كل ما يجري من حولك

في وعي المفاوض اليمني! بقلم/محمد محمد المقالح

573

السعودية تحشد مرتزقتها في الجوف وتعز عشية جنيف والبعض لا يزال يراهن على جدية السعودية في جنيف.

بالمناسبة السعودية جادة جدا في إخراج القوات اليمنية من جيزان وعسير ونجران من خلال المفاوضات الخلفية ، ولكنها ليست جادة في الإنسحاب من جنوب اليمن ولا جادة في وقف دعم المرتزقة بالمال والسلاح لإستمرار نزيف الدم اليمني وتدمير ما تبقى من مكانات اليمن المحدودة.

البعض يتباسط حين يعتقد إن الإنسحاب من الأراضي “السعودية” سيمهد لإنسحاب القوات المحتلة للجنوب ، في حين أن مجرد القبول بذلك يعني خيانة وطنية مرتين.

مرة بالقبول بإخراج السعودية من المسؤلية في هذا العدوان الغاشم والقبول بتصوير الأمر وكأنه صراع داخلي بين اليمنيين وبالنتيجة بين سلطة شرعية ومتمردين أو إنقلابيين..

ومرة بقبول فكرة تجزئة وتقسيم اليمن من خلال إستمرار الإحتلال ولو ليوم واحد بعد إنسحاب جيشنا من جيزان ونجران وعسير.

ما أنا مطمئن إليه هو أن السيد/ عبد الملك الحوثي قائد الثورة والقائد الفعلي للقوات المسلحة لن يقبل مطلقا بتجزئة حل الوجود العسكري اليمني بالسعودية عن حل الوجود السعودي الإماراتي الإرتزاقي في الجنوب، وقد سمعت موقفه الحاسم هذا بنفسي وإنه لن يسحب مقاتل يمني من الحدود الشمالية طالما ولا يزال هناك جندي أجنبي واحد في اليمن عموما وفي عدن والجنوب تحديدا.

بل إنه أكد على ذلك علنا وفي أكثر من خطاب متلفز.

والمشكلة ليست هنا بل في عدم طرح هذا الموضوع بوضوح من قبل المفاوضين ما يغري العدو ومرتزقته على تسويق معلومات كاذبة عن إمكانية قبول حماية أجنبية لهادي وداعش في عدن وكأنها ليست جزء عزيز من الوطن دون إدراك إن إحتلال متر مربع من اليمن يساوي إحتلال كل اليمن ، وإن ورقة اليمن الوحيدة في ضمان كف تدخلات السعودية ووقف مساعدتها للمخربين والمرتزقة هو مزيد من التوغل اليمني في حدودها لا الخروج من الأراضي التي نسيطر عليها قبل ضمانات واضحة في عدم المس بأمن وسيادة وإستقلال اليمن.

نحن مع وقف العدوان نهائيا والتفاوض من أجل ذلك في جنيف أو في خلف جنيف ونحن مع تقديم أي تنازلات في المكاسب السياسية لهذا الطرف الداخلي أو ذاك ولكن لسنا أبدا مع التنازل عن أي ملي قد يمس تنازلنا فيه السيادة والوحدة والإستقلال فهذه ما أعتدوا علينا في سبيلها وهذه ما قدمنا من أجلها آلاف الشهداء والجرحى ودمرت بلدنا من أجل التنازل عنها.

نعم كل شيء مقبول إلا عزة وإستقلال ووحدة الوطن فهذه لا تقبل أنصاف الحلول ولا ثلاثة أرباع الحلول فأما أن نكون وتكون اليمن حرة وسيدة وواحدة وإما أن لا تكون شيئا وهذا ما يجب أن يكون في وعي المفاوض اليمني وأعتقد إنه كذلك وإن غاب فهو حاضر في وعي الشعب بإستمرار.

*نقلا عن موقع يمنات

You might also like