كل ما يجري من حولك

أين تتواجد القاعدة وداعش وعلى ماذا يسيطر هادي والحراك ومكان نفوذ الإماراتيين المحدود.. تعرف على خارطة التواجد وجغرافية النفوذ للغزاة والفصائل في عدن

508

متابعات/ خاص

نتيجةً لخليط الفصائل والتنظيمات المستوطنة في محافظة عدن، ينشَبُ الصراعُ فيما بينها بين الحين والآخر لتثبيت الأقدام على جغرافيا النفوذ تارةً، ولتوسيعِ رقعة السيطرة لضَمٍّ مناطقَ جديدةٍ تارةً أخرى، وتتوزع خارطة النفوذ والتواجد على الأرض كالتالي:

  • القيادة الإماراتية: والتي تتواجَدُ في البريقة وتمتدُّ منطقةُ التواجد الإماراتي حتى فندق القصر الواقع في منطقة أبو حربة والذي كان يعد مقراً لحكومة بحاح إبان التفجير الذي استهدف الفندق، ومعسكر الدفاع الجوي بمنطقة بئر ناصر، إضافةً إلى الانتشار في بعض المناطق كالمعلا وبعض الأحياء المحيطة بالقصر الرئاسي في منطقة التواهي.
  • تنظيمُ القاعدة: والذي يُعتبَرُ هو المسيطر الفعلي على معظم مناطق عدن، وتشمل جغرافية نفوذهم “المعلا، خور مكسر، التواهي، صيرة، البريقة، دار سعد، المنصورة، الشيخ عثمان“.
  • وتفيدُ المصادرُ المؤكدة أن عناصرَ القاعدة ينتشرون في مديرية دار سعد، والتي تعد معقلها الرئيس وعددٍ من الشواطئ التي تربط مديريات عدن بعضها مع بعض، وتقيم حاجزاً كبيراً على امتداد شواطئ عدن يمنع اختراقه، في محاولة لمنع الأسر والعوائل من التنزّه، وتسهل مراقبتهم وحصر أعدادهم، هذا ولم يكتف التنظيم بالوجود الكثيف، وبشكل علني، في عدن، بل تطوَّرت الأمور حد التدخل في تسيير شئون المناطق الخاضعة تحت سيطرته وإنشاء ما يُعرَفُ بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي باتت تؤدي دور الرقيب والمعاقب، وذلك بإحلالها محل الأجهزة المختصة والقضائية، حيث دفع الكثير من سكان عدن حياتهم نتيجة ممارسة التنظيم لهذا الدور.
  • تنظيم داعش: ويتمتع تنظيم “داعش” بتواجد كثيف في عدن، لكنه يمارس مهماتِه ونشاطَه بشكل سري وغير معلَن. وتعد مديرية الشيخ عثمان المعقل الرئيس للتنظيم. وتتركز أنشطة التنظيم بأعمال التفجيرات والاغتيالات التي تستهدف كبار الضباط الجنوبيين والناشطين والشخصيات المعارضة لسياسية هادي، كالقاضي عباس العقربي ومحافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد وغيره من القيادات التي اشتهرت بمعارضتها لهادي.

 هذا وتؤكد بعض المصادر المطلعة أن داعش تدار وتعمل بإشراف حكومي ومرتبطةً ارتباطاً مباشراً بجلال هادي، والذي يوظف التنظيم لتصفية خصوم ومعارضي والده.

  • فصائل الجنوبية الشعبية: وهذه الفصائل تشمل العديد من الأجنحة منهم مقاتلو حزب الإصلاح، الحراك الجنوبي المسلح، مسلحو القبائل، السلفيين. وتفيد بعض المصادر أن عناصر الإصلاح يتواجدون بكثرة في معسكر صلاح الدين، إضافةً إلى تواجُد العديد من مقاتليهم في مقار الحزب المنتشرة في معظم مديريات المحافظة، ويرى بعض المراقبون أن المواجهة باتت وشيكةً بين مقاتلي تنظيم داعش ومقاتلي الإصلاح والذين قُدّر عددُهم بـ 3500 مقاتل. أما الحراك الجنوبي المسلح، فتنتشر معسكراته في منطقة المنصورة وصلاح الدين ورأس عباس، ويقيم معسكراته التدريبية في منطقة التواهي. فيما يتواجد مقاتلي السلفيين في منطقة الفيوش، وبعض الأجزاء من مديرية دار سعد إلى جوار تنظيم القاعدة.

وحتى هذه اللحظة لم تحدد ساعة الصفر، لتبدأ المواجَهة الشاملة بين هذه الفصائل والتنظيمات، ولكن بوادرها باتت تلوحُ في الأفق، وذلك عقبَ معركة السيطرة على ميناء المعلا التي دارت رحاها مطلعَ هذا الأسبوع بين الفصائل الموالية لهادي ومقاتلي تنظيم القاعدة والتي استمرت طوالة يوم أمس الأربعاء 5يناير 2016م وحتى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل، امتلأت على إثرها شوارع منطقة المعلا بالجثث من الجانبين، إضافةً إلى إصابة العشرات من المواطنين الأبرياء الذين راحوا ضحية هذه المواجهات الضارية.

كارثية الوضع وجحيم العيش

ومع تفاقم الأوضاع المتردية والفوضى التي تجتاح المدينة في ظل غياب الأمن وانتشار العصابات الإجرامية والصراع على جغرافية النفوذ، تزداد الأوضاع الإنسانية للمواطنين تعقيداً ومأساوية، فمن تردي الخدمات الصحية إلى نقص المواد الغذائية والمشتقات النفطية التي باتت مجالاً لكسب الثروات من قبل متنفذي هادي واحتكارهم للأسواق السوداء التي تباع فيها المشتقات النفطية والمساعدات الإغاثية التي من المفروض أن تقدِّمَ مجانياً للمواطنين، ووصولاً حتى إغلاق جامعة عدن وتعليق الدراسة فيها نتيجةً لإرهاب داعش لطلاب الجامعة وفرض قوانينهم الهمجية التي طالت الطلاب بالجلد والضرب والسجن وحتى الإعدام الميداني، لاقترافهم بعض المحظورات التي تخالف قوانين التنظيم، ووصلت الأمور للحد الذي أصبحت فيه الدراسة في جامعة عدن ضرباً من الشجاعة أو طريقاً إلى الموت.

وهنا ينبغي علينا طرح السؤال الأكثر أهميةً في الوقت الراهن: هل سيقف الجميع أمام هذا المشروع موقف المتفرج؟ أم يستعدون لمواجهة هذا المخطط الساعي لسلبهم الـيَـمَـن؟.

You might also like