كل ما يجري من حولك

إنهم في سكرتهم يعمهون

558
أمعن العدوان السعودي خلال ما سلف من أيام في استهداف المساكن والأسواق في أكثر من مكان في اليمن وبتوحش لم يسبق له نظير في كل التاريخ الإنساني من بداية التمدن وحتى اللحظة الحضارية الجديدة التي يعيشها الإنسان اليوم، ولعل المرء يتساءل عن سر هذا الجنون الذي يبدو عليه النظام السعودي في تعامله مع الملف اليمني والأمر في الحقيقة لا يحتاج إلى جهد واجتهاد, فالترف يمدُ أولئك النفر من الحكام في طغيان سكرتهم يعمهون، وهو يقودهم إلى منحدرات النهاية وهي قريبة وحتمية وفق قانون الله وسننه في هذا الكون فقد بلغت الدولة السعودية أوج كمالها ,ومع الكمال يبدأ النقصان ولا ريب أن الدم المسال على ربوع ووهاد وجبال اليمن سينتصر فالحقُ كما قيل يبدأ في آهات مكتئب ولكنه لن ينتهي إلا بزئير ملؤه نار ونقم.

كما أن التبريرات التي يصدرها النظام السعودي في القتل والتدمير والاغتيالات لم تعد تلقى قبولاً ويمجها المنطق السليم فالقول الذي قاله وزير خارجيتهم مردود عليه فإيران التي يدعون قتالها في اليمن شارفت على التصالح مع المجتمع الدولي وتكاد تكون حسمت موضوع ملفها النووي وبدأ الحظر الاقتصادي يرتفع عن إيران وبشكل متدرج ومثل ذلك الانتصار السياسي لإيران لم تجد منه الروح العدوانية التي نراها في اليمن ,فإيران دولة ذات سيادة لا تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ولن يكون عدوان المملكة على اليمن إلا تكثيفاً للحظور الإيراني وخدمة لإيران من حيث تظن المملكة وساستها الأغبياء الحد منها لقد حضرت إيران بقوة الفكرة المتقدة، وبقوة الفعل السياسي والدبلوماسي لا العسكري واستطاعت أن تشق طريقها إلى المستقبل بخطى آمنة وواثقة في حين ذهبت المملكة إلى نهايتها بخطى متسارعة أكثر من المعهود وإن ضللت  المجتمع والرأي العام المحلي والعالمي فالباطل له زخرفه وبهرجه الذي يجعل الطغاة ومن شاكلهم يقعون في نشوة سكرة وهم يعمهون ويتخبطون ويظنون الظنون ويتوهمون الحق والنصرة وهم في مربعات الباطل ومنحدرات التلاشي والاضمحلال والغروب.

لقد تمت كلمات الله العليا على القوم المتعالين والظالمين فلا وزر لهم إلا التيه في الأرض أربعين عاماً ليذوقوا وبال ما اقترفوه في حق عباد الله المخلصين والصابرين والآمنين الذين غدرهم العدوان وسفك دمهم وانتهك حرماتهم ودمر كل مقومات حياتهم المادية والحضارية ولم يبق لهم شيئاً إلا أتى عليه وأعمل فيه آلة الدمار والخراب والموت.

لقد نسي النظام السعودي الغاشم قدرة الله وبطشه وجبروته وتوهم قوته وبطشه وجبروته وهي حالة فرعونية ومشاعر فرعونية ساقت فرعون إلى الموت والنهاية غرقاً بعد أن توهم قدرته وجبروته ووصوله إلى إله  موسى بسلم يبنيه ليصل به إلى السماء وكذلك آل سعود نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأوقعهم في ذات الحالة التي كان عليها فرعون إذ ظنوا أن ترفهم قادر أن يحقق مآربهم ويخضع اليمن في ظرف اسبوع من الزمان ولم يلتقطوا إشارات الله ورموزه التي يبعثها لهم والأخرى لتكون عظة لهم ورادعا بل تمادوا في طغيانهم وعدوانهم فقتلوا الناس في الطرقات وفي الأسواق وفي مساكنهم وهم نائمون آمنون ولعمركم إنهم لفي سكرتهم يعمهون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون فالقضية قد تجاوزت حدودها الطبيعية ودخلت في دائرة سخط الله وغضبه وعامل الله جار فيها لا محالة وما كان الله ليهلك آل سعود حتى يقيم حجته عليهم ولن يطول بنا الأمد حتى يتحقق وعد الله للصابرين المؤمنين من أهل اليمن فقد علم الله أنهم ظلموا وأنه على نصرهم لقدير.

وفي النتيجة العامة للعدوان الخزي والعار والخسران المبين لآل سعود والصمود والعزة والكرامة لأهل اليمن والتمكين لإيران التي تدعي السعودية محاربتها في اليمن وعجزت عن اعتراض بارجة لها في المياه الإقليمية بل طلبت النجدة من كل العالم لممارسة الضغوط على إيران حتى لا تجد نفسها في مربعات الخزي والهوان، وعجزت عن الدخول في حرب مباشرة رغم كل الاستفزازات والمناورات التي تقوم بها إيران في خطوط التماس ولذلك تبرر عجزها بتدمير سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا تحت غطاء محاربة التمدد الايراني أو محاربة إيران كما قال وزير خارجيتها الجبير وهو يبرر عدوانه على اليمن وقد وقع في التناقض من حيث لا يدري, فبيان البداية كان لدعم الشريعة وبيان النهاية – وأنا أراه كذلك لأن العدوان يبحث عن سيناريو للنهاية – كان لمحاربة إيران, وفي الحالين أذان من الله بنهاية آل سعود.

You might also like