رئيس اللجنة الثورية العليا يستقبل مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر
وفي اللقاء عبر رئيس اللجنة الثورية العليا عن أمله في أن تحافظ المنظمة الدولية للصليب الأحمر على رصيدها المجتمعي في خدمة اليمن والذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي وهو دور كبير كان ولا زال التعويل عليه في تفعيل كل الطاقات والخدمات التي تقدمها اللجنة تحت كل الظروف في أنحاء العالم لمواجهة الوضع المأساوي الذي وصلت إليه اليمن نتيجة العدوان والحصار وعدوان من نوع جديد تمثل بأساليب الضغط المختلفة التي مورست على المنظمات الإنسانية والخدمية والطبية من أجل مغادرة اليمن أو توقيف خدماتها منذ أول أيام العدوان وأثناء الاعداد له.
وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا أن الدور الأمريكي في هذا العدوان لم يعد خافيا على المنظمات الإنسانية الدولية وتأثير أمريكا السلبي على مسارات الحلول والتفاوض وإعاقتها بشكل دائم واستهداف الغارات والقصف والأعمال الإرهابية المدعومة امريكيا للمدنيين والمنشآت المدنية والخدمية وهي السياسة الأمريكية في إدارة الحروب والصراعات منذ إلقاء القنابل الذرية في اليابان مرورا بحروب فيتنام ووصولا إلى اليمن بغرض ترجيح كفة الحرب لصالحها.
وقال ” لقد فشل المجتمع الدولي ومنظماته والأمم المتحدة في أن يكونوا مساندين للحقوق الإنسانية والمدنية للشعب اليمني التي تكفلها الشرعية الدولية لحقوق الانسان والمواثيق والمعاهدات في هذا الجانب حتى أن الشحنات الدوائية التي تستجلبها الأمم المتحدة تأتي مخصصة لصيدلية بعثتها “.
وأضاف ” إن تفاقم الفشل للمنظمات والدور الحيوي الذي يبنى عليه في الضغط من أجل الحقوق الانسانية الأساسية، خلق وضعا إنسانيا مأساويا في اليمن حتى بلغ بحسب احصائيات المنظمات الدولية إلى تقدير أن 21 مليون مواطن بحاجة ماسة لمساعدات عاجلة كما أن امتلاك العدوان لآلة إعلامية يستطيعون من خلالها تضليل وتزوير الواقع وشراء بعض الوسائل الإعلامية العالمية بالأموال فالعصا الأمريكية والمال السعودي هو من يقف حجر عثرة أمام فهم العالم لما يجري في اليمن” .
وتابع رئيس اللجنة الثورية العليا ” لقد وصلت حالة المعاناة إلى درجة يصعب أن يتحملها أي شعب آخر ، فالشعب اليمني يعاني القصف المستمر واستجلاب المرتزقة من الجنجويد وفتح مناطق حروب برية وحصار حتى من الأدوية ومتطلبات الصحة العامة والغذاء”.
وأكد أن عدم ضغط المنظمات الدولية على المجتمع الدولي وكشف حقيقة العدوان على اليمن أنتج هذا الوضع وأتاح لأمريكا أن تقتل الشعب اليمني ولأدواتها أن تستهدف كل شيء في اليمن وتستخدم كافة الأسلحة المدمرة والمحرمة في كل مكان دون تمييز ويقتل المدنيين والإعلاميين والقضاة والأطفال والنساء والمرضى وتقصف الأسواق والطرق وخزانات المياه ومستشفيات لمنظمات دولية كأطباء بلا حدود ومخازن الغذاء والمصالح والمنافع الخاصة بالفقراء بالصواريخ الموجهة وطائرات الـ (إف 16 ).
ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى التجارب السابقة للصليب الأحمر في اليمن والتجارب الخاصة أثناء النزاع المدار خارجيا كقضية دماج التي شارك الصليب الأحمر في مساعدة المتضررين منها واكتشافه لحقيقة الموجه الإعلامية والشائعات عن قتل الأطفال والنساء فيما كانت بعثة الصليب الأحمر في صعدة تداوي الجرحى من المقاتلين الأجانب وتنقل جثث القتلى منهم.
