وفد القوى السياسية اليمنية يتوجّه إلى جنيف بعد عراقيل سعودية
متابعات :
حُلّت جزئياً أولى العقبات التي أوجدتها السعودية للحؤول دون انعقاد مؤتمر جنيف المخصص لبحث الأزمة اليمنية، بعدما أقلعت الطائرة التي تقل وفد القوى والمكونات السياسية اليمنية من مطار جيبوتي باتجاه مطار العاصمة المصرية القاهرة ومنه إلى العاصمة السويسرية للمشاركة في المباحثات اليمنية بعد عراقيل وُضعت في مسار طائرة الأمم المتحدة التي تقلّه.
وفي وقت تسعى الأمم المتحدة إلى تسجيل انجاز ولو مجرد شكلي من خلال جمع الأطراف اليمنية المتخاصمة على طاولة حوار واحدة، إلا أن الأجواء الطاغية في جنيف متشائمة من إمكانية الوصول إلى نتائح إيجابية من جراء الحوار بسبب الضغوط والعراقيل السعودية.
ولعلّ المفارقة التي يتحدث عنها المراقبون لتطورات العدوان على اليمن هي أن الرياض ترفض أي مشروع لوقف عدوانها الذي حاولت الأمم المتحدة التوصل إليه قبل مؤتمر جنيف، فيما هذه الاعتداءات تفضي في واقع الأمر إلى مزيد من المكاسب الميدانية للجيش اليمني واللجان الشعبية، لا بل أن جزءاً من القتال انتقل إلى داخل الأراضي السعودية.
فتشدّدت الرياض مع الطلب الأممي لتثبيت وقف العدوان ورفعت في مقابله وتيرة غاراتها وكثفت من وتيرة استهدافاتها للمدن والأحياء السكنية اليمنية.
وتزامنت هذه الحلحلة المفاجئة لقضية توجه الوفد اليمني إلى جنيف، مع توجه مساعد وزیر الخارجیة الايرانية للشؤون العربیة والافریقیة حسین امیرعبداللهیان إلی السعودیة للمشارکة فی الاجتماع الطارئ لوزراء خارجیة منظمة “التعاون الإسلامي” المخصص لبحث الوضع الیمني.
واتَّهَمَ وفد المكونات السياسية اليمنية العدوان السعودي بالسعي لعرقلةِ رِحلتهِ الى المدينةِ السويسرية للمشاركة في المؤتمرِ.
وكشف الناطق الرسمي لـ “أنصارالله” محمد عبد السلام عن وجود “إعاقة واضحة وموقف أهوج لعرقلة مسار المكونات السياسية اليمنية المتجهة إلى جنيف لعقد المشاورات السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة”، موضحاً أنه “بعدما عجزت الأمم المتحدة عن تأمين مسار الرحلة الجوية وتقاعست حتى عن التحرك لتغيير مسارها أو إيجاد بدائل، بذلت القيادة العمانية جهوداً واسعة لتأمين مسار الرحلة لمواصلة سيرها إلى العاصمة السويسرية جنيف”.
وإذ شكر عبد السلام القيادة العمانية على جهودها الطيبة، طالب الأمم المتحدة بتوضيح الموقف وأسبابه وإدانة مثل هذا التصرف الساعي إلى عرقلة جهودها في عقد المشاورات السياسية. واعتبر أن “حوار جنيف لا يعول عليه للوصول إلى نهاية للأزمة في اليمن لعدم امتلاكه الوسائل اللازمة للضغط على السعودية”.
وبدوره، أوضح الأمين العام لحزب “المؤتمر الشعبي العام” اليمني عارف الزوكا، العضو في وفد القوى اليمنية أن الهدف الأساسي لمؤتمر الحوار اليمني هو وقف العدوان ورفع الحصار عن البلاد.
وقال الأمين العام لـ”حزب الحق” اليمني حسن زيد في تصريح صحفي له “اننا لسنا في صراع مع الأمم المتحدة ونحن حريصون على الوصول إلى جنيف لإيصال رسالة الشعب اليمني للرأي العام العالمي” معرباً عن أسفه لسوء تنسيق الأمم المتحدة وتأخير رحلتهم إلى جنيف”.
“تكتل الأحزاب والتنظيمات”: لن تتأخر في ملء الفراغ السياسي في ظل الصمت إزاء العدوان السعودي
وأصدر تكتل الأحزاب والتنظيمات السياسية المناهضة للعدوان من صنعاء بياناً قال فيه إنه يتابع بـ”اهتمام بالغ ما يتعرض له وفد القوى السياسية الوطنية المتجه إلى جنيف من عراقيل متعمدة من قبل نظام آل سعود وحلفائهم وذلك بعدم السماح لطائرة الأمم المتحدة بالعبور والتموين في مطارات الدول المتحالفة مع العدوان بغية تعطيل أي مسار سياسي يمني – يمني قد يؤدي الى التقارب ومواصلة الحوار الذي كان قد قطع عدة مراحل قبل بدء العدوان السعودي” معتبراً أن هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على ضعف أداء المؤسسة الدولية (الأمم المتحدة) وتماهيها مع مشروع العدوان السعودي بما لا يدع مجالا للشك أن المال السعودي المدنس وتأثيره السلبي وصل إلى أروقة الأمم المتحدة ما قد يترك أثرا كبيرا على السلم والأمن في العالم ويحجم الدور الذي يفترض أن تمارسه هذه المؤسسة العالمية”.
وحمّل التكتل الأمم المتحدة ممثلة في أمينها العام بان كي مون والمبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ كافة التداعيات المترتبة على ذلك (سياسيا وأمنيا) في ظل استمرار العدوان السعودي الغاشم علي اليمن والذي شارف شهره الثالث على الانقضاء، ودعا كافة القوى السياسية الوطنية وكافة المنظمات والهيئات إلى رص الصفوف واستمرار التفاعل بما يتناسب مع الأحداث والمستجدات الحالية، مؤكداً أن القوى الوطنية المناهضة للعدوان لن تتأخر في ملء الفراغ السياسي إلى ما لا نهاية كضرورة ملحة في ظل الصمت والتجاهل الاقليمي والدولي حيال العدوان السعودي الغاشم.
واستبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحدث اليمني بمؤتمر صحفي عقده في العاصمة السويسرية ضمّنه سابقة أممية خطيرة، حيث تمنى أن يكون هذا الأسبوع بداية لنهاية إطلاق النار في اليمن، واعتبر أن “ما يحصل في اليمن هو قنبلة موقوتة، مطالباً بـ”هدنة إنسانية” جديدة من أسبوعين تبدأ قبل حلول شهر رمضان المبارك.
وقال كي مون إنه “يجب أن نطلب أخذ إجراءات في ثلاث نقاط، أولا هدنة انسانية لإيصال المساعدات الملحة الى كافة المدنيين والتوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار في مناطق محددة وانسحاب “المسلحين” من المدن، وفتح الطريق نحو وقف اطلاق نار شامل ودائم في كل انحاء البلاد، كذلك يجب البدء بعملية انتقال سياسي تشمل الأطراف كافة”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أجرى الأحد الفائت لقاءات مع المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني تحضيراً لانطلاق مؤتمر جنيف.
” العهد الإخباري ”