بي بي سي عربي تتساءل : هل تغير غارة صنعاء من مسار عمليات التحالف؟
متابعات../
– بعد نفيه الضلوع بأي شكل من الأشكال في الغارة الجوية التي استهدفت مجلس عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء وأدت إلى مقتل 140 مدنيا، وإصابة ما يزيد على 500 آخرين بجروح، عاد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وقال إنه سيحقق في الغارة وملابساتها.
وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية ” سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وسيسعى فريق التحقيق، للاستفادة من خبرات الجانب الأمريكي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات ،وسوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات، تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق”.
وكانت جماعة الحوثي المدعومة من قبل إيران، والتي تستهدفها عمليات التحالف بشكل أساسي منذ آذار/مارس من العام الماضي، قد ألقت بالمسؤولية عن الغارة على التحالف الذي تقوده السعودية، وقال موقع “سبأ نت” التابع للحوثيين “استشهد وأصيب العشرات من المواطنين جراء استهداف طيران العدوان السعودي الأميركي عصر اليوم، مراسم عزاء في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء التي يقام فيها عزاء والد وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان”.
لكن التحالف نفى مسؤوليته عن الغارات، مؤكدا أنه لم ينفذ عمليات عسكرية في مكان التفجير وأنه يجب النظر في “أسباب أخرى”.
وقد جاء بيان التحالف بالدعوة إلى تحقيق عاجل في الغارة بعد صدور ردود فعل أمريكية، تضمنت تحذيرا من أن واشنطن ستراجع وقد تقلص دعمها للتحالف بقيادة السعودية في اليمن.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايس إن ”التعاون الأمني الأمريكي مع السعودية ليس شيكا على بياض”. ، وأضاف برايس “في ضوء هذا الحادث وحوادث أخرى وقعت في الآونة الأخيرة بادرنا بمراجعة فورية لدعمنا الذي قُلص بشكل كبير بالفعل للتحالف الذي تقوده السعودية”.
وقال برايس “مستعدون لضبط دعمنا بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن”.
وكانت واشنطن قد قامت في أغسطس/آب الماضي، بسحب عدد كبير من خبرائها ضمن ما يعرف بخلية التخطيط المشترك، والتي كانت توفر الدعم الجوي لغارات التحالف في اليمن، واشار مراقبون في ذلك الوقت إلى أن واشنطن هدفت من تلك الخطوة، إلى النأي بنفسها عن أية اتهامات باستهداف المدنيين في اليمن، بعد تكرار الغارات الجوية للتحالف التي أوقعت الكثير من الضحايا في صفوفهم.
ويشير التراجع في موقف التحالف بعد الغارة الأخيرة، ودعوته لإجراء تحقيق عاجل إلى تزايد في الضغط الغربي وخاصة الأمريكي، من أجل وقف الغارات التي تستهدف المدنيين في اليمن، وكان بعض المحللين السعوديين قد قللوا بعد سحب واشنطن لخبرائها من خلية التخطيط المشترك في أغسطس/آب الماضي، من تأثير الخطوة على عمليات التحالف في اليمن وعلى العلاقات الأمريكية السعودية.
غير أن بعض المحللين الأمريكيين يرون أن الخطوات الأمريكية المتتالية بالنأي بالنفس عن عمليات التحالف في اليمن يعكس توجها سياسيا أمريكيا، خاصة من داخل الكونجرس الأمريكي يطالب بالحد من الدعم العسكري للسعودية ،وهم يرون أن الضغط المتواصل كفيل بتحجيم العمليات العسكرية للتحالف في اليمن وتقليل آثارها على المدنيين.
هل يمكن أن يكون وراء الغارة الأخيرة أطراف أخرى غير التحالف؟
لماذا عاد التحالف إلى الدعوة إلى تحقيق عاجل في الغارة بعد نفيه أية مسؤولية عنها؟
هل ترون أن الضغط الأمريكي وعدم الشعور بالرضا عن سير عمليات التحالف كفيل بتصحيح مسارها؟
وهل يمكن أن تؤدي الضغوط الأمريكية كما قال القائد الأمريكي نيد برايس إلى “التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن”؟