كل ما يجري من حولك

حلٌّ واحدٌ ينجينا من الطغيان الأمريكي والإسرائيلي على بلادنا

542

في ظل الحرب المعلَنة من الأمريكيين والإسرائيليين ضد الإسلام كما صرَّح بذلك الرئيسُ السابقُ بوش بقوله: (مَن لم يكن معنا فهو ضدَّنا)، وقيام أمريكا باحتلال العديد من البلدان العربية والإسلامية، مستغلةً إمكانياتها الضخمة من السلاح يرى السيد حسين بدرالدين الحوثي أن لا حل ينجينا من الطغيان الأمريكي والإسرائيلي إلا بالعودة إلى القرآن الكريم بحيث نستخرج منه الحلول لكل الإشكاليات التي تواجهنا.

ومن هذا المنطلق يرى السيد حسين بدرالدين الحوثي أن اللهَ سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه العزيز بالتحرك والجهاد في سبيل الله لقتال أعداء الله وهم اليهود والنصارى فقال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} (التوبة: من الآية 29)، وتساءل السيد حسين لمن هو هذا الخطاب، مُجيباً في نفس اللحظة: أليس للعرب والمسلمين؟ {قاتلوا} ما هو القتال في سبيل الله؟ أليس هو الجهاد؟، ها هو يقولُ للمسلمين إن الجهادَ هو هكذا: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29) هذا هو الجهاد، مشيراً إلى أن علينا أن نتحدث عن كلمة [الجهاد]؛ لأن كلمة [الجهاد] هي الآن محارَبة بعينها.

وأوضَحَ السيدُ حسين الحوثي أن العدو الإسرائيلي والأمريكي يريدُ أن يضعَ ويرسّخ بدلاً عن كلمة جهاد كلمة (إرهاب)، مضيفاً: أن الله سبحانه وتعالى

وعندما كان العرب قبل الإسلام متعودين على الصراع فيما بينهم، على القتال والتناحر، أتى الإسلام ليسموا بالعرب وليشرّفَ العربَ بأن حوّل ذلك الصراع إلى جهاد مقدس، وفي هذا قال السيد حسين: (حتى الصراع الذي كان يدور بينهم، عَمِلَ على أن يتحوَّلَ إلى صراع مقدس، فأضاف إليه اسماً مقدساً فسماه [جهاداً]، إذاً فبدلاً عن أن تتقاتلوا فيما بينكم وتتناحروا فيما بينكم تعالوا إلى حيث يكون صراعكم ويكون قتالكم سمواً وشرفاً ورفعة، ونشراً للحق، ونشراً للنور إلى كُلّ أقطار الدنيا فسماه جهاداً في سبيله سماه [جهاداً] وجعله سنامَ دينه، وجعله مفتاحَ جنته، وجعله ركناً من أركان دينه، بل جعله عَلَماً لِقِمّة الذوبان في محبته سبحانه وتعالى، أولم يقل الله عن أوليائه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة: 54).

وفي هذا السياق تحدث السيد حسين الحوثي أنه وبدلاً عن أن يتناحر العرب فيما بينهم ويغزو بعضهم بعضاً ها هو الإسلام يعطيهم صراعاً من نوع آخر سماه [جهاداً في سبيله]، وجعله علامة على الذوبان في محبته {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} هذا الجهاد المقدس، وبهذا المصطلح القرآني الهام، هذا المبدأ الذي ترتبط به عزة الأمة وكرامتها، وترتبط به حيوية القرآن والإسلام، يرتبط به وجود الأمة كلها وهويتها، هاهو يتعرض لأن يُبدّل، وهاهم يحولون الجهاد إلى كلمة تصبح سُبَّة نحن نرددها، ونحن نجعلها كلمة أمريكية تضفي الشرعية على أية ضربة أمريكية لأية جهة، تُبدل كلمة [جهاد] بكلمة [إرهاب] فمن هو مجاهد فهو إرهابي، ومعنى أنه إرهابي أنه من قد وقع من جانبه ما يعطي أمريكا شرعية أن تضربه، ما يعطي عميلاً من عملاء أمريكا شرعية أن يضربه، وبالتالي نقوم نحن بمباركة تلك الضربة، ونقول: [هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يهتف بهذا الشعار في هذا الجامع؟ هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يتحدث عن الجهاد؟ هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يفتح مدرسة هنا يربي الشباب فيها على روح القرآن؟ والذي روحه هي الجهاد إذاً هو إرهابي فليضرب].

وهنا يؤكد السيد حسين الحوثي أن الجهادَ هو (شرعية لنا نتحرك على أساسه في ضرب أولئك المفسدين، الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وهم في واقعهم لا يحرّمون ما حرم الله ورسوله، وهم لا يدينون دين الحق، إن من واجب الأمة أن تحاربَهم، أن تقاتلهم أي أن تجاهدهم – والجهاد شرعية لهم هنا – حتى يعطي أولئك الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. أليس الواقع يتغير الآن؟.

