كل ما يجري من حولك

الدائرةُ الصراع في تعز تتسعُ لتحقيق هدف العدوان بالفوضى

614

متابعات| تقرير| زكريا الشرعبي

لا تكادُ نارُ الصراع بين مرتزقة جماعة أبي العباس ومرتزقة حزب الإصلاح في تعز تصلُ إلى حد يظُنُّ الناسُ فيه الهدوء والتصالح حتى تشُبَّ من جديد، فالصراع بين الجماعتين ليس سوى امتداد لمشروع تحالف العدوان التدميري الهادف إلى تغذية الفوضى وتحويل اليمن إلى ساحة للصراع المفتوح.

وحيث يعتمد المرتزق أبو العباس في تمويل نشاطاته التخريبية على دولة العدوان الإمَارَاتي، ويعتمد مرتزقة حزب الإصلاح في أنشطتهم على التمويل السعوديّ، يتبين سعيُ كُلّ طرف منهما لكسب مزيد من الأموال والمكانة عند مموليه على حساب الطرف الآخر، وهو أمر بات واضحاً مع تصاعُد وتيرة التصادُم بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة والتي وصلت إلى المواجَهات المباشرة ونصب الكمائن لأبرز القيادات في الجماعتين.

الإصلاحُ يحاوِلُ اغتيالَ أبي العباس في مقبنة:

وكما تشيرُ آخر التفاصيل في هذا الصراع، فقد نصب مرتزقة حزب الإصلاح المنضوون تحت ما يسمى باللواء 17مشاة في مقبنة كميناً مسلحاً لقائد مرتزقة جماعة أبي العباس (عادل عبده فارع) يوم الخميس الماضي، أثناءَ ذهابه لتقديم العزاء لأسرة أحد أفراده الذين قتلوا على يد ذات اللواء، كما أشار مصدره الإعلامي.

وقد أتى هذا الكمين بعد يومين من سحب تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ لقيادة المرتزقة من الإصلاح في جبهة الكدحة وتسليمها لجماعة المرتزق أبي العباس؛ وذلك لنقل نموذجٍ من الصراع بين الجماعتين في المدينة إلى الريف ليحرقَ المواطنين البسطاء وتعم الفوضى كُلّ محافظة تعز.

وتقع منطقة الكدحة في الجهة الجنوبية الغربية لمحافظة تعز، وقد أحرزت قوات الجيش واللجان الشعبية تقدماتٍ كبيرةً في هذه الجبهة خلال الأَيَّـام الماضية، وباستكمال تطهير المنطقة سينعم المواطنون بالأمن والسلام كما هو حالهم في كُلّ المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وهذا ما لا تريدُه رغبةُ العدوان الأمريكي السعوديّ الرامية إلى تدمير الإنْسَان اليمني وإحلال المرتزقة بدلاً عنه، وقد دفعت بمرتزقة أبي العباس بالاتجاه نحو هذه المنطقة للاصطدام الحتمي مع مرتزقة حزب الإصلاح المنتمين إلى ما يسمى باللواء 17 مشاة الذي سلّمه العدوان سابقاً مهمة القتال في الجبهة الجنوبية الغربية.

وتشير تفاصيل القصة إلى أن القيادي في مرتزقة أبي العباس، صادق المزندي، تحَـرّك حينها بمجاميعَ مسلحةٍ إلى مديرية مقبنة، وفور وصوله إلى منطقة تسمى الوادي تعرض لإطلاق نار من قبَل أطقم تابعة لمرتزقة للواء 17مشاة، وقد أحدث هذا اشتباكات عنيفة بين الجماعتين.

