كل ما يجري من حولك

غزو العراق وتدمير ليبيا.. نموذج وعبرة للـيَـمَـنيين

482

 علي السراجي

مَن يعتبرُ اليومَ أن العُـدْوَان السعودي يستهدفُ طرفاً معيناً فقط دون آخر إنما يخلُقُ المبرراتِ لتقاعُسٍ مجتمعيٍّ، وهو ما يخالف الأبعاد الانسانية والأخلاقية والشرعية والقانونية كون مقاومة الاحتلال والغزو قيمة تتمثل بالوجود الإنساني، كما أن من يحلم أَوْ يثق في وعود العدو أنه بحياده وتقاعسه عن المواجهة ستتم تصفية خصومه وتسليم البلد له على طبق من فضة فهو واهمٌ، وله عبرة بالتأريخ والتجارب المماثلة التي حصلت في العراق وَليبيا وفي غيرها من الدول، كما أن من يستسلم للأبعاد المذهبية والسياسية الحزبية والمناطقية أَوْ للضغوط الخارجية لتحقيق أهداف معنوية وانتصارات على خصومة وهمية عبر تدمير وطنه يجب عليه مراجعة نفسه.

أقولُ للجميع في الـيَـمَـن دون استثناء إذَا تمكن الغازي من احتلال الـيَـمَـن سيكون مصيرنا كالعراق، وسيستهدفُ الجميعَ مَن رفض ومن أيَّد العُـدْوَان، ولكم عبرة بمن كانوا محايدين أَوْ متعاونين في العراق، كيف دفعوا ثمنَ تفككهم وَتفريطهم بأرضهم غالياً، حيث باشر الاحتلال عملية التصفية والاستهداف الممنهج للكل دون استثناء، بحيث تم اغتيالُ الكثير والعديد من المرجعيات الدينية الشيعية والسنية، على الرغم أنها لم تقاوم الغزو والاحتلال الأَمريكي للعراق، بل وقفت على الحياد واعتبرت الغزوَ مجرد استهداف للنظام وليس للأرض والشعب وخيراته، وكذلك تم اغتيالُ الكثير من القيادات العسكرية والأمنيين، وبالذات التي تعاونت مع الجيش الأَمريكي، وكذلك تم اغتيال وتصفية العقول من العلماء والمثقفين، ليكتشف الكثيرُ من علماء الدين والسياسيين ورجال العشائر مؤخراً حقيقةَ الغزو الأَمريكي وأن المحتل لا يفرق بين مذاهبهم ولا طوائفهم أَوْ انتمائهم السياسي، فهم جَميعاً بالنسبة له مجرد أدوات ووسائلَ لتحقيق هدف احتلال وتدمير العراق أرضاً وإنساناً وحضارة وتأريخاً.

وعليه يجب أن تلاحظوا جَميعاَ أن حصار البلد وقصف التحالف السعودي الأَمريكي براً وجواً وبحراً يستهدفُ البنية التحتية من مواقع عسكرية ومنشآت حيوية كالمطارات والمستشفيات ومحطات الطاقة والمصانع والتراث التأريخي، وهي ملكٌ للجميع وليس لطرف معين، كما أن الصواريخ التي يتم إطلاقها لا تميّز بين حوثي وإصلاحي أَوْ مؤتمري وناصري أَوْ شمالي وَجنوبي، فهي تقتل وتخطفُ الأرواح وتحصُدُ النفوسُ أطفالاً وشباباً ورجالاً ونساءً، وتدمر الممتلكات دون رحمة أَوْ شفقه أَوْ مراعاة لطرف على حساب آخر، ومن يراهن على وعود إعَادَة الإعمار للـيَـمَـن بعد تدميرها أَوْ التعويضات فعليه أن يعرف أنه لم تتم إعَادَة إعمار العراق أَوْ غزة أَوْ أية دولة تم استهدافُها أَوْ غزوها. أخيراً لا حَلَّ غير التوحُّد الشعبي لمواجَهة ومقاومة العُـدْوَان لحماية السيادة الوطنية واستقلال القرار الـيَـمَـني.

You might also like