كما أكد أن الجميع في اليمن ينظر إلى المنظمات التي تعمل من أجل اليمن واليمنيين بالفخر والاعتزاز ويعمل على تشجيعها .. مبينا أن اللجنة الثورية والقيادة تعمل ما بوسعها من أجل ضمان سلامة البعثات والذي يرى عدم توفير حماية من أي نوع في مثل هذه الظروف يستوجب تكامل الجهود والتنسيق والبحث في الآليات البديلة والكفيلة بعدم تعرضهم لأي سوء.
وأشار إلى حادث اختطاف إحدى موظفات البعثة في اليمن في ديسمبر الماضي .. وقال ” أنتم تعرفون أن قوى تحالف العدوان وراء اختطاف وتعرض موظفيكم للأذى في اليمن وأن الخطف وهذه الأعمال ليست من أخلاقنا ولا من سلوكنا وتعاملنا معكم ليس جديدا ونحن نتابع المختطفين ومحاولة الإفراج عن الموظفة بشكل دائم، وبين اختطاف موظفتكم واختطاف اليمن بالقصف والدمار يبقى العدو واحد “.
وجدد رئيس اللجنة الثورية العليا المطالبة للمنظمة الدولية للصليب الأحمر وكل المنظمات الدولية أن تكون عند مستوى المسئولية الإنسانية وأن تسمع صوتها للعالم في المحافل الدولية من أجل إيقاف العدوان على اليمن ورفع الحصار ووقف دعم الجماعات الارهابية وتسليم مناطق يمنية لها لما لذلك من عواقب وخيمة معروفة.
وأعرب عن أمله في أن تكون جهود الصليب الأحمر بحجم معاناة الشعب اليمني وأن تعمل اللجنة الدولية على رفع مستوى الدعم وتسهم بشكل عاجل في حل مشكلات احتياج الماء في العاصمة صنعاء خاصة بعد استهداف العدوان لأبار وخزانات المياه وكذا مشكلة الكهرباء في المناطق الساحلية ومحافظة الحديدة التي يموت المرضى جراء الحر الشديد نتيجة استمرار الحصار على مادة المازوت التي تستخدم حصرا في تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية.
وقال ” من حق الانسان اليمني أن يعيش ويشرب الماء ومن حقه عليكم أن تدينوا على الأقل هذا الاستهداف الممنهج لسبل الحياة والمصالح الفضلى المبقية على الحياة وحياة الفئات الفقيرة والأشد فقرا، ونحن حريصون على أن يستمر العمل الإنساني في اليمن محايدا دون أن يقع في فخاخ الإرهاب أو التخويف المصطنع الذي تنتهجه دول العدوان لحصار اليمن وشعبه “.
فيما جدد مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر تأكيد التزام اللجنة بمساعدة اليمن والانتشار أكثر في المناطق اليمنية وتفهمها للمعاناة التي يتحملها الشعب اليمني .
وأشار إلى المخاطر الأمنية التي يتعرض لها طواقم عمل اللجنة في مثل هذه الظروف وأعمال الاستهداف والخطف أو محاولة إعاقة عمل مثل هذه المنظمات وضرورة التنسيق ومناقشة الحلول المقترحة في مثل هكذا حالات .
وفيما عبر دومينيك ستايلهر عن تفاؤله .. أشار إلى الشحنات التي استطاعت اللجنة إيصالها إلى تعز بالتنسيق مع اللجنة الثورية العليا وحرص الجميع على أن تبقى الأعمال الإنسانية بعيدة عن أي توظيف سياسي أو غير سياسي .
وأكد أن اللجنة كانت صريحة في نقل الصورة الحقيقية للوضع في اليمن ومأساويته نتيجة الحصار وقطع أرزاق المدنيين وأن الكلام حول هذا الموضوع قد تم على أعلى المستويات في الصليب الأحمر وأن العمل سيستمر وسيتم تطويره وتجاوز الصعوبات الراهنة.
بدوره استعرض رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، الأعمال التي تقدمها المنظمة والإمكانات المتاحة لمناقشة الأدوار الأخرى التي يمكن أن تسهم فيها اللجنة في محافظة الحديدة وما قدمته سابقا فيها من خدمات ومساعدات .
حضر اللقاء مستشار رئيس البعثة في اليمن باسم غانم و مساعد رئيس البعثة هلال سلطان.
*سبأ