لماذا استُهدفت مزارع الدواجن؟

متابعات../

على الرغم من أَن اليَمَن يعتمدُ على 90% من احتياجاته الأَسَـاسية والكمالية من مصادرَ خارجيةٍ إلّا أَن استيرادَ بيض هندي عام 2008م أثار موجةَ استياء عام في أَوْسَـاط العديد من الشرائح الانتاجيّة الذين اعترَضَ على هذا النوع من الواردات أَوْ اعتبروها ظاهرةً خطيرةً تتهدد مستقبل الانتاج المحلي من البيض.

بعد ذلك بعام فقط أعلنت وزارة الزراعة والري ارتفاع انتاج اليَمَن من البيض إلَى مليار بيضة سنوياً من مختلف مزارع الدواجن باليَمَن، وأوضحت الوزارة أَن الثروة الحيوانية تعتبر شق أَسَـاسي إلَى جانب الثروة الزراعية وأن اليَمَن قطعت شوطاً كبير في تربية الدواجن حيث يغطي الانتاج المحلي من البيض المحلي السوق، وطالبت الوزارة الجهات المعنية بعدم دخول منتجات البيض الخارجية.

إلى جانب البيض نجحت اليَمَن التي لا تزالُ تستوردُ الدواجن اللاحم من البرازيل وفرنسا بكميات تجارية بتغطية السوق المحلي من الدجاج اللاحم بنسبة 70% خلال السنوات الماضية واقتربت خلال العامين الماضيين من القضاء على فجوة الاستيراد بالإنتاج المحلي لتوفير الآلاف من فرص العمل والحدّ من الاستيراد الخارجي، وكادت اليَمَن أَن تتحوّلَ لأول مرة من بلد مستورد إلَى بلد مصدر، إلّا أَن دولة العدو السعودي التي واجهت قبلَ عامَين أزمةً خانقة في الدجاج اللاحم أثار موجة استياء وسط المجتمع السعودي تربّصت بهذا القطاع الهام وحوّلته طيلة عام إلَى أَهْـدَافٍ عسكرية لطائراتها، وعلى مدى عام من العُـدْوَان استهدفت أَكْـثَـرَ من 150 مزرعةً للدواجن اللاحم في مختلف المحافظات بصورة مباشرة وممنهجة حتى تضمن تدمير نمو هذا القطاع واعادته إلَى نقطة الصفر.

 قطاع منتجي الدواجن في الاتحاد العام للغُرَف الصناعية والتجارية اعتبر استهداف القطاع من قبل طيران العُـدْوَان السعودي ينُمُّ عن حقد دفين، وأشار إلَى أَن استهداف هذا القطاع يعد استهدافاً للأمن الغذائي؛ كَوْنَ استهلاك اليَمَن من الدجاج اللاحم أَوْ “اللحوم البيضاء” يحتل المرتبة الأوْلَـى في معدل الاستهلاك العام قبل لحوم الأسماك أَوْ اللحوم الحمراء.

 ووفق إحصائية رسمية فإن معدل الاستهلاك للحوم البيضاء يبلغ 265 أَلفَ طن سنوياً، ووفقاً للبيانات الإحصائية الرسمية فقد انتجت بلادنا من مزارعها المنتشرة في كافة المحافظات العام قبل الماضي 173 ألفاً و621 طناً بقيمة 109 مليارات و148 مليون ريال، في حين تبلع واردات بلادنا سنوياً من البرازيل وفرنسا والأردن ودول أُخْـرَى من لحوم الدواجن بقيمة 44 ملياراً و441 مليون ريال.

الاستهدافُ الممنهج لهذا القطاع الحيوي والهام تسبّب بتراجع المعروض في السوق واتساع الفجوة بين الانتاج والاستيراد لصالح الأَخيْرَة، وكما تشيرُ منظمةُ الزراعة والأغذية “الفاو” بصنعاءَ في آخر تقاريرِها فإن قطاع إنتاج الدواجن تعرّض لانتكاسة خطيرة منذ مارس 2015م؛ بسبّب الاستهداف المباشر من قبل طيران العُـدْوَان لمزارع الدواجن التي تعد أَحَـد مكونات الأَمْـن الغذائي اليَمَني.

 وأفادت الفاو بأن انتاج هذا القطاع انخفض بنسبة 60% في مناطق الصراعات وانخفاض بنحو 25% في مناطق أُخْـرَى نظراً لزيادة أَسْـعَـار المدخلات وغياب الطاقة الكهربائية وشُحَّة الوقود والضغوط الاقتصادية الأُخْـرَى التي انعكست سلباً على إنتاج الدواجن.