في سيئون وحضرموت عموماً لا يشتكي المسافرون كثيراً من مضايقات مناطقية، بل على العكس، يشيد العديد من المسافرين، ممن تحدثوا إلى “العربي”، بتعامل أبناء سيئون، لكن الشكاوى تأتي من عناء السفر ورحلته الطويلة التي تستغرق ما بين 19 و23 ساعة، عدا عن الإزدحام في المطار أو منفذ الوديعة بالنسبة للمسافرين براً.
نقاط تفتيش
يمر المسافرون عبر نقاط أمنية متعددة؛ فما بين مأرب حيث السيطرة للقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وما بين البيضاء وما يليها شمالاً حيث سيطرة “أنصار الله” وحلفائها، يتعرض المسافرون للتفتيش من قبل عناصر النقاط الأمنية، وخصوصاً النقطة الفاصلة بين سيطرة الطرفين في البيضاء، حيث يقوم “أنصار الله” بالتفتيش الدقيق للمركبات القادمة من مناطق سيطرة قوات هادي. الصحافي عادل عبد المغني، الذي اضطر قبل شهور لقطع تلك المسافة، يشير، في تصريح إلى “العربي”، إلى أن “للسفر عبر مطار سيئون صوراً متعددة من المعاناة، تبدأ بطول الرحلة التي تستمر لأكثر من 20 ساعة، ولا تنتهي عند النقاط الأمنية المتعددة والتوقف المستمر للتفتيش من قبل أطراف الصراع”.
غالبية الضحايا مرضى
ويتابع عبد المغني أنه “وبدلاً من أن يسلك المسافر الطريق الرئيس من صنعاء إلى مارب خلال 3 ساعات، كي يواصل الرحلة نحو سيئون، عليه أن يلتف بطريق طويلة عبر محافظتي ذمار والبيضاء للوصول إلى مأرب بعد نحو 10 ساعات من السفر، بينها طرق ترابية ملتوية، وهذا الإلتفاف بسبب أن الطريق التي تربط صنعاء بمأرب تحولت إلى ساحة حرب مفتوحة (إشارة لنهم)”. ويزيد عبد المغني أن “باصات النقل متهالكة وعرضة للتعطل والتوقف في أي وقت، فضلاً عن المخاطر الأمنية المحدقة على امتداد الرحلة وغيرها من المنغصات التي لا تعد ولا تحصى، وللأسف فإن غالبية ضحايا هذا السفر المرهق مرضى يتوجهون لتلقي العلاج خارج الوطن عبر خيار سفر مرهق ومؤلم للغاية”.
حضرموت… أبعد المحافظات
ومنذ بدء الحرب وما تبعها من تصعيد، أصبح منفذ الوديعة في حضرموت هو المنفذ البري الوحيد مع السعودية، الذي يتجه إليه مئات الآلاف من المغتربين والحجاج، وتحول إلى أحد أهم شواهد المأساة التي يعيشها المسافرون. وتعتبر حضرموت محافظة بعيدة عن المحافظات التي تتركز فيها الكثافة السكانية في اليمن، لكن “قهر” الحرب والحصار، كما يقول عنه أحد المسافرين، جعل الذهاب إلى الخارج يمر منها، ولا يسافر إلا مضطر قادر على تحمل عناء الرحلة وكلفتها المادية ومخاطرها الأمنية، أو مريض مُجبر على السفر للعلاج في الخارج.