رئيس اللجنة الثورية العليا يكشف: أمريكا بعثت رسائلَ عن طريق عُمان تطلب تحييد الشعب اليمني.. هاشتاق أمريكا تقتل اليمنيين يُرعِــبُ واشنطن!
متابعات../
مع مرورِ أَكْثَــر من عشرة أشهر من عمر العُـدْوَان الأمريكي السعودي على اليَمَن، وصل وعيُ الشعب اليَمَني بكُلّ فئاته إلى الإدراك المطلق أن أمريكا هي العدوُّ الرئيسي وهي التي تقودُ هذا العُـدْوَان وتديره، وأن بقية أعضاء هذا التحالف الشيطاني ليسوا سوى أدواتٍ فقط، فهل كان هاشتاق #أمريكا_تقتل_الشعب_اليَمَني دليلاً ملموساً على وعيٍّ شعبيٍّ وصل بمستواه إلى حد إثارة القلق الأمريكي؟
على وقع تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أثناء زيارته للرياض مؤخراً، والتي أعلن فيها بشكلٍ صريحٍ، مشاركة بلاده في العُـدْوَان على اليَمَن، حيث قال: “ندعم التحالف الذي تقوده السعودية لمواجهة المتمردين الحوثيين في اليَمَن”، جاء الرد اليَمَني بحملةٍ إلكترونيةٍ وميدانيةٍ شعبيةٍ على مستوى معظم المحافظات اليَمَنية تحت شعار “#أمريكا_تقتل_الشعب_اليَمَني”، دشّنها الأستاذ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا، صباح يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2016م، وكانت الحملة رسالةً موجهةً ليس فقط لأمريكا بل للعالم أجمع، بأن الشعب اليَمَني يدرك تماماً من هو القاتل الحقيقي ومن هو المجرم الفعلي ومن هو رأس حربة هذا العُـدْوَان الغاشم على بلادهم.
وفي وتيرةٍ متزايدةٍ أخذت الحملة الشعبية تشق طريقها في مواقع التواصل الاجْتمَاعي بكل أنواعها، محققةً نجاحات انتشارٍ واسع الطيف، وكمؤشرٍ ملحوظٍ لأصداء الحملة، التجاوب الذي لاقته على الصعيدين العربي والدولي من نشطاء عرب وأجانب شاركوا فيها؛ ولأن إصرار اليمانيين لا يثنيه شيءٌ كعادتهم، أوصلوا عنوان الحملة إلى المركَز الثالث في أعلى ثلاثة هاشتاقاتٍ عالميةٍ.
الوعيُ اليَمَني يقلق أمريكا
وفي إطار النجاحات التي حقّقتها هذه الحملة، أن أوصلت الحسَّ الأمريكي المتابعَ عن كَثَبٍ لمساراتها، إلى مستوى الذعر والقلق من مستوى الوعي الذي وصَلَ إليه الشارع اليَمَني بحقيقة وقوفهم وراء العُـدْوَان الذي ظنت أمريكا أن غطاءه كان محكماً بتصدُّر السعودية للمشهد الميداني؛ كونها قائدةَ تحالف العُـدْوَان، حيث كشف رئيس اللجنة الثورية العليا الأستاذ محمد علي الحوثي، أن رسائلَ وصلت عن طريق الأشقاء العمانيين، تحدثت عن قلقٍ كبيرٍ أبداه الأمريكيون من الحملة الشعبية اليَمَنية، وقال رئيسُ اللجنة الثورية “إن الأمريكان طلبوا في رسالتهم للعُمانيين تحييدَ الشعب اليَمَني، حسب تعبيرهم في الرسالة، وأشاروا في مضمونها، أنه لولا وجودُهم في التحالف لكانت الجرائمُ بحق اليَمَن وشعبه أَكْثَــرَ بكثير مما هو حاصلٌ”. وكقراءةٍ لهذه الرسائل الموجهة وما تحملُه من مضمونٍ واضحٍ ومبطّن، يتضح جلياً أن الحملةَ الشعبية كانت رَدّاً مناسباً للدرجة التي أثارت حنَقَ الأمريكيين وجعلتهم يهدّدون بشكلٍ ضمني برفع مستوى الإجرام في الغارات الجوية من حيثُ نوعية الاستهداف، ومزيدٍ من المجازر بحق المدنيين، في حال استمرت أصابعُ الشعب تتجهُ نحوَهم، متهمةً ومشوّهةً وجه أمريكا الإنساني الذي تدّعيه، في نظر الشعوب الأخرى.
الأسبابُ الحقيقيةُ للقلق الأمريكي
ومَن يتابع النهجَ الأمريكي طوال السنوات الماضية ودعمَها المالي للعديد من منظمات المجتمع المدني ومشاريع الوعي المجتمعي التي تتبناها تلك المنظمات، يدرك أن هذا الدعمَ وهذه التمويلات السخية لم تكن من أجل الشعوب ومحبةً فيهم وحرصاً عليهم؛ بل من أجل الحرص على عدم وصول هذا الوعي لمعرفة الوجه الحقيقي لشيطانيتها وأهدافها الأساسية في السيطرة على الدول والشعوب.
ومن منطلق أن الشعوبَ التي تمتلك وعياً كاملاً بحقيقة أعدائها وأهدافهم الاستعمارية، أخطر من الشعوب التي تمتلكُ أسلحةً متطورةً ونوعيةً تدافع به عن نفسها؛ كون الأسلحة النوعية حين يتم تدميرها تخضعُ الشعوب، لكن الإرادة النابعة عن الوعي التام يصعُبُ كسْرُها وإخضاعُها، اتخذت أمريكا منهجيةَ استهداف الوعي المجتمعي بما يكفَلُ ويضمَنُ بقاء الإرادة الشعبية خاضعةً لها.
وفي سياقٍ توضيحيٍّ للأسباب الحقيقية التي جعلت أمريكا تقلقُ من هذه الحملة الشعبية، يقول بعضُ المراقبون والمحللون السياسيون إن تشبُّعَ الوعي الشعبي في اليَمَن بحقيقة “أمريكا تقتل الشعب اليَمَني”، يشكل خطراً استراتيجياً بعيد المدى على الوجود والمصالح الأمريكية في المنطقة، ففي حال استمر العُـدْوَان على اليَمَن، ووصل الوضع بالدولة اليَمَنية للفشل الكامل، سيتحوَّلُ الأمرُ في نظر الشعب اليَمَني إلى مسألةِ ثأرٍ شخصيٍّ بينهم وبين أمريكا؛ كونها المجرمَ الحقيقي الذي سفك دماءَهم ودمَّر بيوتهم وقضى على دولتهم، وبذلك تكونُ أمريكا بصدد مواجَهة 25 مليونَ يمني سينتشرون في أرجاء المنطقة، مستهدفِين المصالحَ الأمريكية وكلَّ شيء وأيَّ شيء له علاقةٌ أو ارتباطٌ بها، ومع مرور الزمن، ستتعدَّى جغرافيةُ استهداف المصالح الأمريكية حدودَ المنطقة لتصلَ إلى الجغرافية العالمية.