كل ما يجري من حولك

طيران اليمن مكسور الجناحات!!

424

متابعات/ خاص

في مختلف دول العالم تحوّلت شركاتُ الطيران من شركات محلية إلَى دولية وارتفعت رؤوسُ أَمْوَالها من الملايين إلَى المليارات، ولكن شركة طيران اليَمَنية المسيطر عليها من قبَل السعودية بموجب شراكة يكتنفها الغموض حتى الآن تتراجع جودة خدماتها وأسطولها الجوي، فاليَمَنية الشركة الوحيدة في المنطقة التي تعتمد على استئجار طائرات من شركات دولية، فمثلاً في عام 1956م كانت الخطوط الجوية اليَمَنية تقوم برحلات يومية إلَى تعز وصنعاء والحديدة، ومحطات إقليمية مثل جيبوتي وأسمرا. وبعد شراء أَرْبَــع طائرات من نوع داكوتا، وأضافت رحلات داخلية إضافية إلَى كُلٍّ من البيضاء، وعبس، والجوف، ومأرب، وكمران.

كما عزّزت اسطولها عام 196 بطائرتين أُخريين من نوع دي سي 6 مع ودشّنت رحلة مباشرة بين صنعاء والقاهرة، وفي العام 1973 بدأت مرحلة جدية من التطور، تمثل في استئجار الشركة من الخطوط الجوية البريطانية طائرتي من طراز بوينج 727. وبعد انتهاء عقد الإيجار لهاتين الطائرتين، استأجرت الشركة ثلاث طائرات بوينج 727 من الخطوط الجوية العالمية لتسيير خطوط دولية حيث تم دعم شبكة العمل بمحطتين هما أثينا وروما. وبحلول نهاية العام 1976 استطاعت الخطوط الجوية اليَمَنية أن تعزز أسطولها بطائرة من طراز بوينج 737-200 .

ومع نمو نشاط الشركة دخلت السعودية في يوليو من العام 1978، كشريك رسمي في الشركة وتم تغيير اسم الشركة إلَى اليَمَنية (الخطوط الجوية اليَمَنية)، وذلك خلال قيام شراكة تساهمية بين اليَمَن وحكومة المملكة العربية السعودية؛ بحيث يكون نصيب اليَمَن فيها 51% مقابل 49% للسعودية، ويشرف على أنشطة الشركة مجلس إدارة يمني – سعودي مشترك، وعلى الرغم من نشاط رحلات الشركة خارجية وتعزيز اسطولها أواخر العام 1979 بأَرْبَــع طائرات جديدة من طراز بوينج 727-200، كما تسلمت في عام 1980 تسلمت طائرتان من طراز داش 7. ولذلك غطت رحلات اليَمَنية منذ تلك الآونة ما يقرب من 23 محطة تشمل 3 قارات: آسيا، وافريقيا، وأوروبا، إلَّا أنها حالياً مدمرة تَمَاماً ولا تمتلك سوى عدة طائرات متهالكة وطائرات مستأجرة.

 والغريب في الأمر أنه وفي عام 1990 بعد تحقيق الوحدة تم دمج شركة دي واي (الخطوط اليَمَنية الجنوبية سابقاً) مع الخطوط اليَمَنية (اليَمَن الشمالي سابقاً) في 15 مايو 1996 والذي أثمر في تعزيز أسطول شركة اليَمَنية الجديدة بطائرتي من طراز بوينج 737 –100 واثنتان من طراز داش7، وقد امتدت خدماتها داخلياً ودولياً ولكن ظلت نسبة السعودية في الشركة ثابته رغم الاندماج.

والغريب في الأمر أَن شراكة آل سعودي التي احتكرت كُلّ شيء حتى اجواء اليَمَن باتت محتكرة فلا يمكن لأي طيران جديد أَن يدخل إلَّا بعد موافقتها، ولذلك تجاوزت الشراكة التي مدد لها عام 2002 السيادة، فـ 11 شركة طيران خَـاصَّــة تقدمت بطلب الحصول على تراخيص فوقفت السعودية حجرة عثرة أمام الاستثمار المحلي في النقل الجوي، وعلاوة على ذلك عمدت إلَى تدمير شركة اليَمَنية تدميراً ممنهجاً، فالشركة الأولى العاملة في النقل الجوي مديونة حتى الآن وجناحاتها مكسرة بفعل الشراكة مع عدو أرعن يعمل على تدمير اليَمَن والنيل من مصالحه بشتى الطرق.

 وما يثير التساؤل أَن شركة الخدمات الأَرْضية في المطارات تابعة لليَمَنية وبالشراكة مع السعودية كما سمح قبل عدة سنوات بإنْشَـاء شركة السعيدة للنقل الداخلي، وكانت النتيجة أَن السعودية شريكٌ أَسَــاسي فيها والقرار يعود لها في مجلس إدارتها، وقبل أَن تقلع الشركة التي عملت لسنوات بطائرات قديمة تم استئجارها من شركات فرنسية بمبالغ زهيدة وأضيفت مبالغ مالية كبيرة فوق ذلك لأناس محدودين في الشركة حتى لا يقوم لها قائمة.

You might also like