مسيرة جماهيرية حاشدة بصنعاء بعنوان الحصار لا شرعية له
صنعاء – متابعات :
شهدت العاصمة صنعاء اليوم الأحد 14 يونيو 2015 مسيرة جماهيرية حاشدة دعت إليها اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية لمواجهة العدوان تحت شعار ” الحصار لا شرعية له”.
ورفع المشاركون لافتات تطالب بفك الحصار البري والجوي والبحري الظالم على اليمن ومعاقبة جرائم نظام آل سعود التي ارتكبها بحق أبناء الشعب اليمني منذ بداية العدوان وإمعانه في قتل المدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية والعسكرية .. داعين كافة أبناء الشعب إلى مواصلة الوقوف في مواجهة العدوان واستمرار صمودهم الذي ادهش العالم اعزازا وتقديرا.
واكدوا على ان الحصار لن يزيد الا اصرار ومسؤلية وعزيمة وانه شعب لا يقهر وصلابه لن تلين وعزة مجتمع لا يحني جبهته لغير خالقه.. مستنكرين ادانه الصمت الدولي والتواطؤ العالمي المخزي مع العدوان واطرافه الذي يقف متفرجاً على المجاز والمذابح اليومية التي يرتكبها العدوان في اليمن.
وألقيت في المسيرة كلمتان لعضو اللجنة الثورية العليا محمد المقالح وعضو اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية لمواجهة العدوان حميد عاصم .. أكدا صمود أبناء الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي الغاشم على الشعب اليمني الذي لم يراع أي حرمة ولا عرف ولا قيم ولا مبادئ ولا حسن الجوار ووشائج القربى واستمرار استهدف منازل المواطنين وقتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين في مساكنهم .
وأشارا إلى أن العدوان السعودي يسعى لتركيع الشعب اليمني وإذلاله وإرغامه على التبعية، لكن الشعب قرر أن يحدد مصيره بنفسه ويأبى الشعب أن يخضع وأن يكون تحت الوصاية السعودية الأمريكية .
وطالبا أحرار العالم والهيئات الأممية والمنظمات الدولية وكل الدول والشعوب الحرة إلى تحمل مسئوليتها الاخلاقية والإنسانية تجاه شعب يعتدى عليه ويحاصر برا وجوا وبحرا لمنع دخول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية .. مجددين الدعوة لكل أحرار العالم إلى القيام بخطوات عملية لفك الحصار وإيقاف العدوان الظالم على الشعب اليمني .
ودعا المقالح وعاصم السلطات والجهات القضائية باتخاذ الإجراءات القضائية العاجلة لمحاكمة كل الخونة والعملاء الذين شاركوا في العدوان والقتل والتدمير، وأكدا أن الحل في اليمن لايمكن أن يكون خارجيا ويجب أن يكون يمنيا – يمنيا يحقق مصلحة اليمنيين وأهدافهم النبيلة دون أي وصاية عليهم او تدخلات خارجية.
وأشادا بالصمود الأسطوري للشعب اليمني الذي سينتصر على أعدائه الذين فشلوا في عدوانهم .. مؤكدين أن الرهان على تجويع وحصار الشعب اليمني سيسقط كما سيسقط الرهان على القصف والقتل والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة وأسباب العيش .
وقد صدر بيان عن المسيرة الجماهيرية فيما يلي نصه :
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم الشجاع الصابر والمرابط في ساحات البطولة والفداء وساحات العزة والإباء وميادين التحدي بالعمل والمواجهة والعطاء.. ها هو العدوان السعودي الأمريكي وحلفائهم يدخل يومه الـ 81 مضيفاً كل يوم جرائم إلى جرائمه الوحشية، وبشاعة إلى بشاعاته الدموية، ويفرض حصارا مطبقا على الشعب اليمني برا وبحرا وجوا دون أن يستطيع بكل ذلك تحقيق أي اختراق في جدار هذا الصمود اليمني الذي يلوي إليه أعناق العالم يوميا دهشة وإعزازا وتقديرا.
هنا عدوان حطم كل أعراف الحروب وتقاليدها، مستهدفا كل ما يحرم استهدافه في كل الشرائع والمواثيق الإنسانية والدولية من المدنيين، والمساكن، والبنى التحتية، والأسواق، والطرقات، ودور العبادة، بل حتى وسائل النقل، وباستخدام كل أنواع الأسلحة وبينها ما هو محرم دوليا ولكن هنا أيضا وفي المقابل إرادة شعب لا يقهر، وصلابة وطنٍ لا يركع، وعزة مجتمع لا يحني جبهته لغير خالقه.
ثمانون يوما من القصف الذي استهدف كل المدن، وأمطر بحمم الموت كل الساحات والطرقات، لم تنج منه مدينة ولا حي ولا غالب القرى والأرياف، متزامنا مع حصار إجرامي يستهدف القوت والمعيشة والدواء وحليب الأطفال ومع ذلك لم ينجح في انتزاع أي مطلب له أو فرض أية إرادة على إرادة جبال الكرامة والصبر والصمود المسماة “اليمن”.
