كل ما يجري من حولك

45 يوماً من الصبر والثبات

386

حميد عاصم*

*عضو الوفد الوطني، عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري

بعدَ 45 يوماً من المشاوَراتِ في الكويت ونحن نبحَثُ عن وقف العدوان الظالم على شعبنا وأرضنا، ونبحثُ عن رفع الحصار الجوي والبري والبحري المفروض من دول العدوان، ونبحثُ عن حلول جذرية للمشاكل والأزمات التي عصفت بالوطن، ونبحث عن حلول للحكم، وخاصة مؤسسة الرئاسة والحكومة.

45 يوماً ونحن نبحث عن مخرج عادل ونقدم الرؤى والتصورات والمقترحات التي من شأنها إنهاء الحرب الظالمة، ونقدم لتنازلات ونبرئ ذممنا أمام الله والمجتمع، ولم ننغلق على أنفسنا، بل إننا التقينا بكل من نعتقد أن لديه اهتماماً بالشأن اليمنى حتى مع الأعداء وألد الخصوم، وتجاوزنا كُلّ التعقيدات والعقبات من أجل اليمن.

45 يوماً ونحن نلتزمُ بكل ما يتم الاتفاق عليه سواء في الجلسات العامة أَوْ في الجلسات على مستوى رؤساء الوفود أَوْ في جلسات اللجان، واستطعنا بفضل الله وبالصبر والثبات تعريةَ المرتزقة وفضحهم أمام العالم.

وفي المقابل وخلال تلك الفترة وجدنا عدم التزام العدو السعودي وطيرانه بما تم الاتفاق عليه، واستمر في عدوانه وغاراته على اليمن، وارتكاب الجرائم في حق شعبنا ولم يلتزم بإيقاف العمليات بل لقد ازداد ضراوةً في الأيام الأخيرة وازداد الحصار على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً وازدادَت كميات الأسلحة والمعدات المرسلة للمرتزقة والعملاء الخونة.

وحاول المرتزقة الزحف في أغلب الجبهات ولم توقف محاولاتهم يوماً واحداً لمحاولة اختراق الجبهات والتقدم نحو تحقيق أهدافهم المشؤومة.

تلك الزحوفات التي تصدّى لها رجال الله من الجيش واللجان الشعبية والأحرار الشرفاء من أبناء اليمن قاطبة، وبمساندة شعبية منقطعة النظير وبصبر وثبات لم يشهده التأريخ من قبل في أَية معركة من المعارك، فعلى مدارِ سنة وشهرين وأسبوع وشعبنا وجيشنا ولجاننا يتصدى للمرتزقة والعملاء والقاعدة وداعش وتحالف أكثر من عشرين دولة، تلك الفترة الطويلة التي قاوم فيها شعبنا كُلّ أشكال الغطرسة، والحصار ودافع عن عرضه ووطنه وكرامته ودينه.

وها هي بشائر النصر الحاسم تلوح في الأُفق والعدوان لم يحقق شيئاً من أهدافه، ها هي الدول الداعمة للتحالف تبدأ تتبرّأ من آل سعود وتحملهم المسؤولية، ها هي ألمانيا تقرر عدم بيع أسلحة لآل سعود، وها هو وزيرُ خارجية بريطانيا يدلي بتصريحات ضد الفار هادي وحكومته، وها هي الأُمَم المتحدة تدرج السعودية ومن معها في القائمة السوداء عن قتل أطفال اليمن، وها هو الضابط الأردني المؤيد للمرتزقة يؤكد هزيمة التحالف.

وها هو وفدُ الرياض يقبع في غُرَفِه لا يستطيع المجارات؛ لأن حُجَجَه واهية واهية واهية.

+++++

رسالةٌ إلى العملاء والمرتزقة

علي السراجي

أَيُّها العُمَلاءُ وَالمرتزقة أُخرجوا إلى شوارع وحارات وَأَسْوَاق العاصمة وعواصم المحافظات وشاهدوا ما يذهلكم ويهزمكم فوق الهزيمة التي تلقيتموها في الجبهات على أيادي رجال الرجال.

اخرجوا إلى الأَسْوَاق وشاهدوا التكافل الاجتماعي في أنصع صوره، ولا تسألوا أنفسكم من أين لهم الأموال رغم الحصار؟؟؟؛ لأن معاييرهم في الحياة ليست كمعاييركم المادية والاسترزاقية.

فالقليل في وطنهم وبشرف خير وأبرك من الكثير من الارتزاق والعمالة وتدمير الأوطان، تباً لكم هل تفقهون هذا؟؟؟ لا أعتقد، إنكم قد انسلختم عن هذا الشعب فلم تعودوا تفهمونه أَوْ تدركونه.

هل تسمعونأيها المرتزقة والعملاء؟، المساجد تضج بالصلاة والابتهال إلى الله بهذه المناسبة العظيمة، كُلٌّ يمارس طقوسَه دون تعرض أَوْ أذية.

هل تشعرون بالسكينة والاستقرار؟؟ نعم إنها السكينة والاستقرار؛ لأنكم لم تعودوا هنا، لأنكم من كُنتُم تصنعون الفتن والصراعات والرعب والقتل والدمار.

اخرجوا إلى الحارات وشاهدوا الأطفال وهم يحتفلون في الأزقة بحرق الاطارات وبالألعاب النارية وهم سعداء يستقبلون شهر رمضان بفرح وسعادة لا مثيل لها.

ربما لا يملكون الألعاب الكبيرة والغالية التي يملكها أولادكم بعد بيعكم كرامتكم وكرامة وطنكم، ربما إنهم فقراء ولا يملكون قوتَ الغد كما أنتم أغنياء من دماء الأطفال الذين قتلتموهم، نعم إنهم فقراء لكنهم أغنياء بإخوانهم وجيرانهم ودعمهم لبعضهم البعض.

إنهم لا يخافون من طائراتكم وقنابلكم وصواريخكم، لكنهم يعرفون ويدركون أنكم عار على هذه البلد والأمة، وَأنكم قد جلبتم الويل والدمار للوطن، ولهذا هم عازمون ومصرون على أن لا يسمحوا لكم بسلبهم سعادتَهم وحياتهم، فاتّعظوا وعودوا إلى صوابكم وَرشدكم إن كان لكم صوابٌ أَوْ رشد!!!!

 هو الشعب اليمني الصامد منذ عام وَأربعة أشهر، يعيش حياته وقد تجاوزكم وتجاوز شرعيتكم المزعومة، يعيش حياته ومناسباته المتنوعة متناسين كُلّ الآلام والجراح التي أثخنتموه بها منذ توليكم وتحكمكم به وبمصادر رزقه، وَلا زلتم إلى اليوم تحاصرونه اقتصادياً وتمنعون عنه كُلّ شيء وتمارسون مهنتكم المفضلة وهي التعذيب لهذا الشعب العظيم والعزيز.

ورغم كُلّ ذلك فهو عازمٌ على الانتصار، ولهذا يسيرُ وهو صامد وصابر ومقاوم وكأنه يقول: القافلة اليمنية تسير والمرتزقة والعملاء والكلاب تنبح.

You might also like