67 عاما.. ومازال الفلسطينيون يتشبثون بحق العودة
على الرغم من مرور عشرات السنوات على النكبة الفلسطينية، إلَّا أن أبناء هذا الشعب يرفضون التخلي عن حق العودة، ومازالوا يتشبثون به ويراودهم حلم العودة لوطنهم الأم مرة أخرى، لاسيما وأن قضية اللاجئين الفلسطينيين تعتبر واحدة من أبرز قضايا اللجوء العالمي وأوسعها انتشارًا، وفي ظل انعدام الرؤى لحل دائم وعادل للقضية، فإن حدة الأزمة تتزايد، خاصة أن العالم لا ينظر للاحتلال الصهيوني على أنه اغتصب أرضًا وشرد أهلها ليصبحوا لاجئين يعانون من التهميش والحصار والقهر.
منذ نكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا، تسعى السلطات الصهيونية لإحداث تغيير في المعادلة الديموغرافية، عبر استخدام القوة المسلحة وتشريد الفلسطينيين من أراضيهم، وسلبها بالقوانين العنصرية تارة، وببطش المستوطنين ومساندة جيش الاحتلال تارة أخرى، لكن تشبث الفلسطينيين بحق العودة ومثابرة أهلها ومقاومتهم لسياسات الاحتلال، تبقى الرهان الوحيد لمواجهة هذه المخططات الإسرائيلية.
الفلسطينيون الذين تم تهجيرهم من وطنهم مازالوا يحملون معهم “مفتاح العودة”، تأكيدًا منهم على هذا الحق الأصيل، وفي هذا السياق؛ يقول رياض نجم، عضو منظمة التحرير الفلسطينية: نحن كشعب فلسطيني لنا كامل الحق في تراب أرض اغتصبها الصهاينة، ويجب أن يكون هناك حل عادل لقضيتنا، مضيفًا أن قضية فلسطين والمسجد الأقصى أمانة في أعناقنا جميعًا، وهي قضية العرب والمسلمين في كل مكان، داعيًا إلى ضرورة وحدة الصف العربي من أجل مواجهة هذه المخططات الصهيونية التهويدية.
وحول المسار التفاوضي مع الاحتلال الصهيوني، قال نجم في تصريحات خاصة لـ”البديل”: إنه لا يوجد مستقبل لهذه المفاوضات؛ لأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية، ولا تقبل بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، كما أن الاستيطان الصهيوني لم يتوقف داخل الأراضي المحتلة، بل ازدادت حدته كثيرًا خلال السنوات الأخيرة الماضية، فضلًا عن الاعتداءات والانتهاكات التي يتم ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنوات وحتى يومنا هذا، مضيفًا أن السلطات الإسرائيلية تنفذ خطة ممنهجة لطمس هوية المعالم الدينية بالقدس وسائر المناطق المحتلة من أجل تهويدها.
وأوضح “نجم” أن السبيل الوحيد لإزالة الاحتلال الصهيوني عن الأراضي الفلسطينية هو الكفاح المسلح، بجانب وحدة الصف العربي والفلسطيني على حد سواء، مؤكدًا: “سنستمر في وهب أرواحنا فداءً لفلسطين، وسنواصل السير في درب التحرير”.
في السياق ذاته، أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات “حنا عيسى” خلال تصريحات صحفية الأحد، ضرورة رفض مبدأ التعويض للاجئين الفلسطينيين كبديل لحق العودة، مضيفًا: “يجب التمسك بالمطالبة بتنفيذ القرار 194 لسنة 1948، الذي يؤكد حقنا في العودة، وهو القرار الذي يستمد قوته من إصرارنا وتمسكنا بحقوقنا، وتابع قائلًا: “ويجب التمسك بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين، خاصة قرار الجمعية العامة رقم (3236) سنة 1974 الذي اعترفت فيه الجمعية العامة بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، غير القابل للتصرف، والذي أكدت فيه حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم”.
نقلا عن البديل الإخباري