مرتزقة “بلاك ووتر”.. عصفٌ مأكولٌ في اليمن! ( تفاصيل )
متابعات../
حمَلَ الغُزاةَ خلالَ الشهرَين الماضَين جثامينَ العشرات من مرتزقة “بلاك ووتر” الأمريكية الذين استقطبَهم العُـدْوَانُ الأمريكي السعودي لمشاركة مرتزقة الداخل في احتلال بلادنا.
ووراء كُلّ جثمان لا دموع تُذرف ولا بواكي لهؤلاء، الذين جاؤوا من أصقاع العالم وهمُّهم الوحيد الأجر اليومي الذي يصل إلى 1500 دولار يومياً، وجُلُّ تفكيرهم ارتكابُ الجرائم وإيذاء اليمنيين.
ويتصدى أبطالُ الجيش واللجان الشعبية لهؤلاء، فجُعبةُ المقاتل اليمني مليئةٌ بالرصاص وعلى كتفه الرشاش وأمامه المدافع وصليات الصواريخ، وكلها أدوات لانتزاع أرواح هؤلاء ودفنهم على تراب الوطن.
وتعد جبهة تعز، المكان غير المفضّل لمرتزقة “بلاك ووتر”، ففيها انتزع أبطال الجيش واللجان الشعبية أرواح العشرات منهم ونُقلت جثامينهم عبر الطائرات إلى عدن، وآخر مذبحة لهؤلاء يوم الجمعة الماضية، حيث لقي عدد منهم مصارعهم في قصف صاروخي لأبطال الجيش واللجان الشعبية بمنطقة الصنمة غرب الوازعية بمحافظة تعز، أصابت مصفحة إمَارَاتية كانت تحمل قائد أركان القوة الإمَارَاتية، ما أدى إلى إصابته وإصابة مرتزق فرنسي تابع لشركة “بلاك ووتر”، بالإضافة إلى مصرع ثلاثة من مرتزقة العُـدْوَان السعودي الأمريكي.
وتناثرت أشلاء الكثير من مرتزقة “البلاك ووتر” خلال الشهرَين الماضين، وكانت الأغلب في شهر ديسمبر الماضي.
ففي الثالث من يناير الجاري لقي عدد من مرتزقة “بلاك ووتر” مصارعهم، بينهم نقيب أمريكي وإصابة فرنسي في قصف صاروخي للجيش واللجان الشعبية لتجمع لهم في منقطة ذو باب بمحافظة تعز.
وفي الثالث والعشرين من شهر ديسمبر الماضي من عام 2015 لقي أحد مرتزقة “بلاك ووتر” ويُدعى اليخاندرو تورينوس مصرعَه خلال قصف صاروخي استهدف تجمعاً للغزاة في منطقة ذو باب بتعز.
كما لقي عددٌ من هؤلاء المرتزقة مصارعهم في 18 ديسمبر 2015 في محاولة للتقدُّم في تعز ومن بينهم عريف أمريكي من أصول باكستانية يدعى جاويد ألطاف خان ومرتزق آخر يدعى صموئيل بريبوتاتانا راوندي، وكان من بين القتلى أيضاً إيطالي يُدعى أبيتي كاربوني وَجنوب أفريقي يدعى مازولو كنياتي.
وفي 14 ديسمبر 2015 قتل أبطال الجيش واللجان الشعبية الأمريكي المتورِّط في أعمال إجرامية بالعراق جورج إدغر ماهوني، وهو من عناصر “بلاك ووتر”، وذلك في ضربة التوشكا التي استهدفت باب المندب، كما لقي قائد كتيبة مرتزقة “بلاك ووتر” الكولومبي كارل مصرعه في هذه الضربة.
وقبلها بيومين في 12 ديسمبر 2015، لقي مرتزقٌ تابعٌ لشركة “بلاك ووتر” الأمريكية مصرعه في قصف مدفعي استهدف نقطة تجمع لهؤلاء المرتزقة في منطقة كرش بمحافظة لحج.
ووصلت في 11 ديسمبر 2015 طائرة بوينج إلى مطار عدن كان تقل دفعةً جديدة من هؤلاء المرتزقة وعددهم ما يقارب 200.
وفي 9 ديسمبر 2015 لقي مسؤولُ عمليات مرتزقة “بلاك ووتر” الأمريكية مصرعَه في جبهة العمري بمحافظة تعز وهو مكيسيكي يُدعى ماسياسي باكنباه.
تأكيد قائد الثورة
ويأتي السيدُ عبدُالملك الحوثي قائدُ الثورة ليؤكدَ اشتراكَ هؤلاء المرتزقة من الأيام الأولى في العُـدْوَان على بلادنا، ويقول إنَّ ضربة توشكا باب المندب امتزج هناك الدمُ الأَمريكي وَالإسرائيلي والسعودي وكذلك الإمَارَاتي والداعشي والقاعدي.. هناك كانوا جَميْعاً مجتمعين في خندق واحد في مشروع واحد في اتجاه واحد، واختلط ذلك الدم؛ لِأَنهم جَميْعاً شيءٌ واحدٌ وتوجه واحد وكلهم يخدمون مشروعاً واحداً.
