الحصار السعودي يتسبب في رفع أسعار السلع الضرورية
متابعات : الثورة الاقتصادي/ حسن شرف الدين
في ظل الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية على الشعب اليمني وفي ظل التعتيم الإعلامي الذي تقوده السعودية في وسائل الإعلام العربية والدولية جراء ما يحدث في اليمن من عدوان غاشم وبربري على الإنسان اليمني واقتصاده وبنيته التحتية، تزداد الحالة الإنسانية في اليمن في التدهور.
تقرير حديث يؤكد أن هناك ارتفاعاً في أسعار السلع الأساسية للمستهلك اليمني بنسب متفاوتة في ابريل 2015م وسط اختفاء شبه كامل لمادتي القمح والدقيق من الأسواق، وارتفاع اسعارهما بنسب متفاوتة بين المحافظات بلغت في حدها الأقصى في تعز 136% أي بـ 13000 ريال، وحدها الادنى في صنعاء 51% أي بـ 8000 ريال مقارنة بأسعار يونيو 2014م البالغة 5300ريال (50 كجم)، وعدن 89% أي بـ 10000 ريال والحديدة 118% أي بـ 12000 ريال.
ويشير التقرير الصادر عن مركز بحوث التنمية الاقتصادية إلى أن هناك انعداماً كاملاً للمشتقات النفطية من السوق وإغلاق جميع محطات بيع الوقود وإن وجدت فهي تباع بأسعار عالية جداً بالسوق السوداء لتصل نسبة الزيادة إلى أكثر من 600% للبنزين والديزل.. فيما بلغت نسبة الزيادة السعرية للدقيق 45%، والدخن 67%، والذرة الصفراء 80%، والسكر 6%، والأرز (تايلاندي) 23%، والسمن 12%، والزيت شيف 8%.
وارتفعت أسعار الألبان ومشتقاتها بنسب مختلفة فازدادت أسعار الجبن بنسبة 40%، وحليب الممتاز 7%، ولم تسجل أسعار اللحوم الحمراء أي زيادة باستثناء اللحم البقري ازداد 7%، بينما ارتفعت أسعار الدواجن بمعدل 25%، والأسماك (الديرك) 42%. وارتفعت أسعار المياه (وايتات/ صهاريج المياه) بنحو 400%، حيث ارتفعت من 2000 الى 8000 ريال، وارتفعت اسعار المواصلات والنقل بين المحافظات إلى اكثر من 300%، وداخل المحافظة 100% مع ندرة حركة وسائل المواصلات بسبب انعدام المشتقات النفطية.
ويؤكد التقرير أن المواطنين اليمنيين يواجهون مشكلة أخرى في طحن الحبوب وتحويلها إلى دقيق بسبب إغلاق محلات طحن الحبوب لانعدام الوقود والطاقة الكهربائية المولدة لأجهزة الطحن وارتفاع أجور الطحن أكثر من 300% في صنعاء.
ويقول التقرير: في الوقت الذي ينخفض فيه متوسط نصيب الفرد اليمني من مختلف السلع والخدمات في الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية العادية، فقد أدت الاحداث السياسية والأمنية الأخيرة وإغلاق المنافذ البحرية والبرية والجوية –جراء العدوان والحصار السعودي- إلى انعدام السلع وارتفاع الأسعار خلال الأشهر الماضية رافقها تأثيرات سلبية مباشرة على فئات المجتمع المختلفة، ويظهر المواطنون حالة استياء شديدة تعكس الحالة المعيشية السيئة التي يعانونها وعدم قدرتهم على توفير احتياجاتهم الغذائية الضرورية، مع توقف تام لبعض الخدمات وتدهور للبعض الآخر كالصحة والتعليم والمواصلات في بعض المحافظات..
والأخطر من ذلك صعوبة حصول المواطن على السلع حتى مع توفر الدخل لبعض السكان ما يجعل الوضع الإنساني أكثر كارثياً ويدخل المواطن في مشكلة ذات أبعاد مختلفة، واختفاء السلع الضرورية من الأسواق بسبب احتكار التجار وذلك نتيجة توقف استيراد السلع وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، ويتيح التحليل التالي التعرف على الزيادة في أسعار أهم السلع الاستهلاكية..
وينشغل أرباب الأسر وربات البيوت في توفير مادة الغاز المنزلي القمح والدقيق ويتناوب أفراد الأسرة بالوقوف لأكثر من يومين متتالين بطوابير أمام معارض ومحطات بيع الغاز، كما ينشغل الأطفال بتوفير المياه المنزلية والوقوف أمام محطات المياه لساعات طويلة خلال أوقات الليل والنهار ما يجعلهم عرضة لكثير من المشكلات الصحية والنفسية.
تباركت وجوه أطفالك المعفرة بالتراب تحت الأنقاض.. تبارك الدمع المتيبس على خدود النساء.. والحزن العظيم في صدور الرجال..
وبوركت سواعد أبطالك وهم يذودون الموت والعار عنا وعنك بفداء وعزيمة لاشبيه لها إلا في الأساطير.