كل ما يجري من حولك

ترجمة| اليمن منسيٌ تماماً.. يجب العودة لطاولة المفاوضات

402

متابعات | ترجمة: نشوى الرازحي| المراسل نت:

لا يذهب 2 مليون طفل في البلد الفقير إلى المدارس لأن الذهاب إلى المدارس أصبح خطيرا ولأنه توجب عليهم العمل.

 

رودي تارندن*|صحيفة “ميتل بايريشيه” الألمانية:

 

هل يعقل أن بلد بالكامل قد نُسي تماما؟ يبدو الأمر كذلك! فنظرا إلى كثرة الصراعات والأزمات في العالم لا تنقل وسائل الإعلام أي أخبار عن اليمن إلا نادرا. منذ عامين وأفقر بلد في الشرق الأوسط غارق في الفوضى والبؤس. يعاني ما يقرب من نصف مليون طفل هناك من سوء التغذية الحاد- إنها مأساة تحدث بعيدا عن الرأي العام العالمي.

 

انقسم البلد المطل على البحر الأحمر بصورة فعلية في هذه الحرب الأهلية. ويتكرر الحديث عن حرب بالوكالة بين الحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من قبل المملكة العربية السعودية والشيعة المتمردون عليها. وبدون البحث الجاد عن حل سياسي، ستصبح البلد مهددة بتحولها إلى دولة فاشلة. جماعات إرهابية، مثل القاعدة وداعش، تقوت شوكتهم في ظل هذا الفراغ.

 

التفجيرات وانعدام الأمن والأزمة الاقتصادية، كل ذلك أثر وبشدة على التماسك الاجتماعي للبلد. ولأن التجارة الدولية قد توقفت تقريبا، لم تعد المواد الغذائية تصل إلى اليمن. وفي هذه الأثناء، يعيش كل اثنين من السكان بأقل من دولارين في اليوم. ولم يعد أمام الكثيرين من خيار سوى الاقتراض لشراء قوت أطفالهم أو أنهم مضطرون لترك بعض من وجبات الطعام. ولأن الوضع أصبح خطيرا، بل وأصبح من الواجب على الأطفال أن يعملوا، لم يعد يذهب حوالي 2 مليون طفل في اليمن إلى المدارس. وبفعل اليأس والقنوط، سمحت كثير من العائلات بتجنيد الأولاد صغار السن وتزويج الفتيات الصغيرات على أمل أن يحصلن على معيشة أفضل.

 

قالت خولة، التي نُقل طفلها محمد ابن العام الواحد إلى المستشفى في صنعاء بسبب سوء التغذية الحاد: “قبل الحرب، كان زوجي موظفا ويحصل على ما يكفي من المال. وعندما بدأت المعارك وانهار كل شيء حاولنا زراعة الخضار في مزرعتنا. ولكن ذلك كان أمرا صعبا. والآن ليس لدينا شيء”.

 

وبالنسبة للأطفال أمثال محمد، أصبح خطر موتهم عشرة أضعاف غيرهم من الأطفال، لأن جهازهم المناعي أصبح ضعيفا ولم يعد لديهم مقاومة ضد الأمراض –  التي يتعرضون لها على سبيل المثال بسبب المياه الملوثة. كما أنهم سيصابون بأضرار دائمة في النمو البدني والعقلي بشكل عام.

 

تناشد اليونيسيف وبشدة أطراف النزاع والمجتمع الدولي فعل ما من شأنه الحيلولة دون وقوع مجاعة في اليمن وإمداد المواطنين بالمواد الغذائية الأساسية. وهناك حاجة ماسة لمزيد من الموارد.

 

وفي نفس الوقت، يجب على طرفي النزاع العودة إلى طاولة المفاوضات. وسيكون ذلك بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة إذا ما اتفقت كل الأطراف على وقف الهجمات على البنية التحتية المدنية مثل إمدادات المياه والمدارس وعدم تجنيد المزيد من الأطفال. فالمساعدات الإنسانية الدولية ليست بالبديل عن إيجاد حل للصراع وإنما رسالة للشعب بأن العالم غير مبال بأطفال اليمن.

 

* المتحدث باسم منظمة اليونيسيف فرع ألمانيا.

You might also like