ويؤكد المحللون السياسيون أن الإمَارَاتِ وبعد انتكاستها في مأرب ومقتل وجرح العشرات من جنودها وبينهم أبناءُ حُكّامها، عمدت إلى تجنيد مرتزقة من شركة “بلاك ووتر” لكي يحاربوا تحتَ إمرتها في بلادنا.
وَيقول الخبير في الشؤون العسكرية العميد المتقاعد أمين حطيط أن الإمَارَاتِ اتخذت قرارَ سحب عناصرها واستبدالهم بمقاتلي “بلاك ووتر”، بعد تلقيها الأوامرَ من الولايات المتحدة، مضيفاً أن “عجز القوات الإمَارَاتية في تحقيق أي انجاز أَوْ تقدم وانتشار الفوضى في المناطق الجنوبية، دفعها إلى اللجوء لتلك القوات”.
وأشار حطيط إلى أن الإمَارَات “تحقق فائدتين من هذه الخطوة، تتمثل الأولى بتعطيل النفوذ السعودي في الجنوب اليمني والاستحواذ على الحصة الأكبر من النفوذ وتثبيت وجودها بمواجهة القوات السعودية، والفائدة الثانية تتمثل بإرضاء أميركا عبر تنفيذ أوامرها”.
وتأكيداً على اشتراك هؤلاء المرتزقة في المعارك البرية في بلادنا، فقد كشف موقع «كاونتر بانتش الأميركي» في تقرير له أن عناصرَ قوات وصفهم بالمرتزقة يغادرون صفوفَ جيوشهم الوطنية لبلادهم للقتال في صحراء اليمن، وارتداء الزي الرسمي لجيش دولة الإمَارَات.
وقال الموقع إنه تم التعاقُدُ مع عدد من هؤلاء من قبَل شركات أميركية خَاصَّة، كشركة «بلاك ووتر»، وتمّ تدريبُهم في الإمَارَات قبل أشهر، ويصل عددُهم إلى أربعمئة وخمسين عنصراً من الجنسيات المختلفة مثل كولمبيا وبنما وسالفادور وتشيلي.
وَأَضاف الموقعُ أن الولايات المتحدة درَّبت أكثر من ثلاثين ألف عسكري من أربع جنسيات للمشاركة في حرب اليمن، مشيراً إلى أن القوات المكسيكية تقاتلُ أيضاً في اليمن تحتَ إشراف الإمَارَات، فيما يقاتلُ ثمانمائة مرتزق كولومبي بشكل منفصل عن «بلاك ووتر» وأيضاً تحت قيادة القوات الإمَارَاتية.
صحيفةُ الغارديان البريطانية، أكدت هي الأُخْرَى أن الإمَارَات أرسلت مئاتٍ من المرتزقة الكولومبيين والاستراليين إلى بلادنا وذلك للقتال نيابةً عنها وعن جنودها.
وأضافت الصحيفة أن ستةَ جنود كولومبيين قُتلوا خلال المعارك في محافظة تعز، مؤكدةً أنهم كانوا يقاتلون مع مقاولٍ عسكري خاصٍّ من شركة بلاك ووتر.
محمد بن زايد.. رأس الحربة
وتفيدُ المعلوماتُ الواردة في الصحف الغربية وفي مقدمها «التايمز» البريطانية بهذا الشأن بأن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، أبرم قبل سنوات عقداً مع «بلاك ووتر» بلغت قيمته 500 مليون دولار.
وبموجب العقد المذكور، تتكفّل الشركة بمهمات من بينها حماية أنابيب النفط وناطحات السحاب وتوفير الدعم اللوجستي للجيش الإمَارَاتي والسيطرة على الاحتجاجات الداخلية.
ويكشفُ تقريرٌ لشبكة «فولتير» الإخبارية الإيطالية أن عناصر من معسكر المرتزقة في أبو ظبي شاركوا في قمع الانتفاضة الشعبية بالبحرين، البلد الذي يمثل الارتزاقَ سمةً ثابتةً لقواته الأمنية. كما عملت تلك العناصر جنباً إلى جنب آلاف الخبراء العسكريين السابقين الذين أوفدتهم مؤسسةُ الفوجي الباكستانية لمساعدة النظام البحريني على إخماد الانتفاضة.
و”بلاك ووتر» هي شركة أمنية أميركية تدرّبُ المرتزقة من بلدان العالم وترسلهم للدول الراغبة بهم.
ولهذه المنظمة سجلٌ أسودُ حول حقوق الإنْسَان وتحديداً في العراق، حيث قام مرتزقةٌ من الشركة بقتل خمسة عشر مدنياً في ساحة النسور في الشهر السادس من العام 2007.
وبين الشركة والإمَارَات تعاوُنٌ كبيرٌ، حيث أوكل للشركة إدارةُ سجن الوثبة في العاصمة الإمَارَاتية أبو ظبي، بالإضافة إلى سُجون المدينة كلها. وهو ما يؤكد بحسب مراقبين أن المرتزقةَ هم مَن يحمي أمن الإمَارَات.