العراق يشيدُ بالمجلس السياسي الأعلى ويؤكد رفضَه القاطعَ للعدوان على اليمن
متابعات../
يواصل وفدُ الجمهورية اليمنية برئاسة عضو مجلس النواب يحيى بدرالدين الحوثي زياراته الخارجية في سياق حشد المواقف الخارجية لدعم الاتفاق الوطني وما تمخض عنه من تشكيلة المجلس السياسي الأعلى لإدارة البلاد ومواجهة العدوان، وفي المقابل لم تخفِ قوى العدوان انزعاجَها من هذه الزيارات.
والتقى وفد الجمهورية اليمنية، مساء أمس الأربعاء، بدولة رئيس الوزراء العراقي الدكتور/ حيدر العبادي في مقر رئاسة الوزراء وقد جرى خلال اللقاء مناقشة مجمل الوضع السياسي والإنساني والاقتصادي في اليمن.
وفي البدء نقل الوفد لدولة رئيس الوزراء تحيات وسلام رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ/ صالح الصماد وشُكر وامتنان الشعب اليمني للعراق على المواقف المساندة لخياراته.
وقد وضع الوفد دولة رئيس الوزراء أمام الواقع الذي يعيشه الشعب اليمني وما نتج عن العدوان من آثار كارثية ومعاناة إنسانية.
وعبر دولة رئيس الوزراء عن ترحيبه بالوفد باعتباره ممثلا عن اليمن وأكد على أن العراق قيادة وشعبا تساند مظلومية الشعب اليمني منذ البدء وترفض العدوان غير المبرر على اليمن.
كما أشار إلى أن العراق حاول في بدء العدوان وعبر الهلال الاحمر العراقي تقديم مساعدات طبية وإنسانية وغذائية للشعب اليمني إلا أنها وُضعت عراقيل حالت دون ذلك.
ووصف خطوة تشكيل المجلس السياسي الأعلى بأنها مهمة وموفقة وفي الاتجاه الصحيح وحث على المزيد من الخطوات الدستورية والقانونية التي تدعم التوافق الوطني وأشاد بخروج ملايين الشعب اليمني رغم الحرب والقصف، معتبراً أن ذلك الخروج الجماهيري الكبير قد غير المعادلة.
ونوه دولة رئيس الوزراء أن العراق ومن خلال مشاوراتها مع المجتمع الدولي كانت توضح أن الحرب على اليمن ستخلط الأوراق وأن الخطر الحقيقي ليس من اليمن وإنما من داعش والقاعدة.
وعبّر عن ارتياحه لما سمعه من عرض موجز وشامل للوضع في اليمن وقال لقد انتصرتم أخلاقياً واستمروا في الحوار السياسي وشرح مظلوميتكم وانصافكم من خلال النقاش والمشاورات والمفاوضات وتدعيم التوافق الوطني.
وفي الختام نقل تحياته الى القيادة السياسية في اليمن والى عموم الشعب اليمني الصابر والصامد وتمنى أن تنتهي هذه المأساة على الشعب اليمني وأن يحل السلام والأمن والاستقرار عموم المنطقة.
واستقبل وزيرُ الخارجية العراقي، الدكتور إبراهيم الجعفري، وفْـدَ أَنْصَار الله والقوى السياسية الذي يزورُ العاصمة العراقية بغداد، في إطار جولة تشمل عدداً من الدول العربية والإقليمية ودول أَمريكا اللاتينية.
وترأّس وفدَ أَنْصَار الله الأخ يحيى بدرالدين الحوثي، وبحضور رئيس وفد أَنْصَار الله المفاوض محمد عبدالسلام وأعضاء الوفد من أَنْصَار الله وحلفائهم.
وخلال اللقاء أكد الدكتور الجعفريّ، على ضرورة إيقاف نزيف الدم، وتبنّي حوار وطنيّ يُساهِم في إنهاء الحرب في اليمن، وعودة الأمن، والاستقرار، مُشيراً إلى أنَّ العراقَ دَوَّى بصوته في جامعة الدول العربيَّة، والأمم المتحدة، وكلِّ المحافل، والمُؤتمَرات الدوليَّة، ورفض رفضاً قاطعاً التدخل العسكريَّ في الساحة اليمنيَّة؛ لأنها ستـُساهِم في إراقة الدماء، وزعزعة الأمن المجتمعي، مُوضِحاً: أنَّ الدستورَ العراقيَّ يُؤكـِّد على عدم التدخُّل في الشؤون الداخليَّة للدول، كما لا يسمح بالتدخُّل في شُؤُونه الداخليَّة، مُجدِّداً مساندة العراق لليمن، ودعم الحوار وُصُولاً للحلول السلميَّة حفاظاً على مصالح الشعب اليمنيِّ الشقيق، مُنوِّهاً بأنَّ العراق يُساند كُلّ خطوة دستوريَّة، وقانونيَّة تحفظ وحدة الصفِّ اليمنيّ.
كما أشاد الدكتورُ الجعفري بتشكيل المجلس السياسي الأعلى خلال اللقاء الذي استعرض مُجمَلَ التطوُّرات السياسيَّة، والأمنيَّة على الساحة اليمنيَّة، والأوضاع الإنْسَانيَّة التي يعيشها اليمنيِّون، والجهود المبذولة من قبل القوى السياسيَّة لتحقيق خارطة طريق وطنيَّة تـُعيد الاستقرار وفقاً للدستور، والمعايير القانونيَّة، ونتائج المباحثات التي جرت في الكويت برعاية الأمم المُتحِدة والتي استمرَّت ثلاثة أشهر.
من جانبه نقل الوفدُ لوزير الخارجية العراقي تحيات الأُستاذ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى، وشُكْرَ الشعب اليمني بكافة مكوناته على الموقف العراقي الرافض للحرب منذ بدء العدوان في جامعة الدول العربية وغيرها من المحافل الدولية والمسيرات الشعبية التي انطلقت في العراق إثر اندلاع العدوان الغاشم على اليمن.
كما أشار رئيسُ وفد أَنْصَار الله بالمفاوضات محمد عبدالسلام إلى أن وزير الخارجية العراقي عبّر عن ترحيبه بالوفد القادم من الجمهورية اليمنية وتجديد موقف العراق الرافض للحرب على اليمن، مؤكداً أن نصيحتَهم كانت منذ البدء أن العدوانَ على اليمن سيكون خاسراً وأن الأزمة اليمنية يجبُ أن تُحَلُّ وفق الحوار السياسي اليمني اليمني.
واعتبر الجعفري أن الخطواتِ الأخيرةَ بتشكيل المجلس السياسي كانت صحيحة وموفّقة، وأنهم سيقفون إلى جانب الشعب اليمني، ونوه إلى أهميّة استمرار الخطوات في إطار العمل السياسي الوطني.