كل ما يجري من حولك

 معزوفة الحفاة وتلاوة البطولات

566

_________________

 محمد الصفي الشامي

________________

حُفاةٌ بُسطاء، يرتدون أثواباً رماديةً، لا تقبل الكي، واخرون بأقمصةٍ منتوفة، يقطعون الطرق والمسافات، ويتسلقون الجبال والهضاب، ويعبرون السهول والأودية، وأصابعهم على الزناد.

انطلقوا إلى ساحات الشرف والبطولة، ولبوا داعيَ الجهاد، هبّوا ونزعوا عنهم دثار العجز والركون وتنسموا نسائم الحرية والكرامة في ميادين العزة والشرف، ونفضوا عن ناصيتهم غبارات السنين، ليقتلعوا الاستحمار، ولينتزعوا جُحا القاعدي ومساميرَه الداعشية التكفيرية المتمثلة بالغزاة ومرتزقتهم، نعم / أمريكا هي من تكتب تأريخَ إنتاج تلك الجماعات، إلا أن أبطالَ اليمن هم من يسجلون تأريخ انتهائها.

يُنكرون الخوفَ، ويحاربون أعْدَاء الإنْسَــانية، غير آبهين في أي وادٍ وأي جبل وقفوا أو سقطوا، ليس ذلك غريباً عليهم منذ أن امتشقوا بنادقَهم ضد تحالف الشر على اليمن، فهم مَن رضعوا البارود من “جرمل وزاكي”، حسب تعبير أحد الشعراء في الزامل اليمني.

بلا شك أن النتائجَ بيد الله، لذلك هم يجددون الثقة بهِ في كُلّ وقتٍ وحين.. يعقدون العزم، ويدرسون خطوات كُلّ عمليةٍ عسكرية يقومون بها قبل تنفيذها، متوكلين عليه، يقارعون الغزاة في ما وراء الحدود، وعلى امتدادِ الشريط الساحلي القادمين من وراء البحار، حتى تصبح أرض ومياه اليمن كـ “جهنم” بالنسبة للغُزاة، من جاء إليها منهم ابتلعتهُ بعد أن يحرقَ بنيران أبطالها، وتقول بعد ذلك “هل من مزيد”..!!

ليلاً من بين الأشجار، في سوادٍ يفك إزارَ الليل، يرسل لهم القمر خيوط من النور تتسلل من بين تلك الأغصان، وتساعدهم على معرفة معالم الطريق، ليعبروا قدماً إلى الأمام نحو مخابئ العدو.

ملاحمٌ بطولية يسطرها أبطال اليمن الصناديد البواسل في العديد من المواقع العسكرية التابعة للعدو في ما وراء الحدود، غالبيتها تمتد على مساحة واسعة، مزودة بحراسة مشددة، وسياجات أمنية، وجدار مزود بأسلاك شائكة، ورتل كبير من الآليات والدبابات والمدرعات والمجنزرات وكاسحات الألغام، التي تعتبر من أقوى الصناعات العسكرية الأمريكية، يتمكنون من اقتحامها والسيطرة عليها بشكل كامل، رغم الغطاء الجوي للطيران الحربي الذي يساند جيش العدو قبل أن يلوذ بالفرار، عشرات مقاطع الفيديو المصورة لتلك المعارك وزعها الإعلام الحربي اليمني، معارك حقيقية ليست من الخيال ولا من أفلام “TOP MOVIES” أو “MBC Action”..

معاركّ أبطالها رجال الجيش واللجان الشعبية، بندقياتهم وأعينهم تلمع كالبرق، يقتحمون مواقع العدو ويدخلونها بسرعة فائقة كانهيار ثلجي من قمم الجبال، فيما جحافل الجنود من أعدائهم يفرون يتشتتون، كما تذروا الرياح الهشيم.!!

You might also like