن تصمد لفترة طويلة»، بدون دعم واشنطن، وأنها كناية عن «ماكينة تدر الأموال»، ها هو اليوم يمضي في طريقه إلى المملكة العربية السعودية، بصفته رئيساً للولايات المتحدة، في ما يكاد يشبه «انعطافة» شهدناها لدى ترامب في أكثر من ملف وقضية على الساحة الدولية.
وفي سياق التذكير بالوعود الانتخابية التي أطلقها دونالد ترامب، إزاء التعامل مع المملكة العربية السعودية، تساءل الموقع الالكتروني ما إذا كان الأخير «سيثير مسألة حقوق المثليين، أو ملف حقوق المرأة» حين يحط رحاله في الرياض، أو ما إذا كان الرئيس الأمريكي سوف «يعيد فرداً أو اثنين من أفراد العائلة الحاكمة السعودية مكبلين» ليصار إلى محاكمتهم داخل الأراضي الأمريكية على خلفية «دورهم المزعوم في هجمات سبتمبر».

وتابع «ذي إنترسبت» أن الزيارة سوف تعج بـ«المصافحات» و«الإبتسامات»، بحيث سينسى العالم تهديدات ترامب للرياض بفرض «حظر اقتصادي» عليها في وقت سابق، وهجومه على السعوديين تحت ذرائع «إعدامهم للمثليين»، و«معاملتهم للنساء بقسوة»، لينشغل بزيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض، الأمر الذي يعد سابقة في تاريخ الرؤساء الأمريكيين، الذين جرت العادة أن يتوجهوا إلى دول الجوار القريب، كالمكسيك، كندا، خلال جولتهم الخارجية الأولى.

وبحسب «ذي إنترسبت»، فإن سمة «النفاق ليست حكراً على ترامب والولايات المتحدة»، مع «زعم» السعودية أنها «مهد الإسلام الذي يحكمه خادم الحرمين الشريفين»، من جهة، واستقبالها «الحار» لرئيس تصفه بـ«الصديق الحقيقي للمسلمين»، سبق له وأن قال «إن الإسلام يكرهنا»، وسعى وراء منع 1.6 مليار مسلم من الحق في دخول الأراضي الأمريكية، من جهة أخرى. وتابع «ذي إنترسبت»: «يوم الأحد، سوف يؤمن السعوديون المتملّقون منبراً لأحد أكثر المصابين برهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) شهرة حول العالم، وذلك من أجل أن يلقي كلمة عن الإسلام، في مهد الإسلام».
ورجّح التقرير الذي حمل عنوان: «دونالد ترامب الذي قال إن المملكة العربية السعودية تقف خلف هجمات سبتمبر يتوجه إليها خلال جولته الخارجية الأولى»، أن يغتنم الرئيس الأمريكي الفرصة من أجل «شجب الإرهاب الإسلامي المتطرف»، من داخل بلد «ربما يكون أكثر البلدان الداعمة لخطاب الإرهاب، والرافدة له بوسائل الدعم والتمويل» المختلفة.
وزاد التقرير: «ليس النفاق فقط هو ما يجمع بين ترامب والسعودية، بل إن خوفهما من الإيرانيين، ومقتهما الشديد لهم يجمعهما أيضاً». وإذا كان السعوديون «منهمكين في إسقاط القنابل، ودعم فصائل مقاتلة من أجل درء النفوذ الإيراني في كل من سوريا واليمن»، فإن إدارة ترامب «قد امتلأت عن آخرها بالعناصر المناهضة لإيران، من صقور الإدارة»، فضلاً عن أنها في طور الاستعداد «للتوقيع على عدد من صفقات الأسلحة مع الرياض بقيمة 100 مليار دولار» ضمن مساعيهما المشتركة لمواجهة إيران.
إلى ذلك، شدّد التقرير الذي أعدّه مهدي حسن، على أن «انعطافة ترامب تجاه المملكة العربية السعودية ليست ناجمة عن الاصطدام بواقع المنصب الرفيع» لترامب، على رأس الولايات المتحدة، أو تبعاً للتأثر «بآراء النخب في مجال السياسة الخارجية» هناك، شارحاً أن «ترامب لم يخطط قط لملاحقة السعوديين فور تسلمه منصبه»، لأن كل ما صرّح به خلال حملته الانتخابية يندرج ضمن «العنتريات الخطابية». وفي هذا السياق، نقل الكاتب عن مصدر عربي مسؤول قوله إن «ترامب أبلغ معظم حكومات الخليج في العام 2015، وبشكل سري، أن خطابه المناهض للعرب والمسلمين ليس إلا لغايات انتخابية»، لا سيما وأن للرئيس الأمريكي الجديد علاقات تجارية مع الجانب السعودي، حيث قام في العام 2001 ببيع أحد طوابق «ترامب وورلد تاور»، لصالح أفراد سعوديين لقاء مبلغ 4.5 مليون دولار، فضلاً عن قيام ترامب بتأسيس 8 شركات في قطاع الفنادق، داخل المملكة العربية السعودية خلال حملته الانتخابية.

You might also like