كل ما يجري من حولك

باكستان توافق على إرسال 5 آلاف جندي إلى الحدود السعودية اليمنية

545

متابعات | تقارير | البديل المصرية

تعمل الرياض بكافة الطرق على إقحام باكستان في الحرب ضد اليمن مقابل بعض الإغراءات الاقتصادية والعسكرية.

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مسؤول باكستاني أن إسلام أباد وافقت على إرسال قوة عسكرية مكونة من 5 آلاف جندي إلى الحدود السعودية اليمنية، لحماية المملكة، وأضاف المسؤول أن القوة التي سيتم إرسالها ستكون غير القوات التي ستشارك بها باكستان في قوات التحالف الإسلامي، ونقلت “وول ستريت جورنال” عن دبلوماسي غربي، أن السعوديين يعيشون في خوف من ما أسماه التوسع الإيراني، وحين أدركوا أنهم لا يستطيعون الاعتماد على الولايات المتحدة، تحولوا إلى حلفاء يمتلكون جيوشًا.

في السياق ذاته، ذكرت وسائل الإعلام الباكستانية نقلا عن مسؤولين باكستانيين رفيعي المستوى من الحكومة الباكستانية، أن الجنود الباكستانيين سينشرون في الحدود الجنوبية للسعودية مع اليمن، فضلًا عن الـ1200 جندي من الجيش الباكستاني الموجودين حاليًا في السعودية، ويساعدون على تدريب رجال الجيش السعودي.

واعتبر بعض المحللين هذه الخطوة الباكستانية بمثابة تخلٍ عن مبدأ التوازن الإقليمي الذي تنتهجه باكستان ، كما أنه مُخالف لقرار البرلمان الباكستاني الذي اتخذه في عام 2014، ويلزم الحكومة باتخاذ موقف محايد في حرب اليمن، بعد أن أعلنت الرياض افتراضيًا أن إسلام أباد هي جزء من التحالف الذي تقوده لإعادة تمكين هادي.

اتخذت المملكة خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من الإجراءات والخطوات للتقرب من إسلام أباد، وظهرت في مشاركة قوات سعودية في عرض عسكري أقامته باكستان في مارس الماضي، في العاصمة إسلام أباد بمناسبة اليوم الوطني للبلاد، حيث ظهرت القوات السعودية جنبًا إلى جنب مع القوات الباكستانية لتكون هذه المناسبة الأولى التي  تشارك فيها قوات من خارج البلاد في عرض عسكري وطني.

خطوة أخرى مفاجئة ولافتة للاهتمام اتخذتها المملكة السعودية بموافقة باكستانية، وهي تعيين الجنرال الباكستاني المتقاعد رحيل شريف، لقيادة “التحالف العسكري الإسلامي” الذي تقوده السعودية والمؤلف من 39 دولة، ورأى محللون أن موافقة باكستان جاءت محاولة لإرضاء المملكة بعد أن أدت عدم مشاركتها في العدوان على اليمن إلى برود في علاقاتها مع السعودية، فتولي شريف، المنصب الجديد من شأنه أن يعطي الفرصة للدبلوماسية العسكرية الباكستانية لإعادة بناء ودفع العلاقات مع دول الخليج ، لكن في الوقت نفسه فإن هذه الخطوة دليل على تغير استراتيجية إسلام أباد وابتعادها عن سياسية التوازن في علاقاتها مع السعودية وإيران وخضوعها للضغوط التي تمارسها عليها المملكة.

على الرغم من أن الجنرال شريف، أكد للقادة الإيرانيين أنه سيقبل المنصب شريطة ألا يكون التحالف معاديًا لإيران، وطالب أن يقوم بلعب دور دبلوماسي للحد من التوتر بين الرياض وطهران، فإن طهران أعربت عن تحفظها على هذه الخطوة، حيث قال السفير الإيراني لدى باكستان، مهدي هوناردوست، إن طهران أبلغت إسلام أباد رسميًا، بأن لديها ملاحظات حول موافقة الأخيرة على تعيين شريف في هذا المنصب، وأضاف السفير أن الحكومة الباكستانية وقبل منحها شهادة عدم الاعتراض لشريف بشأن توليه قيادة التحالف، قامت بإبلاغ إيران بالأمر، لكن هذا لا يعني موافقة طهران على القرار الباكستاني.

فيما انتقدت أحزاب سياسية باكستانية الحكومة التي سمحت لـ”شريف” بقيادة التحالف الذي تقوده السعودية، ورأت هذه الأحزاب تلك الخطوة بمثابة توريط لباكستان في ما أسمتها بالحرب الإيرانية – السعودية.

من جانب آخر، يبدو أن المملكة أدركت أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون قادرة وحدها على حماية قواتها من هجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية المتصاعدة في اليمن، خاصة بعد الانتكاسات التي لحقت بالقوات المشاركة في العدوان على اليمن، كما أن أمريكا تميل بكفتها نحو دعم القوات الإماراتية على حساب السعودية، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى اللجوء إلى القوات الباكستانية.

بالنظر إلى الأدلة السابقة التي تشير إلى محاولات سعودية لاستقطاب باكستان تجاه المملكة على حساب إيران، يأتي السؤال: هل ستتمكن باكستان من الوقوف أمام مغريات المملكة الاقتصادية والسياسية وتلاعبها بأوراق القوة التي تملكها الرياض على حساب إسلام أباد وعلى رأسها أزمة الأخيرة مع الهند؟ هل سيأتي الوقت الذي تحتاج فيه باكستان إلى الاختيار بين النقيضين، فإما التحالف مع السعودية على حساب خسارة إيران أو العكس؟.

You might also like