إعلان جعجع مساندة زعيم التيار الحر كان الفيصل.. عون على بُعد خطوة من رئاسة لبنان والسعودية تقر بالهزيمة: دائماً “رهاننا على بغال”
تقرير/ محمد الباشا
أعلن سمير جعجع زعيمُ حزب القوات اللبنانية مساندتَه وتأييدَه لترشح ميشيل عون رئيساً للبلاد في مؤتمر صحفي عُقد في منطقة معراب بالعاصمة بيروت مساء الاثنين “بعد طول دراسة وتفكير ومناقشات ومداولات في الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، تبنّي القوات اللبنانية لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في خطوة تحمل الأمل بالخروج ممّا نحن فيه إلَـى وضعٍ أكثر أماناً واستقراراً وحياةً طبيعية”.
وجمَعَ التوافُقُ على انتخابات رئيس للجمهورية بعد خلافٍ عليه دام عشرين شهراً، ما فرّقته السياسة بينهما على مدى عقود. وهو ما يمثل مرحلةً جديدةً في لبنان استهلها حزبا التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من خلال إعْلَان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات سمير جعجع تبني ترشيح رئيس كتلة الاصلاح والتغيير أكبر كتلة مسيحية في لبنان النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية في مؤتمر صحفي مشترك.
وإذ تضمَّنَ إعْلَان جعجع، دعمَ خصمه السياسي السابق، توافقا على البرنامج الانتخابي لعون، فقد حرِصَ مشروعُ البرنامج على إرضاء كافة الأطراف بأن دعا قوى الـ14 من آذار لدعم الترشيح، كما دعا للتلاقي بينها وبين قوى الـ8 من آذار. فيما أظهر عون سعيَه لطي صفحة الماضي من منبر معراب، مجدداً تأكيدَه على عدمَ التعاطي بكيدية مع أيٍّ من الأطراف اللبنانية.
ويُرسِلُ المؤتمرُ الصحفي الفيصلُ والحاسمُ، بإشاراتٍ على عدة مستويات، حيث يأتي بعدَ خُفوتِ الكلام عن مبادَرة ترشيح رئيس حزب المرَدة سليمان فرنجية في ظلِّ تلاقي حزبَي عون وجعجع رئاسياً وربما انتخابياً، إضافةً إلَـى قُبُول ضمني به من حزب الكتائب. ما يضع صاحبَ المبادرة رئيسَ تيار المستقبل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري –المقرَّب من السعودية والحامل جنسيتها- في مواجَهة شبه إجماع مسيحي على مرشَّح واحد، وحظي هذا الاجماع بتأييد غير رسمي من رئيس البرلمان نبيه بري.
وتربط ميشال عون علاقة قوية مع المقاومة، وهذا كما يقول المتابعون يشكّل ضمانةً بعدمِ اعتماد سياساتٍ كيدية تستهدفُها، كما أن حزبَ الله أعلن أنه مرشحُه منذ بداية الأزمة بكُرسيٍّ رئاسي شاغر.
ويرى المراقبون أن تبني حزب القوات لترشيح عون يشكلُ مع تأييد متوقّع من الكتائب خلفيةً قويةً على الساحة المسيحية لإيصال رئيس للجمهورية، بالتوازي مع الأخذ بعين الاعتبار القضايا الداخلية والإقليمية التي تلعب دورها في الملف الرئاسي.
كل ذلك في انتظار إذا ما كانت هذه المرحلة الجديدة ستضعُ قطارَ الحل في البلاد على السكة الصحيحة لتكون انطلاقته من داخل البرلمان مع انتخاب رئيس الجمهورية.
أما موقفُ السعودية التي تدعم فريق 14 آذار، ومنه، أو كانت منه، القوات اللبنانية بزعامة جعجع، من التطور المرير والصادم بالنسبة لها، فجاء على لسانِ الأكاديمي السعودي محمد الحضيف المقرَّب من البلاط، إذ قال: إن إعْلَانَ جعجع مساندة ترشح خصمه ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر، لمنصب رئيس البلاد، إنما يدُلُّ على “أن استثمارَنا السياسي هناك، لم يكن إلا رهاناً على بغال”.