كل ما يجري من حولك

هكذا أنقذت الحرب على اليمن عمر البشير من حبل المشنقة!

420

متابعات |تقارير | المراسل نت

وجد الرئيس السوداني عمر البشير ضالته للخروج من الأزمات التي عصفت ببلاده سياسياً واقتصادياً والحصار الذي قادته الولايات المتحدة على السودان، وذلك من خلال ثلاث خطوات مترابطة، الأولى انخراطه بشكل كبير في الحرب على اليمن، والثانية انضمامه للمعسكر المعادي لإيران، والثالثة بالتقارب مع إسرائيل.

 

الرئيس السوداني كان ملاحقاً من قبل محكمة الجنايات الدولية ومطلوباً للمحاكمة بتهمة ارتكاب قواته جرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور بالسودان، ولذلك أمضى البشير عدة سنوات غير قادر على التنقل خارج البلاد، إلا أن الأمر تغير مع انخراطه في الحرب اليمن وبات يجري زيارات خارجية دون أن تطالب المحكمة الجنائية او الولايات المتحدة من الدول التي يقصدها تسليمه للعدالة كما جرت العادة. ولذلك يمكن القول أن الحرب على اليمن أنقذت البشير من “حبل المشنقة” الدولية.

 

إعلان الجيش السوداني لأول مرة، عن مقتل وإصابة 27 من جنوده وضباطه أمس الأربعاء في اليمن سلّط الضوء بشكل كبير على الدور السوداني في الحرب على اليمن.

 

وفي ظل الخلافات السعودية الإماراتية، رصد المراسل نت، تداولات الإعلام الإماراتي للتصعيد العسكري في ساحل اليمن الغربي والتي تضمنت تهميشاً للدور السعودي.

 

بحسب قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية في تقرير أمس الأربعاء، قالت إن عمليات “الرمح الذهبي” التي أطلقها التحالف للسيطرة على الساحل الغربي في اليمن تتولى فيها القوات الإماراتية والسودانية دوراً رئيسياً.

 

بحسب القناة أيضاً القوات السودانية في اليمن تشارك بمهام امنية وتدريبية وقتالية في اطار التحالف ودخلت منذ نحو اسبوع دخلت على خط المواجهات في معركة الساحل الغربي لليمن اذا اوكلت لها مهمة المشاركة البرية في استعادة السلسلة الجبلية ومواقع عسكرية شرق وشمال المخا.

 

قناة الجزيرة أيضاً أفردت مساحة كبيرة للمشاركة السودانية في اليمن ورصدها المراسل نت، واستضافت في برنامج اخباري أمس الأربعاء الدكتور عبدالعزيز بن صقر  رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الامنية بالرياض ورئيس مركز الخليج للأبحاث إلى جانب حسين حاج علي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم.

 

بن صقر كشف أن القوات السودانية في اليمن قوامها 10 آلاف مقاتل مشيراً إلى أن السودان ومصر الاردن مشاركة مع التحالف ولها مصلحة مذكراً السودان بوجود 2 مليون سوداني في الخليج. وعادة ما تستخدم دول الخليج ورقة العمالة في بلدانها للضغط على الدول الأخرى.

 

أما الدكتور السوداني حسين حاج علي حسن حاج علي في تعليقه على المشاركة الكبيرة للقوات السودانية في اليمن قال ان “السودان ادرك لابد من تطبيع علاقاته لأنه يواجه حصار امريكي واستوجب العمل مع الخليج وتطبيع علاقاته معها ليتمكن من تجاوز العقبات الخليجية”.

 

وأضاف أن السودان عندما تعاون في القتال ضد الحوثيين حقق نتائج مهمة منها فك الحصار المفروض عليه وتوقيع اتفاقية مع امريكا لمكافحة الإرهاب.

 

أما صحيفة “حريات” السودانية فقالت في تقرير أن سبب مسارعة نظام البشير للإعلان عن سقوط قتلى وجرحى من قوات في اليمن يعود لرغبته في ابتزاز دول التحالف والمطالبة بتعويضات، مشيرة إلى أن الجيش السعودي اعتاد على إخفاء خسائره في اليمن.

