ببساطة

مصطفى عامر

أن تقومَ مجموعةٌ من القردة بالاستيلاء على السلطة في الـيَـمَـن، فهذا الأَمْــر لا يعطي الحق للسعودية أَوْ لغير السعودية بالتدخل في شؤون الـيَـمَـن الداخلية.

هذا ليس رأيي، ولكنه خلاصة ما توصل إليه فقهاءُ العلاقات الدولية منذ أمدٍ بعيد، وحينما كانوا يتحدثون عن مبدأ السيادة فإنّهم كانوا يتحدثون عنه بكثيرٍ من الاحترام، وثمّة رأي فقهي واسع يقول بأنّ الدّول التي تملك أقماراً صناعية، أَوْ محطّات فضائية، لا تملك حق المرور الحر فوق الكرة الأرضية؛ لأن هذا المرور الحر سيتضمّن- حتماً- اعتداءاً على سيادة مجموعةٍ من الدّول.

عمليّاً لا يمكن تطبيق هذا الرأي، لكنّه نظريّاً موجود، وفيما لو استطاعت دولةٌ ما، مستقبلاً، أن تحمي مجالها الفضائي من المرور عليه، وحتى أقصى حدود المجرّة، فهي تملك المسوّغ القانوني الّذي يعطيها الحق بالقيام بمثل هذا الأمر.

تملك الدول وفقاً لنظريّة السّيادة أن تقوم بما تشاء داخل حدودها، وفي هذا الإطار تملك الدول الحقّ، كاملاً، في أن تقوم بعمل مناورات عسكريّة فوق أراضيها، ومثل هذا العمل لا يُعدّ إعلاناً منها للحرب.

وقبيل حرب أكتوبر ١٩٧٣م كانت مصر، ولمرّاتٍ كثيرة، تحشد قواتها على الجزء الغربي من القنال، وكان الكيان الصهيوني يتحفّز لخوض حرب، لكن حشد مصر لقواتها، مجرد الحشد، لم يكن إعلاناً للحرب؛ لأنها ببساطة كانت تحشد قواتها في النطاق الجغرافي الذي يدخل في إطار سيادتها.

كلّ ما قلته أعلاه بديهيات، وفعلاً أشعر بالضيق كلّما اضطررت لتوضيح ما هو بديهي وواضح.

إذن، قيام الحوثي أَوْ غير الحوثي بمناورات على الحدود لا يعطي السعودية الحق بأن تعلن الحرب، بنفس القدر الذي لا أحد بإمْكَانه إعلان الحرب على السعودية لأنها قامت بمناورات رعد الشمال.

أن يكونَ الحوثي جماعة أَوْ دولة، أن يكونَ من حقه القيام بفعل مناورات أم لا وفقاً للقانون الداخلي.. يبقى مثلُ هذا النقاش أمراً داخليّاً بحتاً، ولا شأن للسعودية أَوْ لغير السعودية بهذا النّقاش.

بعد كُلّ ما قيل أعلاه فَإن الإجابة على الأسئلة أدناه سوف تصبح بالغة السهولة:

ما هو توصيف ما قامت به السعودية؟

الإجابة: عُـدْوَان.

من الذي استدعى هذا العُـدْوَان؟

الإجابة: مَن يقفون مع السعودية منذُ البداية.

ما هو توصيفُ من يجلبون العُـدْوَان على بلدهم؟

الإجابة: خونة.

ما هي عقوبة الخائن؟

الإجابة: يمكنك مراجَعة قانون العقوبات يا عزيزي.