كل ما يجري من حولك

نِزاعُ القومِ الفاسدين

414

هنادي الصعيتري

  • ها هم دُعاة الشرعية الحمراء يقمعون في الرياض وعلى أعتاب أبوابها عامين متتاليين ودخولاً بالعام الثالث وما زالوا حبيسي تلك القصور التي أفقدتهم إنسانيتهم كما أفقدتهم ممتلكاتهم المملوكة وأموالهم المنهوبة والروح السلطوية وطنيتَهم.

ذهبوا ليستنجدوا من الجلاد على الضحية وانطلقوا في رسم الخطط وتأليف السيناريوهات السينمائية التي لا تمُــتُّ للواقع بصلة، وَشَرَعوا في تنفيذها بأيادٍ داخلية وأدواتٍ خارجية ما كان لها إلّا أن تكون في خندق الانكسار والهزيمة؛ لأنها ارتضت لنفسها أن تكون ذيلاً لرأس الحيّةِ السامةِ ومن تبِعَها من أعضائها..!!

وعلى أساسِ أنّهم أصحاب قضية مُحقّة وأصحاب مبادئ وقيم وطنية اضطرهم الوضعُ القائمُ للفِرار في جنح الظلام كالأنعام بل هم أضلُّ وأظلم وأحط قدراً ومنزلةً ومكانه، فطوالَ أمد العدوان جسّدوا بالفعل حقيقةَ مبادئهم التي يتغنون بها والمتمثِّلة في تأييدهم لانتهاكِ سيادةِ بلدهم برّاً وبحراً وجوّاً وقبولهم التام بالحصار المطبق على شعبهم ورضاهم المطلق باستباحة دمائهم دون النظر في كون المستهدف رجلاً أكان أم امرأةً وطفلاً وعجوزاً.

ولأنّهُ معلومٌ لدينا جميعاً بأن ما يدّعونه من الحرص على الاستقرار والأمن الوطنيين أمرٌ باطلٌ لا صحةَ لهُ، فقد حرصوا إعلامياً على الظهور بصورةٍ سليمة تعكس تعاضدهم وتوحدهم وقوتهم واجتماعهم على باطلهم!، إلّا أن الواقع الجلي يُعري ويفضح حقيقة ما يكتمون والله أخرج ما كانوا يحذرون من إفشائه والحديث عنه، إنما وجدناهم من وقتٍ لآخر يتناهشون فيما بينهم على ما جمعهم ظاهراً على طاولة المؤامرة وهو المال والسُّلطة، حيث يتبادلون الاتهامات اللاذعة ويتراشقون بالعبارات التي تُنبئ عن وجود فجوة عميقة في واقعهم وكان آخرها اتهام رئيس الحكومة التابعة للرياض خالد بحاح الفار/ هادي بعدم استحقاقه لما اسماها بـ “الشرعية”؛ كون من يمثّل الشرعية يكونُ أهلاً لها، مُعلّقاً على هذا بقوله: (إن الوضع في الجنوب متأزم وغير مطمئن وباعث على القلق وتسودهُ الكثيرُ من الاختلالات والإشكالات وما إلى ذلك بالرغم من أن تلك المناطق تحت سيطرتهم)، وعلى هذا نقول: (وشهد شاهدٌ من أهلها).

وهكذا يقضون أيامهم بنزاعاتٍ وصراعاتٍ تطرح على نفسها سؤالاً: إلى أين سيصل بهم الحال؟ هل حتى يقتتلوا أم حتى يتلاشوا جميعاً وتذهب ريحُهم الخبيث؟.

والعاقبةُ للمتقين.

You might also like