وأشار السيد حسين الحوثي: إلى أن علينا (أن نتحدث دائماً عن الجهاد، حتى أولئك الذين ليس لديهم أي روح جهادية عليهم أن يتحدثوا عن كلمة (جهاد)؛ لأن كلمة [جهاد] في نفسها، كلمة [جهاد] في معناها هي تتعرض لحرب، أصبحنا نحن نُحارب كأشخاص، وتُحارب أرضنا كأرض، وتُحارب أفكارنا كأفكار، بل أصبحت الحرب تصل إلى مفرداتنا، أصبحت ألفاظنا حتى هي تُحارب، كُلّ شيء من قِبَل أعدائنا يتوجه إلى حربنا في كُلّ شيء في ساحتنا، إلينا شخصياً، إلى اقتصادنا، إلى ثقافتنا، إلى أخلاقنا، إلى قِيَمِنا، إلى لغتنا، إلى مصطلحاتنا القرآنية، إلى مصطلحاتنا العربية.

وأضاف: أنه يجب علينا أن لا نسمح أن تتغير الأمور وأن تنعكس الحقائق إلى هذا الحد، فتغيب كلمة [جهاد] القرآنية، وتغيب كلمة [إرهاب] القرآنية ليحل محلها كلمة [إرهاب] الأمريكية.
واعتبر السيد حسين الحوثي أن هذه الكلمة [إرهاب] تعني أن كُلّ من يتحرك بل كُلّ من يصيح تحت وطأة أقدام اليهود سيسمى [إرهابي]، وأن كُلّ من يصيح غضباً لله ولدينه، غضباً لكتابه، غضباً للمستضعفين من عباده الكل سيسمون [إرهابيين]، ومتى ما قيل عنك: أنك إرهابي؛ فإن هناك من يتحرك لينفذ ليعمل ضدك على أساس هذه الشرعية التي قد وُضِعَت من جديد.

ويرى السيد حسين الحوثي أننا نختلف عن أولئك فقال: (نحن نمتلك شرعية إلهية قرآنية، ونقعد عن التحرك في سبيل أداءها، وفي التحرك على أساسها، معتبراً أن اليهود والنصارى في المقابل: (نرى كيف أن أولئك يحتاجون هم إلى أن يؤصِّلوا من جديد، وأن يعملوا على أن يخلقوا شرعية من جديد، ثم متى ما وُجِدت هذه الشرعية فإنهم لا يقعدون كما نقعد إنهم يتحركون، أوَليس هذا هو ما نشاهد؟، لقد تبدل كُلّ شيء، لقد تغير كُلّ شيء فنحن من نقعد والشرعية الإلهية موجودة، وهم من يتحركون على غير أساسٍ من شرعية فيُشَرِّعُون ويُؤصِّلُون ثم يتحركون ولا يقعدون).

وحذَّرَ السيدُ حسين الحوثي من أن تترسَّخَ كلمةُ (إرهاب) بمعناها الأمريكي في بلادنا أو أن تسيطر على أذهان الناس في بلادنا فقال: إن علينا – أيها الإخوة – أن نتحدَّثَ دائماً حتى لا نترك كلمة [إرهاب] بمعناها الأمريكي أن تترسخَ في بلادنا، أن تسيطر على أذهان الناس في بلادنا، أن تسبق إلى أذهان الناس، علينا أن نحارب أن تترسخ هذه الكلمة، لأن وراء ترسخها تضحية بالدين، وتضحية بالكرامة وبالعزة وبكل شيء).

وأضاف: (حينئذٍ سيُضرب أي عالم من علمائنا سيقادُ علماؤنا بأقدامهم إلى أعماق السجون، ثم يعذّبون على أيدي خبراء اليهود، الذين يمتلكون أفتكَ وسائلِ التعذيب على أساس ماذا؟. [أنه إرهابي]، موضِّحاً أن الناسَ عندما يسلموا بأن من أطلقت عليه كلمة (إرهابي) يصبح حقاً بأن ينفذَ بحقه الأمريكيون أو عملاؤهم ما يريدون، وأن كُلَّ مَن يصرخ ليعيد الناس إلى العمل بكتاب الله هو أيضاً إرهابي، وكل من يدرّس الناس في مدرسة علوم القران هو أيضاً عندهم إرهابي، أيُّ كتاب يتحدَّثُ عن أن الأمةَ هذه عليها أن تعودَ إلى واجبها، أو تستشعرَ مسؤوليتها هو أيضاً إرهابي).

You might also like