هنا صمت دولي وتواطؤ عالمي مخزي مع العدوان وأطرافه.. وهنا أيضاً ثقة بالله وبالنفس وبالحق والعدالة تجعل من أهلها لا ينتظرون النصر إلا من الله ومن سواعدهم، ولا يشحذون الدعم والمساندة إلا من الله ومن بعضهم بعضا، تاركين العالم في امتحان صعب لأخلاقه وقيمه وهي تتساقط كحطام تذروه الرياح بفعل صمته وتفرجه على عشرات المجازر التي ارتكبها العدوان وسفك فيها دماء الأطفال أكثر من الكبار والنساء أكثر من الرجال والرجال المدنيين الأبرياء أكثر وبما لايقاس من المقاتلين.
هنا اليمن الذي قال “لا” في البدء وسيقولها في الختام.. هنا اليمنيون يكررونها من هذه الساحة وهذا الحشد الهائل لا للعدوان، لا للحصار الخانق على الشعب ،لا للموت القادم على أجنحة البغي والطغيان والغرور والفجور السعودي الأمريكي الصهيوني، لا لعملاء الموت ورسل الخيانة، لا للسفاح الصغير هادي، ولا لسيده المجرم سلمان.. لا لمشاريع الاستلاب التي يحاول العدوان فرضها على اليمنيين.. لا لتمزيق اليمن واليمنيين لاشرعية لشرعية الخيانة… لا شرعية لنعال آل سعود وأدواتهم الرخيصة لاشرعية لأي أفاق يحتفل بمرأى شعبه وهو يغرق في دمائه.. الشرعية للشعب ولتضحياته وطموحاته الشرعية للكادحين والمعدمين والضحايا الشرعية لمن أفقرتهم الشرعية المزعومة بفسادها، ولمن قتلتهم بعمالتها وخيانتها.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم إن أهمية مسيرتكم هذا اليوم تتجلى في كونها واحدة من أروع لوحات وحدة المجتمع اليمني بمختلف نخبه وشرائحه التي تشكلت منها الجبهة الوطنية لمواجهة العدوان .. وما يزيد من أهميتها أكثر أنها تأتي بالتزامن مع انتصارات جيشكم ولجانكم الشعبية البطلة على العدو في حدوده وقريبا من عقر داره والتي تؤكد ما يلي :
– رفض الحصار المفروض على الشعب اليمني برا وبحرا وجوا وأن اليمنيون لا يمكنهم القبول بالموت حصارا فهم يفضلون الموت في ساح المعارك والشرف لفك الحصار ومواجهة العدوان.
– يشيد أبناء اليمن بموقف المنظمات العالمية الداعية الى منع التسليح على النظام السعودي وبيع الأسلحة لهم باعتبارهم يستخدمونها في الجوانب المحرمة والغير مشروعة كما يحصل في اليمن.
– يؤكد اليمنيون بمختلف شرائحهم وفئاتهم وانتماءاتهم أنهم درع وحصنٌ لحماية هذا البلد والدفاع عن سيادته وأمنه واستقراره ومستعدون للتضحية بالغالي والنفيس فداء لهذا الوطن الغالي.
– يؤكد المتظاهرون أن استهداف العدوان للمدن التاريخية والحضارة اليمنية والتراث اليمني العالمي لهود ليل واضح على الحقد الدفين المتجذر في نفوس وسياسة وتاريخ أمراء العدوان وإفلاسهم في تحقيق أهدافهم المعلنة ضد الشعب اليمني.
– دعوة الشعوب العربية والإسلامية للخروج عن صمتهم تجاه المجازر التي ترتكب بحق إخوانهم في اليمن وأن يكون لهم صوت يعلوا على أصوات الطغيان والإجرام والمطالبة برفع الحصار عن الشعب اليمني وإيقاف العدوان ضده.
أيها اليمنيون الأحرار ها أنتم اليوم تكررون صناعة تاريخكم الذي لا يعرف غير النصر على الأعداء .. فسواعد رجالكم الأبطال دكت وتدك يوميا مواقع وحصون العدو على طول الشريط الحدودي .. حتى لقد بات المقاتل اليمني لا يقترب من موقع من مواقع العدو إلا ودب الذعر قبله إلى جنود العدو فيفروا من أمامه ويولون الأدبار منهزمين ، وما ذلك إلا لأننا نحن القوم أولو القوة والبأس الشديد، كما نحن القوم الذين في أيديهم سلاح الحق والعدل والقيم والأخلاق، لم نكن نحن من اعتدى ولا من طغى أوتجبر .
فالبغي مصرعه وخيم ، والدوائر لا تدور إلا على الباغي الأثيم.