كل ما يجري من حولك

تظاهرةٌ ضد هادي في مدينة تعز: “كـفـى كذباً”

713
 
متابعات| العربي:
يزدادُ المشهدُ السياسيُّ والعسكري في تعز ضبابيةً، في ظل عدم عدم تحقق وعود الرئيس عبد ربه منصور هادي المتكررة ب”تحرير” المدينة كما في كل مرة، لم يكن الإعلان عن قرب موعد “تحرير” تعز، هذه المرة، إلا تكرارا ل”وعود كاذبة دأبت عليها الشرعية”. وعود يفسرها البعض بأنها تكتيكات عسكرية بهدف التغطية على تحركات في جبهات أخرى، ومسكنات تمنى بها تعز بين حين وآخر.
وشهد شارع جمال وسط مدينة تعز، اليوم السبت، وقفة تطالب “الشرعية” بالإيفاء بوعودها ب”تحرير” المدينة، وصرف الرواتب وَمعالجة ملف الجرحى، وحل موضوع دمج “المقاومة” بالجيش.
الوقفة التي أقيمت صباح اليوم جوار مكتب التربية، ندد المحتجون فيها ب”تخاذل الشرعية تجاه قضية تحرير المحافظة”، وعدم دعمها لأي من الألوية العسكرية بالأسلحة النوعية والكافية لاستكمال “التحرير”.
ورفع المحتجون عبارات تؤكد مطالبهم بـ”التحرير”، ورفضهم لاستثمار “معاناة أبناء تعز جراء الحرب على المحافظة بمفاوضات السياسات الدولية”، مطالبين “الحكومة الشرعية ورئيس الجمهورية بسرعة الوفاء بالوعود العرقوبية التي أطلقتها الحكومة منذ يوليو 2015”.
وأكد المنظمون للوقفة استمرار حملتهم حتى تنفيذ مطالبهم.
كما شدد البيان الذي ألقي في ختام الوقفة الإحتجاجية، على أن “ترك محافظة تعز في هذه المعركة الظالمة والوحشية يعد حماقة غير محسوبة، ويضع أكثر من سؤال وعلامة استفهام عن النوايا المبيتة تجاه محافظة تعز”.
وأضاف “لقد وجهنا رسائل عديدة مراًراً وتكرارا للسلطة الشرعية، لكننا في كل مرة لم نتلق منهم إلا وعوداً عرقوبية، الأمر الذي دعانا للإحتجاج والتصعيد”.
وتابع “نجدد مطلبنا من السلطة الشرعية الوفاء بالتزاماتها تجاه محافظة تعز، إبتداءً بتحرير المحافظة، وتفعيل مؤسسات الدولة، والإهتمام بأسر الشهداء، ومعالجة الجرحى، ودعم مشافي المدينة، وصرف رواتب الموظفين المدنيين، والعسكريين، وسرعة استكمال دمج المقاومة في الجيش الوطني”.
كما كشف بعض المنظمين للوقفة لـ”العربي” عن التخطيط لمسيرة راجلة من تعز إلى عدن “العاصمة المؤقتة للشرعية”، والتي يتواجد فيها الرئيس عبده ربه منصور هادي حاليا، تحت عنوان “مسيرة الحياة 2”.
الناشط الحقوقي وأحد المنظمين للوقفة، عبد الحليم الشميري، أوضح في حديثه لـ”العربي” الأهداف التي خرجوا من أجلها، قائلا “شباب تعز بعد وقفتهم الإحتجاجية اليوم، هم منتظرون ماهي الرسائل التي ستبعثها الشرعية، بخصوص المطالب التي خرجنا من أجلها وهي رواتب الموظفين في تعز، وتحرير ما تبقى من المحافظة”.
ويتابع “عامان من الوعود التي ظلت الشرعية تمني بها مدينة تعز، حيث أنها أكثر من مرة تقول أن هناك قرارات لبدء مرحلة حسم معركة تحرير تعز، وهي لم تكلف نفسها ولا عدد من وزراءها زيارة تعز منذ أن كسر الحصار عن تعز من منفذ الضباب الذي مضى على كسره أكثر من ستة أشهر ولم نر وزيرا واحدا زار تعز”.
وكشف أن “هناك تحضيرات قائمة على قدم وسائق لمسيرة راجلة اسمها مسيرة الحياة الثانية إلى عدن حيث يتواجد فخامة الرئيس عبده ربه منصور هادي، لمطالبته بتحرير محافظة تعز”.
وناشد “الشرعية سرعة التحرير حتى لا يزداد تجار الحروب في المحافظة، وتفرخ المليشيات فيها، حينها لن تستطيع التحرير، ولا تحرير ما بعد التحرير”.
أما الناشط الشبابي، عارف الفهيدي، وأحد المشاركين بالوقفة، فيقول في حديثه إلى “العربي” إن “من نزل اليوم إلى هنا هو مواطن كادح له اشهر بلا راتب، ولا يمتلك حتى قوت يومه، يموت جوعا وهو يستمع لوعود التحرير الكاذبة، من نزل اليوم هو طالب لا يجد حتى ثمن مواصلات لجامعته، ويعتاش على الوعود تلو الوعود، من نزل اليوم هو جريح لم يلاق عناية طبيه بالداخل، أو معاق لم يسافر لتلقي العلاج، ويتعالج بالوعود المقيحة، من نزل اليوم هو مواطن تدمرت بيته، ولم يعد له مسكن أو مأوى حتى يستمع فيه لوعودهم الكاذبة بسلام”.
بالمقابل يرى البعض أن “مثل هذه المظاهرات تعد شقا للصف وتقف ضد مشروع المقاومة في تعز وضرها أكثر من نفعها”.
الناشط الشبابي، والقيادي في “المقاومة” الشعبية، عامر الحميري، اعتبر في تصريحه لـ”العربي” أن “التظاهر ضد الشرعية جريمة، حتى لو كان لمطالبتها بسرعة تحرير تعز، فهي تعرف متى وكيف وأين تتخذ خطواتها وقراراتها، ومثل هذه الإحتجاجات لا تخدم تعز بقدر ما تضرها”.
وأضاف “المشكلة أن أبناء تعز لم يعودوا قادرين على التفريق بين ما يضر تعز وما ينفعها، والمفترض بقيادة المقاومة الشعبية، وقيادة السلطة المحلية، أن تقف ضد مثل هذه الأعمال التي تسيء لها ولمطالبها المشروعة، وتشق الصف، وتفرق ولا تجمع”.
You might also like