كل ما يجري من حولك

مخطّط جديد .. هكذا “القاعدة” تنقذ السعودية من المستنقع اليمني

365

هل تنقذ "القاعدة" السعودية من المستنقع اليمني؟

 

متابعات| الوقت:

 ليست علاقة التكافل الميداني بين السعودية وتنظيم “القاعدة” طارئة على المشهد اليمني، إلا أن العدوان السعودي ظهّر هذه العلاقة بصورة واضحة حتى وثقت أحداث ميدانية خلال السنة الماضية بقتال الطرفين بشكل متوازٍ ومنسق في معارك عدة في صف التحالف السعودي ضد الجيش اليمني وأنصار الله.

من تعز إلى ميدي شمالاً، ومن مأرب إلى الجوف في شمال الشرق، وفي الجنوب، ومؤخراً بإنسحاب الإماراتيين من أبين توسع نفوذ القاعدة في تلك المنقطة بشكل يدفع نحو التساؤل حول الخطوة الإماراتية، كما أن التعاون بين القاعدة والسعودية جاء بأشكال متعددة إما مباشر أو بوساطة عبر حزب الإصلاح المتماهي مع القاعدة في اليمن، إذ الطرفان يؤديان أدواراً وظيفية في خدمة أجندةٍ سعودية.

ومع تقدم المعركة إلى ما آلت إليه اليوم من تطورات بصمود الشعب اليمني والجيش واللجان في ساحات القتال وإيقافهم لأي تقدم للقوى المهاجمة في كافة المحافظات لا بل استخدامهم لخيارات إستراتيجية حسّاسة باستخدام صواريخ بالستية ضربت العمق السعودي وتوغلهم داخل الحدود السعودية أمام وهن وضعف في الجهة المقابلة يبدو أن العلاقة السعودية مع القاعدة بدأت تأخذ منحنى توظيفي جديد يتخذ له أهدافاً قديمة مستجدة وبأشكال مدبرة ومرسومة مسبقاً.

فالتقارير والمعلومات تشير إلى أن السعودية تسعى من خلال دعم القاعدة في اليمن إلى تأطير تدخل أمريكي مبرر في اليمن بمواجهة مباشرة لحسر إنتشار القاعدة وتدمير نفوذها كواجهة للحملة التي يتم تدبيرها، فيما الهدف السعودي الأساس يكمن في تخليصها من مستنقع اليمن الذي غاصت فيه عميقاً وبات يستنزفها سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً، ويحرجها حقوقياً وإنسانياً..

وفي الإستدلال على ذلك يمكن أن نرى أن توسع القاعدة حاضراً وسابقاً ينحصر في المناطق المنضوية تحت النفوذ السعودي أو توابعها في الجنوب، فيما لا تمتلك القاعدة أي نفوذ ولم تقدر على التوسع في مناطق انتشار الجيش اليمني وأنصار الله والقوى الحليفة.

من جهة أخرى إن التراجع الإماراتي المفاجئ في أبين وبعض المناطق وتوسع القاعدة مكانها هو دليل آخر على المخطط الذي يحاك لليمن، بتدبير سعودي أمريكي إماراتي.

هنا نلفت إلى أن أمريكا المتخبطة اليوم بإدارة ترامب لم تبدي إستعداداً في خدمة المصالح السعودية خاصة والخليجية عامةً، إلا أن العداء الكبير الذي يكنّه ترامب لإيران واعتبار من يصمد اليوم من الشعب اليمني حليفاً لإيران من جهة وذهنية ترامب المصلحية المادية قد تدفع الأخير بدفع القيادة المتطرفة التي شكلها مع وصوله إلى دخول اليمن ولعب السيناريو الذي تعتقد السعودية أنها سينقذها مقابل تنازلات مادية وسياسية  هائلة قد تدفعها السعودية لأمريكا مقابل ذلك.

أمر آخر حساس يدفع نحو هكذا خيار هو الضربات اليمنية المتوالية للسعودية، من صواريخ بالستية وتدمير الفرقاطة البحرية إلى صد كل هجوم قامت بها قوات هادي والقاعدة في مختلف المناطق اليمنية، الشيء الذي يشعر السعودية بالتقهقر بعد كل هذه المدة من الحصار والتجويع والقصف العشوائي لليمن، ما يجعلها تذهب بعيداً في خياراتها للخلاص من الحرب على اليمن التي كانت تظنها نزهة عدة أسابيع في بدايتها. في المقابل لأمريكا مصلحة إستراتيجية كبرى في هذا الموضوع تدفعها للتجاوب مع السعودية، إذ تتمثل أولاً بسعيها نحو السيطرة على باب المندب والمنطقة البحرية هناك والتي تعتبر شرياناً حيوياً أساسياً ومؤثراً في الحركة التجارية العالمية فضلاً عن دوره الكبير في حرب السيطرة والنفوذ البحرية ككل، من جهة أخرى للكيان الإسرائيلي مصالح كبيرة هناك أيضاً أهمها في إريتريا التي تعتبر أكبر حاضنة جاسوسية وعسكرية للكيان في تلك المنطقة والتي تقابل الساحل الجنوبي الغربي لليمن وتطل على المضيق البحري نفسه معه هذا فضلاً عن العدد الكبير من الجزر اليمنية التي تقابل الشريط البحري اليمني وتعتبر مؤثرة هي الأخرى على غير صعيد، وبالطبع ترامب يبدو مستميتاً أمام المصلحة الإسرائيلية والدفاع عنها من جهة ومتشدداً جداً في وجه المحور المرتبط بإيران كما يصفه، أي أن سيفعل أي شيء جنوني من أفعاله ليحول دون انتصار أنصار الله وحلفائهم.

You might also like