 

ونقلت الصحيفة عن سياسي سوداني قوله “ان القوات المسلحة السودانية درجت على اخفاء خسائرها ، أو في حال الاضطرار لإعلانها التقليل من حجمها ، ولكن اللافت في بيان أمس ، ورغم بعد مسرح العمليات باليمن ، الاقرار الفوري بالخسائر”.

 

وبحسب الصحيفة عزا المراقب السياسي ذلك لرغبة النظام السوداني الامتنان على مشغليه من دول الخليج ، ومن ثم المطالبة بدفع التعويضات ، وأضاف بان هذه التعويضات ، وبسبب فساد النظام البنيوي ، مشيراً إلى أنه لن يصل منها إلا الفتات الى أسر القتلى والى الجرحى .

 

ونقلت الصحيفة عن مركز (ستراتفورد) الاستخباري العالمي (Stratford Global Intelligence)، ان الهجوم البرى لتحالف عاصفة الحزم يستند بالأساس على القوات السودانية لما يتوقع من خسائر بشرية عالية وسط القوات المهاجمة .

 

وستراتفورد مركز بحوث واستشارات استراتيجية مُقرب من المخابرات الامريكية ومقره فى الولايات المتحدة الامريكية .

 

وبحسب الصحيفة كشف المركز في تقريره عن خطة حرب اليمن ان السعودية تريد نصراً حاسماً لن يتوفر لها إلا عن طريق التدخل بقوات برية ، ولكنها بالإضافة إلى معرفتها بتضاريس اليمن القاسية تعلم ايضاً التكلفة البشرية الباهظة للحرب البرية وخاصة في مثل ظروف اليمن ، لذا تفكر في بداية التدخل البري بقوات مشاة سودانية .

 

ومع تنامي دور السودان في الحرب على اليمن أصدر الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، مطلع يناير الماضي قرارا برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية التي تفرضها بلاده على السودان.

 

قبل إعلان رفع العقوبات بأيام  كشفة صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن المسؤولين الإسرائيليين قاموا بمحادثات طويلة وهامة مع الأمريكيين لإقناعهم برفع العقوبات عن السودان، مشيرة إلى أن زيارة توم شانون مساعد وزير الخارجية الأمريكي لإسرائيل في سبتمبر الماضي ولقائه بالمسؤولين الإسرائيليين تركزت النقاشات خلال اللقاء حول قضية رفع العقوبات عن السودان، وأصر الإسرائيليون على الأمريكيين أن يقدموا خطوةً لصالح الخرطوم التي قالوا إنها غيّرت اتجاهها نحو المحور السعودي الذي تصفه إسرائيل بأنه “المحور المعتدل” قبل أن ينتقل رئيس الحكومة الإسرائيلية لوصف تلك الدول بالحليفة في مواجهة إيران.

 

الوساطة الإسرائيلية فسّرتها الصحيفة الإسرائيلية بأنها مكافأة للنظام السوداني على لاتخاذه موقفاً معادياً لإيران ومنع تدفق الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية التي كانت تمر عبر السودان، وهي خطوات اتخاذها الرئيس البشير بالتزامن مع قراره بالانخراط في الحرب على اليمن.

 

قبل ذلك وفي مطلع العام 2016 ناقش مؤتمر الحوار الوطني في السودان ، مسألة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وأجرت لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار السوداني نقاشاً معلناً حول العلاقات السودانية مع إسرائيل، ونقلت وسائل إعلامية رسمية وحزبية في السودان آنذاك أن النقاش شهد تقديم 40 مداخلة من أعضاء المؤتمر وفي نهايته أيّدت الغالبية العظمى إقامة علاقات طبيعية بين السودان وإسرائيل.

 

بالمجمل حصل السودان على أموال الخليج وحظي بالقبول الأمريكي وخرج من الحصار والملاحقة الدولية نظير انخراطه في الحرب على اليمن وانضمامه للمعسكر الأمريكي.

You might also like