كل ما يجري من حولك

لهذه الأسباب !! اكتفى “ترامب” باسماء هذه الدول السبع؟

496

متابعات :

في وقت لا زالت أصداء وترددات القرار الأمريكي الأخير بمنع دخول رعايا سبع دول إلى الأراضي الأمريكية تتفاعل، قدمت صحيفة “شبيغل” الألمانية تحقيقا يتناول السبب وراء قرار دونالد ترامب الأخير بمنع رعايا 7 دول من دخول الأراضي الأمريكية. وتساءلت الصحيفة  لماذا لم تتضمن اللائحة أسماء دول أخرى واكتفت بالدول السبعة التي ذكرها القرار.

وبناء على القرار يُمنع أتباع كل من إيران، ليبيا، سوريا، العراق، السودان، الصومال واليمن من دخول الأراضي الأمريكية، وقد شمل القرار اللاجئين أيضا من أتباع هذه الدول. هذا وقد برر الرئيس الأمريكي الجديد هذا القرار بأنه يريد المحافظة على بلاده في مقابل الأشرار، وقد تلا هذا القرار ردود أفعال واعتراضات شديدة في الداخل الأمريكي.

هذا وقد أكد ترامب، أن قراره إنما أتى لمواجهة الإرهاب مؤكداً أنه يجب تحاشي هجمات مشابهة لأحداث 11 أيلول الإرهابية، متناسيا أن العناصر الذين نفذوا تلك الهجمات كانوا جلهم سعوديين إضافة إلى عناصر من الإمارات، مصر ولبنان، وهي دول لم تُذكر بالقرار، وبالمقابل لم يكن هناك من الذين نفذوا الهجوم أي من أتباع الدول السبعة التي استهدفها القرار.

وهنا يطرح السؤال نفسه، ما الهدف من قرار ترامب هذا؟

“ترامب” وفريقه لم يجيبوا على هذا التساؤل بشكل واضح حتّى الساعة، كما لم يحددوا معيار انتخاب هذه الدول دون غيرها. واكتفى “شاين اسبايسر” المتحدث باسم البيت الأبيض بالقول أن هذه الدول كانت موضوعة ضمن الدول المصدرة للإرهاب في عهد “أوباما”.

وأضافت أسبوعية “شبيغل” في جزء آخر من تحقيقها أن الواقع هو أنه لم يحدث إلى الآن أن أحداً من أتباع هذه الدول التي ذكرها القرار قام بعمل إرهابي على الأراضي  الأمريكية،  لتخلص الأسبوعية الألمانيّة إلى أن هناك سببا ما وراء هذا القرار، أبعد من موضوع حماية أمريكا من الإرهاب. إذا فما القطبة الخفية في قرار “ترامب” الأخير؟

“ترامب” وخلال حملته الانتخابية أعلن تكرار ومرارا أنه سيسعى لإغلاق الحدود الأمريكية أمام  المهاجرين وخاصة للمسلمين ستُقفل الحدود كليا. إذا ومن خلال هذا القرار سيُظهر نفسه بمظهر من حقق وعده للأمريكيين وجعل أمريكا أكثر أمنا.

أما الأسباب التي منعت “ترامب” من إدراج أسماء بعض الدول الأخرى ضمن القرار فهي ترتبط بخاصية كل بلد على حدا. فباكستان مثلا البلد النووي، والذي يعج بالقاعدة وطالبان وأذرعهم إضافة إلى تنظيم داعش، ولأسباب تتعلق بكونها دولة نووية يمكن أن يتطور استفزازها إلى ردة فعل هم بغنى عنها.

أما السعودية، فما السبب الذي منع “ترامب” من إدراج اسمها على لائحة القرار؟ فعلى رغم أن 15 من أصل 19 مشارك في تنفيذ اعتداءات 11 أيلول هم سعويون، وعلى رغم الحاضنة الشعبية الواسعة للفكر التكفيري الداعشي والقاعدي، إلا أنه لا ذكر لها في  القرار. والسبب كما تشير بعد وسائل الإعلام الأمريكية نفسها، أن “ترامب” التاجر الشهير تربطه علاقات اقتصادية قوية بتلك البلد، ووفقا لتقرير لـ”واشنطن بوست” فقد أسس ترامب ثماني شركات في أغسطس/آب 2015 في  السعودية، وبعض هذه الشركات تحت إدارته المباشرة، وعند سؤال فريق ترامب عن حقيقة هذه الشركات لم تُقدم أية إجابات. كل ما تقدم يؤكد أن المصالح الاقتصادية الشخصية لترامب دخيلة في اتخاذ قراراته.

ومن جهة أخرى، يظهر أن ترامب لا يزال يعتبر السعودية من أهم حلفاء أمريكا في المنطقة، ومن مؤشرات ذلك الحديث الهاتفي الذي جمعه بالملك السعودي، حيث تم الاتفاق على تشكيل مناطق آمنة في الداخل السوري واليمني، كما أن ترامب يرى بالسعودية الشريك  الأقوى في المنطقة والذي يمكنه مقارعة النفوذ الإيراني الذي لا يطيقه ترامب.

كذلك يمكن الإشارة إلى المصالح الاقتصادية لترامب في كل من مصر وتركيا والامارات، حيث يملك الكثير من الشركات والأبراج في هذه الدول، مما يكبله أمام فكرة وضع اسم أي من هذه البلدان على لائحة هكذا قرار. إذا، وبالمختصر من الواضح أن “ترامب” التاجر تحول اليوم إلى الرئيس التاجر، الذي يريد تحقيق وعوده للداخل الأمريكي، دون المس بمصالحه الاقتصادية الشخصية.

You might also like