مليون ريال ثمن قتل تعز
محمد أنعم
فضائحُ ثمن تدمير تعز بدأت روائحُها النتنةُ تُزكِمُ الأنوفَ، وتعرّى معها مثقفو “الأجرة” وتسقط الأقنعة من وجوه أدعياء الوطنية والمدافعون عن (كرامة وعزة) تعز.
300 مليون ريال سعودي أَوْ 500 مليون هو إجمالي الثمن الذي استلمه الخونة مقابل تحويل مدينة تعز إلى مدينة أشباح وسفك دماء الأبرياء من أبناء اليمن عموماً.
صحيح.. العملاء والخونة رخيصون.. فها هم يبيعون كُلّ شيء.. الأمن.. الاستقرار.. الدماء وكل مقدس بثمن بخس.. وتظهر حقيقتهم للجميع أنهم بلا كرامة وليس لهم شرف ولا يمتلكون أيةُ قيمة للاعتزاز بالنفس.
تقف أمام المرء أقبح صور العمالة وهو يشاهد مدينة تعز اليوم وما لحق بها من قتل وتدمير مرعب وخراب مخيف.. ويتذكر ذلك الشخص الذي كان ينزف دمه وهو يردد (أنا مديون).. (أنا مديون)، أَوْ الأطفال وهم يجبرون على تمثيل أدوار حزينة بحثاً عن الماء والغذاء والدواء.. وغيرها من آلاف المشاهد التي تفطر القلب..
تستحضر ذاكرتك مشاهد حمود صوّرني وهو يمثل أدواراً بطولية بإتقان رهيب من أجل لهف المال المدنس للتحايل على الجرحى من المغرر بهم والمقاتلين في صفوف المرتزقة.. وتصدم أكثر عندما تجد أن ثمن كُلّ هذه الدماء والدمار 300 مليون ريال سعودي. تصوروا.. هؤلاء العملاء كم هم رخيصون.. ويستحقون أن نبصق في وجوههم..
لا أحد يستطيع أن يرد على خالد بحاح أَوْ يكذبه.. أجزم بذلك؛ لأن لديه وثائق تفضح بشاعة ووضاعة هؤلاء المرتزقة والخونة الذين باعوا تعز بمن فيها وما عليها..
300 مليون ريال سعودي هو المبلغ الذي قدمته السعودية أي دولة واحدة لمرتزقة تعز.. وعبث بهذا الملف حزب الإصلاح حسب بحاح والذي قال ساخراً “لم يعملوا ما يستحق من هذه المبالغ وأن هناك ضجة إعلامية في تعز والفعل قليل”.
اعترافُ خالد بحاح الأخير اغضب بشكل كبير عملاء السعودية حيث أنه وبعد ساعات من القنبلة التي فجّرها بحاح عبر قناة (بي بي سي) صمت كُلّ الخونة بما فيهم المثقفون (الأجرة) وأوعزوا الرد على سام الغباري المنتفخ من(الكبسة) حتى أخمص أذنيه ليتهم بحاح باللصوصية ونهب المال السعودي، وكأن (سام) منذ أن غادر ذمار جالساً يستغفر تحت ميزاب الكعبة، حيث كتب منشوراً في صفحته بالفيسبوك ذكر فيه أن السعودية سلّمت حكومة بحاح 500 مليون ريال سعودي كموازنة لحكومته “فسرقها” إضَافَة إلى 50 مليون ريال سعودي شهرياً مصروفات تشغيلية لحكومة الرياض.
وعلى الطريق تعمّد سام الغباري فضح محمد الشدادي وذكر أنه استلم 315 مليون ريال سعودي لجبهة عدن أبين، واستلم المبلغ وفر هاربا إلى القاهرة.
طبعاً كان حمود المخلافي قد ذكر في لقاء صحفي معه الأُسبُوع الماضي زعم فيه أن المرتزقة الذين يدمرون تعز لم يستلموا أية مبالغ منذ رمضان الماضي.. كما لم يقدم التجار ورجال الأعمال أي دعم مالي لهم..
كلام.. يا حمود صورني.. بكل وقاحة وبجاحة تقول هذه الاعترافات الخطيرة.. ولا ريال.. مابوش معك فلوس.. ولم يستلم اتباعك ولا فلس.. صدقت.. أنت من علمت المليشيات على مهاجمة وسرقت البيوت المواطنين والمحلات التجارية.. (محرر) تعز الذي فر إلى اسطنبول ها هو يعترف أن مليشيات الإخوَان لم يستلموا أي مبلغ مالي منذ رمضان الماضي.. وتصوروا البقية الباقية..
الحقيقة التي تتجلى هنا في وسط صراع العملاء هي أنه ليس لدى المرتزقة قضية وأنهم مجرد خونة ينفذون مؤامرة تستهدف اليمن وليس تعز فقط.. كُلّ شيء أَصْبَح واضحاً وبالأَرْقَـام وباتت أكاذيب (المقاولة) وشعاراتهم مفضوحة.
وما يحز بالنفس هو أن كُلّ تلك الأَمْوَال مجمعة لا تساوي قطرة دم سُفكت باطلاً في تعز ولا قصف قلعة القاهرة بتلك الوحشية.. ولا نتكلم عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والدمار الفظيع الذي لحق بالمدينة ونزوح مئات الآلاف من سكانها وترك منازلهم وصادر عيشهم.
هذا وما خفي أعظم!!