على إثر ذلك وفي الثامن عشر من أبريل الجاري اتهم مرتزقةُ اللواء 17 مشاة، نقطة الهنجر التابعة لمرتزقة أبي العباس بمنع مرور أحد الأطقم الذي كان يحمل جريحاً أًصيب في المواجهة مع الجيش واللجان الشعبية، حسب قول اللواء، غير أن جماعة المرتزقة أبي العباس نفت ذلك في بيان على صفحتها بالفيس بوك وقالت في معرض الرد على التهمة: أفراد الطقم التابع للواء 17 قاموا بإطلاق الرصاص مباشرة على الفرد عبدالجبار أحمد علي سعد وهو أحد أفراد أبي العباس المنضمين حديثاً إلى الكتائب، وذلك في سائلة شبيلة قرية المزاندة مديرية مقبنة، وقام الطقم بأخذ جُثة المقتول وَالفرار بها وَتم إبلاغ غرفة العمليات بذلك وَعندما وصل الطقم إلى نقطة الهنجر تم سؤال قائد الطقم من هذا فقال هذا زميلنا أصيب بالمعركة وَسوف نقومُ بنقله للمستشفى، النقطة أبلغت غرفة العمليات وَالسيطرة وَالتي أمرت باعتقالهم وَتم التعرُّفُ على الجثة واتضح أنها تابعة للمغدور عبدالجبار التابع لكتائب أبي العباس وتم اعتقالُ ثمانية أفراد كانوا على متن الطقم.

كان هذا بداية التصعيد بين جماعة المرتزق أبي العباس ومرتزقة اللواء 17 مشاة التابع لحزب الإصلاح، وفي إطار تصعيد هذا التوتر أتى قرار من قيادة تحالف العدوان بسحب بساط جبهة مقبنة والكدحة من مرتزقة اللواء 17 وتسليمها لمرتزقة جماعة أبي العباس، وقد أثار هذا الأمر حفيظةَ مرتزقة الإصلاح ودفع بهم إلى رفضه ونصب كمين للمرتزق أبي العباس يوم الخميس الماضي فور وصوله إلى المنطقة.

ونفذت جماعة أبي العباس ردة فعل مباشرة على محاولة اغتيال زعيمها، حيث أشارت المصادر إلى اندلاع مواجهات عنيفة ومباشرة بين الجماعتين.

وكان القيادي في اللواء 17 المرتزق، حميد الخليدي، قد اتهم جماعة أبي العباس بتهديدهم له بالتصفية الجسدية, بعد فشلهم عن السيطرة على موقع في جبهة مقبنة شمال غرب تعز.

صراعاتٌ سابقة:

في يناير الماضي قام مرتزقة جماعة أبي العباس بانقلاب على فصائل المرتزقة والتي يتزعمها حزب الإصلاح. وأقدمت الجماعة على مهاجمة إدَارَة أمن محافظة تعز واختطاف نائب مديرها المنتمي إلى الحزب المرتزق عدنان السقاف وكذلك مهاجمة الإدَارَة العامة للشرطة والأمن السياسي وعدد من أقسام الشرطة والبحث الجنائي، إضَافَة إلى ديوان عام المحافظة.

وكذلك قامت باستحداث نقاط في أماكن تقع تحت سيطرة مرتزقة ما يسمى باللواء 17 مشاة على خط الضباب، واندلاع اشتباكات مباشرة بينها وبين جماعة الإخوان وسط شارعِ جمال باستخدام أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وأتى إقدام المرتزق أبي العباس على هذه الأعمال بعد بضع أيام من قيامه بطرد مرتزقة حزب الإصلاح من سوق ديلوكس واختطافه صهيب المخلافي ابن أخت القيادي العسكري الإصلاحي المرتزق صادق سرحان، وهو الأمر الذي عزّز المخاوفَ لدى مرتزقة حزب الإصلاح من مُخَطّط لاجتثاثهم من المدينة، وبدا واضحاً من خلال مناشدة قاموا برفعها للفار هادي، مطالبين إياه بإيقاف أبي العباس وواصفين ما قام به الأخير بالانقلاب ليس عليهم فحسب وإنما حتى على الفار ذاته.

وكرد على اتهامات الإصلاح برّر أبو العباس أعماله بأنها رد على ما قامت به عناصر تابعة للإصلاح يقودها “غزوان المخلافي” من اختطاف لصهره المرتزق رضوان كواتي، على خلفية الصراعات الدائرة بينهم على النفوذ وسط المدينة.

يصطفُّ إلى جانب المرتزق أبي العباس في هذا الصراع التنظيمُ الناصريُّ وما يسمى بكتائب حسم، مَا أَدَّى إلى تعرض قائد ما يُدعى باللواء 35 مدرع المنتمي للتنظيم الناصري، العميد عدنان الحمادي، لمحاولة اغتيال في ذات الشهر، وأشارت الأدلة إلى تورُّط حزب الإصلاح فيها.

*صدى المسيرة

You might also like